الاستحقاق الإنتخابي هذا العام ليس مثل إلاستحقاقات السابقة، حيث يولي اهتماماً خاصاً بالجالية العربية الأميركية وبأصوات الناخبين العرب على مستوى الولاية، مما اكسب الصوت العربي الأميركي أهمية، ربَّما تزيد بأضعاف عن المواسم الانتخابية الماضية.
فقد زار حاكم ولاية ميشيغن، ريك سنايدر، جاليتنا فـي ديربورن مراراً وعلى غير العادة، وتحدث فـي عدة مناسبات سياسية وإجتماعية استضافتها منظمات المجتمع المدني والسياسي، بما فـي ذلك «المجلس العربي الأميركي والكلداني» والمركز العربي «أكسس» وزار مكاتب «صدى الوطن»، كما فعل خصمه، الديمقراطي مارك شاور، الذي أقام حفل جمع تبرعات فـي ديربورن وأجرى مع جريدتنا مقابلتين زار خلالهما مكاتب الصحيفة. كذلك سعى كل من المرشَّحَيْن للمنصب التنفـيذي الأعلى فـي الولاية، للحصول على دعم اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي «إيباك» وأجتمعا مع أعضائها.
وببزوغ فئة الناخبين المتردِّدين كمفتاح الفوز فـي سباق الحاكمية كما جاء فـي تقرير لـ«صدى الوطن» فـي هذا العدد، فإنه يمكن للصوت العربي الأميركي أن يكون حاسماً إذا كان مركزاًً. فالناخبون العرب هم عادةً غير متحزِّبين وبالتالي، بإمكانهم أنْ يشكلوا كتلة إنتخابية وازنة لترجيح الكفَّة السياسية فـي هذا السباق الإنتخابي المحموم، حيث تشير نسب أرقام السباق وفق آخر استطلاعات الرأي الى تقارب شديد بين المرشحين.
وكجالية، نحن الآن فـي موقع قوي يمكننا القول معه للساسة الطامحين للحصول على اصواتنا، ما نعتقد أنه الأفضل لولايتنا ومدينتـنا وبلدنا ومجتمعنا، وموقع القوة هذا محدود بالزمن حيث يساعدنا على طرح قضايانا ومظالمنا ومطالبنا على المرشَّحِين الذين يصغون الآن ويسمعون. ومع ذلك، بغية التأثير فـي العملية السياسية، نحتاج بداية إلى أن نكون جزءاً لا يتجزأ منها. وفـي حين أنَّ السياسيين قد يكونون مهتمِّين حقاً بجاليتنا لكنهم، فـي نهاية المطاف، يريدون دعمنا وأصواتنا. والتصويت هو بطاقة لنا واثبات وجود قوي وطاغٍ على المشهد السياسي فـي ميشيغن.
والمعروف انه فـي الدولة الديمقراطية، يمكن أنْ يكون الجميع شركاء فـي صنع القرار. فلنكن مشاركين نشطين، لا متفرِّجين على قارعة الطريق، نراقب مستقبلنا ومستقبل ولايتنا يمر من أمامنا، وذلك من خلال ممارسة وتعزيز حقنا الدستوري وواجبنا فـي التصويت والاقتراع الذي هو الإطار الوحيد الذي يمكن لنا من خلاله إيصال قضايانا إلى من هم فـي موقع السلطة والمسؤولية.
حكومة الولاية والحكومات المحلية فـي المقاطعات والبلديات تؤثر فـي حياتنا اليومية أكثر من أي مؤسسة أخرى، بما فـي ذلك الحكومة الفـيدرالية. فهي التي تقرر السياسات الضرائبية، وهي التي ترسم السياسات التربوية لمدارسنا، وهي المسؤولة مباشرةً عن السلامة العامة والأمن الإجتماعي من خلال سلك الشرطة والقضاء والإطفاء. فلنكن على إطلاع وعلى علم ودراية انتخابية ولنكن فـي صميم السباقات الانتخابية فـي الولاية. إنَّ المشاركة السياسية أمر حيوي لجاليتنا ومستقبل ميشيغن.
وسائل التواصل الاجتماعي هي اليوم أدوات إعلامية تنويرية. فلنضعها قيد الاستعمال المفـيد لنا ولمصالحنا. وينبغي على أعضاء الجالية قطع دابر سلسلة الصور الذاتية «selfies» والمشاركات التي لا فائدة منها على صفحات «الفـيسبوك»، والاستعاضة عنها فـي هذا الوقت بالذات، بتذكير الناس بالاقتراع يوم ٤ نوفمبر، وطرح القضايا المحلية المهمة التي تهم كل عائلة منا. وكم نرتقي الى مستوى المسؤولية عندما نتصل ونرسل الرسائل النصية عبر الهواتف الجوالة و«الواتساب» وغيرها الى عوائلنا وأقاربنا وأصدقائنا لتذكيرهم بأن هناك انتخابات حاسمة عند موعدها او قبله بقليل.
لا يهم لمن تصوِّت، فصوتك الإنتخابي هو صوتك السياسي وهو التعبير الأمثل عن وجودك وتطلعك نحو المستقبل الزاهر، فاجعل صوتك مسموعاً، وضمه الى اصوات الآخرين ليزداد قوة ونفوذاً.
خلاصة القول نحن نعيش فـي قلب مجتمع ميشيغن التعددي المتنوع ونشترك فـي قيم الولاية ونحمل آمالها ومخاوفها وقضاياها فلنكن مشاركين أيضاً فـي صنع مستقبلها.
Leave a Reply