القاهر ة – احتفل الفلسطينيون بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتيْ “فتح” و”حماس” باحتفالية في القاهرة، ليطووا بذلك أربعة أعوام من الانقسام في ظل مواقف دولية وإسرائيلية فاترة. وقد كشفت قطر عن تشكيل لجنة عربية مشتركة ستعمل على تفعيل الاتفاق الذي اعتبرته إسرائيل ضربة لعملية السلام، إلا أن ذلك لم يمنع من ظهور بعض المعوقات.
فقد أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية،، ان طريق تطبيق اتفاقية المصالحة مزروع بالألغام، مشددا على ضرورة عدم التنسيق الأمني مع إسرائيل، فيما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل إلى وضع “رؤية” سياسية فلسطينية مشتركة لجميع الفصائل للوصول إلى دولة في حدود العام 1967.
وطالب هنية، أمام حوالي 1500 شخص بينهم أعضاء بارزون من حركة فتح في مركز “الشوا الثقافي” في غزة، المجتمع الدولي بأن “يحترم اتفاق المصالحة وإرادة الشعب الفلسطيني وألا يكرر الخطأ عندما قاطع الحكومة العاشرة وحكومة الوحدة” في العام 2007 التي كان يترأسها.
وأكد هنية ان حكومته وحماس “جاهزتان لانجاح المصالحة”، لكنه اضاف “يجب الا يعمل الامن (في حكومة التوافق الوطني) في سياق التعاون الامني مع الاحتلال. نحن عملنا ونعمل لحماية المقاومة”. وحث الفصائل الفلسطينية على الالتزام بالتهدئة مع اسرائيل وذلك لمنح اتفاق المصالحة مع “فتح” “فرصة”.
وقال مشعل، في مقابلة مع “فرانس برس” في القاهرة “ما نريده في المرحلة المقبلة هو ان نبني منظومة تحرك نتفق عليها وفق رؤية سياسية متفق عليها” بين فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية. واضاف ان “حماس” “مع التحرك في كل الجبهات، جبهة النضال والمقاومة والدبلوماسية والحراك السياسي، وأي قرارات ومواقف دولية لصالح القضية الفلسطينية نستطيع ان ننتزعها، هذا شيء نحن معه”.
ومن ناحيته، قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود إن قطر تدعم جهود المصالحة والتوافق بين الفلسطينيين. وكشف عن تشكيل لجنة عربية مشتركة ستعمل على تفعيل اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه في القاهرة. وعقد اجتماع بين الحركتين فور الانتهاء من مراسم الاحتفال، لبحث آليات تنفيذ الاتفاق على الأرض. وقبل بداية المراسم قام عباس بمصافحة رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل.
وتنص النقاط الرئيسية للاتفاق على تشكيل حكومة فلسطينية من شخصيات مستقلة تتولى الإعداد للانتخابات والتعامل مع القضايا الداخلية الناجمة عن الانقسام، على أن تلي ذلك إعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه، وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة.
واعتبر رئيس السلطة الفلسطينية في كلمته أن توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة طوى ما وصفها بصفحة الانقسام و”أربع سنوات سوداء”، مشددا على ضرورة العمل سريعا على استعادة وحدة الشعب والمؤسسات. ودعا عباس، في الكلمة التي ألقيت خلال احتفال أقيم في مقر المخابرات المصرية بالقاهرة، إسرائيل إلى الاختيار بين السلام والاستيطان. ورفض ما أسماه الابتزاز الإسرائيلي أو التدخل في الشؤون الفلسطينية من أي أحد كان، وقال “نرفض دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، كما نرفض التهديدات الإسرائيلية لمنع إجراء المصالحة الفلسطينية التي تعتبر شأنا داخليا فلسطينيا”. وأكد أن “حماس” جزء من نسيج المجتمع الفلسطيني. وفي مستهل كلمته، قال مشعل “نحمد الله الذي أكرمنا بالوصول إلى هذه اللحظة: المصالحة الوطنية”. وختم رئيس المكتب السياسي لحماس حديثه بشكر القيادة والشعب المصرييْن، وكل من ساهم في تحقيق المصالحة الفلسطينية من الجهات العربية والإسلامية.
Leave a Reply