القاهرة – أثار الإعلان الرئاسي عن فشل الوساطات، التي انخرطت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والإمارات، المخاوف من مواجهات عنيفة قد تندلع بين قوات الأمن المصرية و«الإخوان المسلمين»، خصوصاً بعد تصريحات السناتور الجمهوري جون ماكين التي أطلقها من القاهرة، بأن الوضع في مصر ينذر بـ«حمام دم شامل».
وقد أكد المستشار الإعلامي للرئيس المصري أحمد المسلماني أن «الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية»، مؤكداً أن «مصر قادرة على حماية الثورة والدولة»، ومشيراً الى «وجود جهود مصالحة وليست جهود وساطة». وشدد على أن «الدولة لا تقبل وساطة أجنبية مع أي طرف مصري». كما رفض مستشار الرئاسة للشؤون الاستراتيجية، مصطفى حجازي وصف الجهود التي يقوم بها حاليا بعض الأطراف الدولية والعربية بأنها جهود وساطة. وقال إنها «ليست جهود إدارة مفاوضات أو جهود الغرض منها قيام طرف خارجي بتقديم تصوره هو لإيجاد حل لما يحدث في الشارع المصري من تجمعات وصلت إلى حالة عدم السلمية بكل المقاييس».
بدوره، رفض وزير الخارجية نبيل فهمي، مقولة أن الجيش هو من قام بتشكيل الحكومة الحالية في مصر، مؤكداً أن الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور «هو من قام باختيار رئيس الوزراء وكلفه بتشكيل الحكومة».
على صعيد متصل التقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد القوات المسلحة وزير الدفاع المصري مع العضوين الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وجون ماكين، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والسفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون. وقالت مصادر مطلعة: إن اللقاء استمر لمدة ساعة ونصف الساعة، وانه كان عاصفا للغاية، أبرز فيه الفريق السيسي العديد من النقاط التي تثير غضب المؤسسة العسكرية، وأكد لضيفيه أن «مصر ليست مستعمرة وليست دولة صغيرة تابعة لأحد، وأن المؤسسة العسكرية ترفض كافة الضغوط التي تتعرض لها من الغرب».
هذا وقد أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن السناتور ماكين والسناتور غراهام يمثلان نفسيهما ومجلسي الشيوخ والنواب خلال زيارتهما الحالية لمصر، وليسا وسيطين من قبل الرئيس باراك أوباما أو الإدارة الأميركية. لكنه أكد أن «نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز يمثل الإدارة في القاهرة منذ عدة أيام وخلال زياراته السابقة هناك».
فضّ الاعتصام
من جانب آخر، توعد رئيس الحكومة المصرية حازم الببلاوي بفض اعتصامي «الإخوان» أمام مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر وفي ميدان النهضة في الجيزة، وسط تقارير عن تحضيرات المعتصمين للمواجهة مع قوات الأمن في حال اتخذ قرار بفض الإعتصام بالقوة. ويرى المراقبون أن القرار النهائي بشأن هذين الاعتصامين، وغيرهما، سيتخذ قريبا جدا، وذلك من ضمن خيارات متعددة تبدأ بالاحتواء والتجاهل وتصل إلى استخدام القوة المتدرجة.
وكان بضعة الاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي قد نظموا مسيرة في وسط القاهرة يوم الاثنين الماضي مطالبين باعادته الى مقعد الرئاسة ومنددين بالقائد العام للقوات المسلحة الذي عزله..
وحمل المحتجون في مسيرة يوم الاثنين صور الرئيس المعزول وأخذوا يرددون «مرسي مرسي» و«الإنقلاب هو الإرهاب».
يذكر أن نحو 300 شخص لقوا حتفهم في العنف السياسي منذ الإطاحة بمرسي بينهم 80 من مؤيدي الرئيس المعزول قتلوا بالرصاص يوم 27 تموز (يوليو) الماضي، وسط اتهامات للإخوان بقتل مؤيديهم لتجييش الشارع أسوة بما حصل في سوريا في بداية الأحداث هناك.
كما ألقت السلطات القبض على عدد من قادة الإخوان ووجهت لهم تهماً.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية إن مبعوثين غربيين وعربا التقوا في الساعات الاولى من صباح الاثنين مع خيرت الشاطر القيادي في جماعة الاخوان المسلمين في محبسه بسجن طرة جنوبي القاهرة.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع قوله ان المبعوثين الذين يسعون للتوسط لإنهاء الأزمة في مصر حصلوا على إذن من النيابة العامة لزيارة الشاطر. ورفضت السفارة الأميركية في مصر تأكيد او نفي نبأ الاجتماع.
وقالت صحيفة «المصري اليوم» ان الوفد الذي زار الشاطر ضم وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركي وبرنادينو ليون مبعوث الاتحاد الأوروبي. ونقلت الصحيفة على موقعها الالكتروني عن مصدر امني رفيع قوله ان الشاطر أبلغ المبعوثين انه لن يتحدث الا في حضور مرسي لانه «الرئيس الشرعي».
وقال التقرير ان أفرادا من القوات المسلحة رافقوا الدبلوماسيين وان الزيارة تركزت على مسألة فض الاعتصامين.
ويوم الاحد الماضي أعلنت محكمة في القاهرة عن تحديد جلسة لبدء محاكمة المرشد العام للإخوان محمد بديع ونائبيه في غضون ثلاثة أسابيع عن جرائم تشمل التحريض على القتل خلال الاحتجاجات في الأيام التي سبقت عزل مرسي.
وخلال اجتماع المبعوثين الاميركي والاوروبي مع وفد من مؤيدي مرسي يوم السبت أبلغهما الوفد بالاستعداد للتفاوض مع السياسيين الذين أيدوا عزل الرئيس المنتخب لكن على أن يعود الدستور الذي علق بعد عزل مرسي وأن يبتعد الجيش والسيسي عن السياسة.
Leave a Reply