الرياض، دبي، اللجزائر – يبدو أن سياسة الفتاوي التي يطلقها الشيخ يوسف القرضاوي من حين الى آخر من مركزه بإمارة قطر بدأت تحدث شروخ في علاقة قطر ببقية دول الخليج. ورغم أن دول المنظومة الخليجية تحاول أن تظهر امام العالم اكثر تماسكا وانسجاما خاصة في مثل هذه المرحلة التي يتزعم فيها مجلس التعاون الخليجي المنطقة العربية وتحاول أن تأثر في توجيه احداثها الا ان رائحة الصراعات التي تكتم انفاسها بدا تفوح وتظهر للعلن خاصة بعد حملة الفتاوي التكفيرية المتبادلة بين قطر والسعودية التي اعتقد انه وقع اخماد نارها قبل لن تحرق الجميع الا انها عادت واستعرت من جديد.
فقد وصف عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح اللحيدان يوسف القرضاوي بانه من جماعة الإخوان “غير صافية العقيدة”، كما وصف رسالته التي وجهها للملك عبدالله يشكره على تعيين عضوات في مجلس الشورى ويناشده السماح للمرأة بسياقة السيارة بـ”الإساءة الكبيرة” منتقداً تدخله في هكذا موضوع وتساءل اللحيدان: “ما الذي يجعله يكتب للملك”؟، وأضاف: “هل فكر القرضاوي أن ينهى الناس عن الشرك الأكبر، في مسجد الحسين في مصر”؟!!. واعتبر اللحيدان المظاهرات من الإفساد في الأرض كما طالب الشيخ عبد الرحمن البراك القرضاوي بالمشاركة في حملة تغريب المرأة في السعودية طلبا لثناء ومدح الرئيس الأميركي.
ولم يقف الامر عند السعودية اذ هاجم القرضاوي دولة الامارات واتهمها بمنعه من دخولها وطالب حكامها بلهجة تقريع بإلغاء القرار الذي اتخذته أبوظبي ضد مواطنين سوريين تظاهروا تضامناً مع شعبهم وذلك بإبعادهم الى وطنهم، فرد عليه القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، مهددا اياه بالملاحقة القضائية واصدار مذكرة لالقاء القبض عليه ووصف تدخل وتعليقات القرضاوي بالسفاهة وقال “ما بقى يشتم إلا فينا.. شتم العالم.. لم يبق ولم يذر.. ونسي يوم أن هرب مع فتاة سراً… تاريخه أسود في الجزائر، وارتكب حماقات شنيعة”، واتهمه بأنه “بدأ يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة”.واتهم المسؤول الأمني الإمارتي القرضاوي بأنه يعمل بأسلوب “يا تخلوا تنظيم الإخوان يأخذ راحته أو أشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة”، واصفاً الأمر بأنه “بلطجة” وسأل عن سبب عدم تعليق القرضاوي على قيام الحكومة القطرية بسحب جنسيات مئات من مواطنيها.
علماء الجزائر يدينون فتوى قتل بشار الاسد
وفي اطار الفتاوي وصف علماء الدين في الجزائر الفتوى السعودية باستباحة دماء السوريين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد بالفتوى الوهابية السياسية، كونها تخدم مصالح تيارات دينية معينة. وقال الشيخ سعيد بن بريكة عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين “إن فتوى استباحة دم الرئيس السوري بشار الأسد تدخل في نطاق فتوى الإرهابيين من أصحاب فقه الدماء”، وأضاف “هل رأي الوهابيين لوحدهم في السعودية يلزم ابناء سورية؟ بالطبع لا.”. واتهم عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كلا من السعودية وقطر وقناة “الجزيرة” وكذلك الشيخ القرضاوي، بالوقوف وراء مثل هذا النوع من الفتاوي لأغراض سياسية بالدرجة الأولى على حساب مصلحة الشعب السوري.
من جهته أكد الداعية الشيخ محمد مكركب أن الفتوى باستباحة دم الرئيس السوري بشار الأسد “ليست في محلها وغير جائزة”، وأضاف “في رأيي الشخصي فإن الفتوى السعودية بقتل الرئيس السوري الأسد ليست في مكانها ويناقض الآية الكريمة: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنّم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ الله عذابا”.
Leave a Reply