ديربورن – خاص «صدى الوطن»
قصة مطعم «فايموس همبرغر» على تقاطع شارعي شيفر وفورد في مدينة ديربورن لصاحبه الحاج فيصل حيدر، قصة لا تخلو من الطرافة، ففيصل حيدر ووالده حسين أدخلا هذا النوع من الوجبات الأميركية السريعة للبنان لأول مرة، وكان ذلك عام 1968، تحت إسم «ليتل وايت كاسيل» تيمناً بهذا الإسم الذي اشتهر في الولايات المتحدة في ذلك الزمان، لكنهم أضافوا له «ليتل» حتى لا يقعوا في قضايا قانونية مع المطعم الأميركي، ما لبثت عائلة حيدر أن غيرت الإسم بعد أن ذاع صيته في لبنان ليصبح «فايموس همبرغر».
وفي عام 0791 حين بدأت التوترات اضطر أصحاب المطعم إلى نقل موقعه إلى رأس بيروت في قلب المدينة وكان المتقاتلون من مختلف الأفرقاء يأتون إليه يتناولوا وجباتهم ثم يخرجوا للقتال مرة أخرى، وكأن الوجبات الأميركية تجمع الناس حتى لو كان بينهم خصومات إلى حد القتال، بحسب فيصل حيدر صاحب مطعم «فايموس همبرغر» في ديربورن الذي افتتح في هذه المدينة عام 96 أضاف «كانوا أثناء الحرب الأهلية يحملون على أكتافهم بنادق إم – 61 ومدافع البازوكا، كانوا يدخلون المطعم، يأكلون ويدفعون ثم يخرجوا مرة أخرى إلى الشارع ليتقاتلون».
يتذكر فيصل حيدر «كانت السيارات على طول الشارع قبالة المطعم تطلق الزوامير تأييدا لنا وكان إسمنا حينها مشهور للجميع» لذلك قلنا لم لا نغيره ليصبح «فايموس همبرغر» وهي تعني الشهرة.
الآن وبعد 82 عاما ظل «فايموس همبرغر» مشهورا في ديربورن كما كان مشهور في لبنان، فالحاج حيدر انتقل إلى ميشيغن عام 9891 حين اشتدت الحرب الأهلية، وأقام أول مطعم بهذا الإسم في ديترويت عام 8991 قبل الإنتقال إلى ديربورن عام 5002. الآن أصبح هذا المطعم معروفا لسكان المدينة والمدن المجاورة الذين يأتون في عطلة نهاية الأسبوع، بحسب لوحات السيارات المتوقفة أمام المطعم حسب قول حيدر. وهذا المطعم يؤمه طلبة المدارس المجاورة مثل ثانوية فوردسون وثانوية ديربورن وثانوية كريستوود في ديربورن هايتس يأتون هنا عقب إنتهاء يومهم الدراسي، إضافة إلى الأجيال القديمة كثيرا ما يأتوا لهذا المطعم، كونه يقدم وجبات أميركية محببة للناس، وكونه يختلف عن نظرائه من المطاعم لناحية تقديمه اللحوم الحلال في كل الوجبات، فكل المكونات الغذائية في هذا المطعم مرخصة حلال، كما أن عائلة حيدر تفتش على كل منتج للتأكد من أنه حلال وصحي.
وبسؤال حيدر عن الداعي وراء قراره بفتح هذا النوع من المطاعم في أميركا قال «لم يكن بإمكاننا التوجه لـ ماكدونالد، وأطفالي سأموا من تناولهم السمك طوال الوقت» فبوجود مطعم «حلال بيرغر» في ميشيغن، وجد أخيرا المهاجرون المسلمون مكانا يذهبوا إليه ويستمتعوا بوجبة أميركية محببة لديهم. عائلة
حيدر إذ تفخر بتقديم منتجات حلال لزبائنها، هي تؤكد ترحيبها بجميع الناس من مختلف الأديان والإثنيات، فالأمر ليس فيه تعصب أو تمييز على الإطلاق.
الزبائن من ديترويت وديربورن وآن آربر يتوقفون هنا للإختيار من بين 91 نوعا من البيرغر إضافة إلى السموذيز وفيموس فرايز والسلطات والبيتزا والآيس كريم وهناك «فايموس كورنر» وهي نقطة جذب كبيرة للزبائن ملحقة بالمطعم فيها موقدة وتلفزيون «فلات سكرين» يستمتع الناس فيها بتدخين الأرجيلة وتناول الوجبات.
البرغر الأكثر شهرة في هذا المطعم هو «فايموس» ويأتي ضمن شطيرتين واحدة مغطاة بالبيض والأخرى بالجبنة، يحبها حيدر ويحبها الزبائن كذلك، فهو يشجعهم على أخذ قضمة منها ويعرض عليهم إعادة نقودهم إذا لم تعجبهم. إعتبارا من الأول من تموز 8002 سيقدم المطعم وجبة إفطار كذلك، لكن الحاج فيصل حيدر يقول أن البيض يجعل من «فايموس همبرغر» خيار لوجبة إفطار لذيذة، «فايموس بيرغر» قد تكون الأكثر شيوعا في هذا المطعم، لكن وجبة «وان باوندر» يمكن لها أن تجعل الزبون مشهورا، فكل زبون يستطيع تناول هذه الوجبة والتي تضم باوندا من البيرغر لهم الخيار في وضع صورهم على الصفحة الإلكترونية للمطعم.
معظم الصور هي للاعبي كرة قدم ومشاهير آخرين لكن أحد الزبائن جاء وفعل مفاجأة كبيرة. «فتاة في الـ91 من عمرها جاءت مرة وتناولت واحدة من هذه السندويشات العملاقة، وكتبت تحت صورتها التي أخذناها لها ونشرناها: تعتقدون أن الفتيات لا يستطعن فعل ذلك، لكني فعلتها» بحسب ما قاله الحاج فيصل حيدر.
قريبا أكثر الناس في أميركا ستكون أمامهم الفرصة سانحة لهذا التحدي وكذلك تمتعهم بوجبات «فايموس بيرغر» الشهية، فهم لحد الآن لديهم مطعم في لوس أنجلوس وآخر في آلين بارك وسيكون هناك كذلك 64 موقعا ستفتتح في أماكن مختلفة. كل واحد من هذه المطاعم مهما كان موقعه سيتوفر فيه المنتجات الحلال مثله مثل المطعم الموجود في ديربورن وبحسب ما ذكره الحاج فيصل حيدر، الجميع مرحب بهم بغض النظر عن دينهم وجنسيتهم، لأن البرغير الجيد له القدرة على جمع الناس مع بعضهم.
Leave a Reply