واشنطن – في خبر شكل مفاجأة إيجابية حول العالم، قال علماء وأخصائيو الأمراض المعدية، الاثنين الماضي، إن نتائج التجارب الأولية للقاح فيروس كورونا لشركة «فايزر» و«بيونتك» فاقت التوقعات، وتبشر في الحد من الإصابات والوفيات التي يسببها الفيروس القاتل يومياً في مختلف أنحاء المعمورة.
وما توصلت إليه اختبارات لقاح «فايزر» و«بيونتك» قد يعطي إشارة إيجابية بإمكانية الحصول على أكثر من لقاح يتم تطويرها حول العالم، خاصة تلك التي تستخدم التقنية ذاتها.
وفي وقت لاحق من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وبمجرد أن تتمكن شركة «فايزر» من تقديم مزيد من المعلومات حول مدى أمان اللقاح، فهي ستتقدم للحصول على ترخيص استخدام طارئ من إدارة الغذاء والدواء.
خبراء إدارة الغذاء والدواء والعلماء سيراجعون البيانات بعد ذلك، قبل تحديد ما إذا كان يمكن إعطاء اللقاح لعدد أكبر من الأشخاص.
وقال خبير الأمراض المعدية، أنتوني فاوتشي، إن الأخبار التي تفيد بأن اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد من إنتاج شركة «فايزر» فعال بنسبة تزيد عن 90 بالمئة يبشر بالخير.
وفي مقابلة عبر شبكة «سي أن أن»، قال فاوتشي كذلك إنه متأكد من أن «فايزر» ستطلب الحصول على إذن بالاستخدام الطارئ للقاحها، وإنه «من المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على لقاح للعامة قبل نهاية العام».
ولفت كذلك أن هناك آمالا في إيجاد لقاحات مضادة أخرى قد تزيد من حظوظ القضاء على فيروس كورونا.
وقال الخبير الأميركي إن هناك لقاحا مرشحا آخر لمختبر «موديرنا»، يستخدم نفس النظام، ومن شأنه أن يدعم تقنية mRNA.
ويستخدم لقاح فايزر تقنية غير معتمدة من قبل تسمى messenger RNA، أو mRNA، لإنتاج استجابة مناعية لدى الأشخاص الذين يتم تطعيمهم.
استثمرت الحكومة الفدرالية الأميركية 1.95 مليار دولار في لقاح شركة «فايزر» وشريكتها «بيوتيك» ولكنها لا تعمل بشكل مباشر للمساعدة في تطويره.
ويعمل المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الذي يديره فاوتشي، مع شركة «موديرنا» وشركات أخرى لاختبار لقاحاتهم التجريبية.
وهناك أربعة لقاحات لفيروس كورونا في مراحل متقدمة، تخضع لتجارب المرحلة الثالثة في الولايات المتحدة حتى الآن، إضافة إلى تجارب أخرى تجريها الهند والصين وغيرها. ومن المتوقع أن تعلن «موديرنا» الأميركية نتائج تجاربها السريرية في نهاية هذا الشهر، وكذلك «جونسون آند جونسون» التي ستعلن نتائجها بنهاية العام.
وقال فاوتشي إن شركة «فايزر» تمكنت من الحصول على نتائج سريعة جداً استجابةً للتفشي الكبير للوباء.
ويرى الخبير الأميركي أن سرعة الحصول على نتائج الاختبارات تعتمد على حجم التجربة وعدد الإصابات الموجودة في المجتمع.
وقالت «فايزر» إن لقاحها كان فعالاً بنسبة تزيد عن 90 بالمئة في الوقاية من فيروس «كوفيد–19»، بناءً على بيانات لتجربته على 94 مصاباً بالفيروس التاجي.
وقال الدكتور ويليام غروبر، نائب رئيس قسم البحث والتطوير السريري للقاحات في شركة «فايزر»، إن الشركة غيرت خطة دراستها بعد مناقشات مع مشرعين أميركيين وانتهى الأمر في النهاية باستخدام نتائج الدراسة للتجارب على 94 شخصاً.
ويشير تقرير نشرته مجلة «ستات نيوز» العلمية إلى أن توقع المزيد من اللقاحات قد يعني ذلك أيضاً إقناع الناس بأخذ المطعوم، خاصة وأن المعلومات حول مدة الحماية التي يوفرها هذا اللقاح لا تزال غير معروفة.
ومن المرجح أن يكون لقاح «فايزر»، الأول في الحصول على إجازة «زف دي أي» من أجل استخدامه وتوزيعه، ولكنه سيحتاج إلى نقله وتخزينه في درجات حرارة تصل إلى 70 مئوية تحت الصفر.
Leave a Reply