يحكى أن امرأة كانت تعيش في إحدى القرى النائية، فقدت عقلها يوماً جراء صدمة نفسية قاسية، فقد وعدها زوجها والذي يعمل في الخارج، أن يحضر لها ثوباً جميلاً لم تلبس مثله في حياتها، وعندما علمت بموعد قدومه استعدت للمناسبة السعيدة لتستقبل الزوج الغائب بعد فراق طويل ولبست فستانها المخبّأ في الصندوق للمناسبات الاستثنائية، وحضر الزوج وكانت المفاجأة الكبرى أن أحضر لها ضرة شابة فأصيبت بصدمة وذهول أفقداها عقلها.
كانت أم النور، كما لقبت فيما بعد، تقضي كل وقتها بتنظيف بيتها، وترقيع الفستان الذي كانت قد لبسته يوم حضور زوجها، كل يوم تضيف إليه رقعة جديدة، تخيطها على الفستان كيفما اتفق، حتى اصبح الفستان مزيجاً من الألوان والتموجات والفتحات لا يعلم إلا رسامو السريالية كيف تم ترتيبها، وكلما حاول أحد من ذويها الاقتراب منها لأخذ الفستان تصاب بنوبة هستيرية حيث تسب وتشتم وتضرب بالحجارة، حتى يأتي زوجها ليهدىء من روعها فتعود الى بيتها.
لا أدري لماذا أتذكر حكاية فستان أم النور كلما عبرت أحياء وشوارع ديربورن الفرعية، وتقاطعاتها، فتجاعيد الاسفلت والتشققات والحفر والمطبات وعمليات الصيانة التي قامت بها البلدية مؤخراً، لاسيما في شارع هارتويل، جعلت من الطريق المرقع بتدرجات ألوان الأسود والرمادي مع التشققات الطولية والعرضية أشبه بذلك الفستان المرقع.
فقبل أشهر قامت البلدية بترقيع شارع هانسن قرب مدرسة لوري وبدلت الإسمنت بلون مختلف لتزيد من زركشة الألوان، كما رممت تقاطع هارتويل مع هاغرتي، بقليل من الإسفلت فزاد الطين بلة، وصار عابر الطريق يتراقص في تلك المنطقة. ولا تعدو المسألة مجرد رقص على إسفلت الطريق بل الى مطبات وحفر تسبب بأذى كبير للسيارات مثل تلك الواقعة على المدخل الشرقي لمتجر «وولمارت» الشرقي حيث تتقعّر حفرة كبيرة وعميقة قرب الشارة الضوئية وهي عبارة عن مصيدة للسيارات، لا تخرج منها السيارة بأقل من عطب أو كسر وربما أكثر في هذا الشتاء.
لا نعرف إن كانت بلدية ديربورن ستشترك بمسابقة الطرق الأسوأ على مستوى الولاية، ولكن ما من مبرر، غير ذلك، لتكون بعض شوارع شرق المدينة ومنطقة ديكس أسوأ من شوارع ديترويت والمدن الفقيرة في المنطقة. ديربورن مدينة غنية وتدين للعرب بازدهارها.. وسيارات العرب بحاجة الى طرقات أفضل.
Leave a Reply