أحمد النجار – «صدى الوطن»
مع حلول شهر رمضان المبارك، يجتاز المسلمون الاميركيون ايام الصيام بثبات يومي فـي جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكنهم ليسوا وحدهم بعد اليوم، حيث قرر عدد من الأميركيين غير المسلمين المشاركة فـي صيام هذا الشهر الفضيل لأسباب ودوافع مختلفة. أنطوني وليامز، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر ٢١ عاماً من ولاية كانساس، شارك فـي الصيام ليوم واحد هذا العام بعد تلقي «الإلهام» من أحد الأصدقاء المسلمين.
«أنا فـي الأساس أراه أثناء الصيام، فقررت أنه ربما سيكون من الجيد أن أصوم معه ليوم واحد»، قال وليامز وأضاف «كان الصيام صعباً لأنه حصل فـي يوم صيفـي نموذجي حار فـي كانساس». وأضاف «أعتقد أن أفضل شيء يمكن القيام به هو ان تبقي نفسك مشغولاً ولا تفكر بالوقت». ولأن الأيام طويلة وحارة فـي جميع أنحاء النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فغالباً يكون من الصعب بالنسبة للصائمين ان يمارسوا روتين حياتهم اليومي خلال ساعات الصيام.
ومع ذلك، فإن الهدف من وراء شهر رمضان هو أبعد من فرض قيود على الطعام والماء خلال النهار. شهر رمضان هو شهر كامل يحمل معاني التفاني، وبالنسبة للمسلمين يعني البر بالله وكبح الصائمين أنفسهم عن العادات السيئة أيضاً، مثل الكذب والشتم والنشاط الجنسي والغضب هي أمثلة عن الاعمال التي يجب الامتناع عنها أثناء الصيام.
والصيام يمكن أن يكون أسهل اذا حدث وسط الجاليات الاسلامية الكبيرة، فالأفراد الذين هم جزء من هذه الجاليات عادة ما يتلقون الدعم العائلي والإجتماعي من محيطهم ما يجعلهم أكثر صلابة. ماري رينيه، وهي زوجة وأم لأربعة أطفال أيضاً من ولاية كانساس، قررت ان تمضي فـي تجربة صيام شهر رمضان. فأكملت يوماً واحداً من الصوم قبل أن تفكر فـي تمديد صيامها ليوم آخر.
«حصل عندي صداع عند الساعة ٥:٣٠ مساءً ولكن التحرر من الغضب والكذب وتشتت الأفكار كان استثنائياً»، وأضافت رينيه «كان تقدير وجبة الفطور رائعاً.. والتجربة كانت عبارة عن تنقية جسدية وروحية». وغالباً ما يشكِّل الأمر أكثر صعوبة على الصائمين عندما يصوموا فـي بيئة تُعرض فـيها الأطعمة على أنواعها.
جينا فان لير، البالغة من العمر ٢٠ عاماً من ولاية كاليفورنيا، صامت ليوم واحد بينما كانت تقضي عملها كمسعفة وكانت تتعرض لإغراء الطعام طيلة نوبة عملها الطويلة.
واشارت لير «ان أصعب جزء فـي الصيام بالنسبة لي بالتأكيد وجودي حول جميع مصادر الطعام والشراب والحاجة إلى كبح جماح نفسي ضد ذلك». واردفت لير «لقد أحسست بإغراء الطعام بينما كان زميلي يأكل على مدار اليوم».
وبعد تجربتها، أدركت لير كم يستهين الناس بصعوبة الصيام واستطردت «كان أفضل وجه فـي الأمر هو الشعور بالرضا- وكأنني حققت هدفاً لفعل شيء ما، وهذا ما حداني للتفكير فـي الأشياء المتعددة التي نستهين بها ولا نعطيها حقها من الاهتمام، أشياء بسيطة مثل القدرة على تناول الطعام خلال اليوم فـي الوقت الذي يصوم فـيه آخرون فـي جميع أنحاء العالم قسراً كل يوم وليس باختيارهم».
شهر رمضان هو شهر روحي يوثق علاقة الأفراد مع الله، وهذا ما يحاول ستيفن يوريندا البالغ من العمر ٤٨ عاماً، ان يتوصل إلى تحقيقه. «لقد كنت فـي رحلة روحية من سنة ونصف السنة الماضية لأصبح أقرب إلى الله» اكد يوريندا، وتابع «أنا اعرف نفسي كمسيحي ولدي عدد كبير من الأصدقاء المسلمين فـي هذه الجالية».
يسكن يوريندا فـي مدينة وستلاند (ميشيغن) مع زوجته لورا وكلاهما يصومان لمدة شهر كامل خلال شهر رمضان. وقد وصف يوريندا الأسبوع الأول من الصيام بانه «تجربة فريدة من نوعها». كذلك يحاول يوريندا وزوجته أيضاً أداء جميع الصلوات الخمس التي يؤديها المسلمون خلال هذا الشهر.
«لقد كان الجانب المادي منه صعباً فـي الأيام القليلة الأولى، لكن الصيام مجزٍ ويخلق التواضع طيلة الشهر، والله يقدر تفاني البشر» أشار يوريندا، ومضى يقول «نحن معتادون على التوجه نحو البراد فـي كثير من الأحيان. انه لشيء رائع أن نتمكن فـي هذا الشهر من تقدير ما نحن عليه ونكون شاكرين للنعم».
«أنا وزوجتي نحب ونعشق ونحترم الثقافة والدين والجالية العربية كثيراً» قال يوريندا وأردف «صيام الاسبوع الأول كان تجربة رائعة لفهم أفضل لكل شيء وخاصة امتحان الإدارة».
وردد وليامز نفس المشاعر واضاف «أعتقد انه جانب هام وأننا بحاجة إلى أن نتعلم طقوس بعضنا البعض، وجميع الثقافات حقاً، وذلك من اجل فهم أفضل ورؤية العالم من خلال عيون بعضنا البعض».
Leave a Reply