ديترويت – «صدى الوطن»
أعلن قطب العقارات الديترويتي دان غيلبيرت الأربعاء الماضي عن خطته لبناء أعلى ناطحة سحاب في المدينة على موقع مبنى «هادسون» الذي تم هدمه في العام 1998، مؤكداً أن المشروع، الذي يحتاج إلى إعفاءات ضريبية من مجلس الولاية التشريعي ليصبح واقعاً، من شأنه أن يساعد ديترويت على استعادة بريقها وطنياً وعالمياً
المشروع الضخم الذي تقدر كلفته الأولية بحوالي 700 مليون دولار، يشمل برجاً سكنياً من 52 طابقاً (250 شقة) يعلو قاعدةً من تسعة طوابق، سوف تتضمن مكاتب ومحلات تجارية ومسرحاً وسوقاً عاماً، في حين تبلغ المساحة الإجمالية للمشروع 1.2 مليون قدم مربع.
وبحسب المقترح الذي قدمته شركة «بدروك» العقارية ونال موافقة «هيئة تطوير الداونتاون»، سوف يرتفع المبنى -الذي لم يعلن عن اسمه بعد- 734 قدماً ليتجاوز بارتفاعه أعلى أبنية ديترويت، وهو مجمّع «رنيسانس سنتر»، ببضعة أقدام.
ومنحت «هيئة تطوير الداونتاون»، «بدروك» المملوكة لغيلبيرت، حتى مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل للحصول على الإعفاءات الضريبية المطلوبة من الولاية لإنجاز المشروع المقترح، على أن تبدأ أعمال البناء في كانون الأول (ديسمبر) القادم، وتنتهي أواخر العام 2020.
ويسعى صاحب شركة «كويكن لونز» للقروض العقارية إلى الحصول على موافقة المشرعين في لانسنغ للحصول على إعفاءات ضريبية ليتسنى له إنجازه المشروع الذي قوبل بترحيب واسع في مدينة ديترويت.
رمزية تاريخية
واعتبر المسؤولون في هيئة التطوير أن المشروع المقترح من قبل غيلبيرت مناسب تماماً لعودة المدينة إلى الازدهار، ليس فقط بسبب الوظائف والسكان والحركة التجارية التي سيجذبها إلى وسط المدينة، بل أيضاً بسبب الرمزية التاريخية للموقع الذي كان يعتبر قلب ديترويت النابض عندما كان مقراً لمتاجر «هادسون» الشهيرة، التي أقفلت أبوابها عام 1983 في إشارة إلى حتمية انحدار المدينة.
وتم هدم مبنى «هادسون» على شارع وودورد في العام 1998 ولم يتبق منه سوى مواقف للسيارات تحت الأرض، بعد أن كان أحد أشهر متاجر التجزئة في الولايات المتحدة خلال النصف الأول من القرن الماضي.
ويؤكد المسؤولون في شركة «بدروك»، أن المبني المقترح «ليس كأي مشروع آخر تشهده منطقة الداونتاون هذه الأيام»، بل هو مصمم ليكون «قلب المدينة» تجارياً، إضافة إلى أنه سيكون مركزاً تكنولوجياً وأيقونة هندسية ستعيد ديترويت إلى خارطة المدن العصرية.
وقال غيلبيرت إن «هادسون لم يكن مجرد متجر، بل كان محركاً اقتصادياً لديترويت.. وهدفنا هو خلق مشروع يتجاوز حتى هادسون بتأثيره الاقتصادي على المدينة». وأضاف أن «المشروع فريد جداً لدرجة أنه قد يساعد ديترويت على العودة إلى الخارطة الوطنية -وحتى العالمية- للهندسة المعمارية، والمواهب الجديدة، وابتكارات التكنولوجيا، وخلق الوظائف».
الكرة في لانسنغ
غير أن إنجاز هذا المشروع الضخم مرهونٌ، حسب غيلبيرت، بموافقة مجلس نواب الولاية على مقترح قانون يسمح بمنح إعفاءات ضريبية لمشاريع التطوير العقاري لمواقع مهجورة أو مهملة في المدن المنكوبة بولاية ميشيغن. وقد وافق مجلس شيوخ الولاية على مشروع القانون، في حين لا يزال النواب بصدد دراسته، علماً بأنه يسمح بإعفاء مشروع تطويري واحد في كل مدينة سنوياً. ويوفر مقترح القانون إعفاءات على ضريبة المبيعات والدخل (السكان والعاملون) في المشروع لمدة لا تزيد عن 20 سنة.
Leave a Reply