دمشق – دخل الهجوم على النظام السوري، من كافة الجبهات، الدبلوماسية والداخلية والاقتصادية والإعلامية، شهره السادس دون أن يتمكن حتى الآن من دفع دمشق نحو مصير أنظمة دول عربية أخرى. فعلى المستوى الدولي، لا يزال الموقف الروسي-الصيني، يمنع أي تدخل أممي في الشأن السوري، أما داخليا فتواصل قوى الأمن والجيش حملتها في قمع الاحتجاجات التي اتخذت في بعض المناطق طابعا عنفيا، فيما قال معارضون سوريون اجتمعوا في إسطنبول لتشكيل مجلس ذي قاعدة عريضة لتمثيل “الانتفاضة” على النظام السوري الخميس الماضي إنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت للتشاور مع النشطاء داخل سوريا بشأن تشكيلة المجلس، الأمر الذي اعتبر بمثابة فشل لتوحيد الجهود وتشكيل جبهة معارضة واحدة.
ومن ناحيته، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، خلال إفطار لرجال دين، أن الغرب يضغط على سوريا التي تمثل “عقدة للغرب في المنطقة” لأنه يريد “من سوريا أن تقدم التنازلات، وهذا ما لن يحدث”، محذرا من مؤامرة تستهدف الجيش، مؤكدا أن الدولة ماضية قدما في مسيرة الإصلاح بخطوات ثابتة، داعيا الجميع، وخصوصا رجال الدين، إلى المساهمة في هذا الإصلاح الذي لا يتناقض مع الجهود التي تقوم بها الدولة لإعادة الأمن.
وفي الوقت، الذي كان الاسد يشدد على ضرورة الانتباه من المؤامرة الخارجية التي تستهدف الجيش خاصة، ظل الوضع الامني متوترا لاسيما في محافظة حمص، حيث قتل 8 عسكريين، بينهم ضباط، في كمينين في تلبيسة والرستن فيما تحدث المعارضون عن سقوط عشرات القتلى خلال الأسبوع الماضي مع اشتداد الحملة الأمنية.
واعتبر الأسد أن “ما جرى، ورغم الألم الكبير الذي نتج عنه، فإنه أظهر المعدن الصلب والأصيل للمواطن السوري الذي يفخر به الوطن، كما ظهر الشارع السوري، وتحديدا الشارع المؤمن، بأبهى صوره الوطنية”، مؤكدا أن “العلاقة بين الإيمان والوطنية طبيعية وأن جوهرهما واحد وهو الأخلاق”. واعتبر الرئيس السوري أن “جزءاً مهماً من الأزمة سببه أخلاقي، سواء من المسؤول أو المواطن، والحل يكون بتكريس الأخلاق”. وقال إن “جوهر الدين هو الإنسانية، وجوهر الإنسانية هو الأخلاق”، داعيا إلى “عدم استغلال كلمة الله سبحانه وتعالى والتي هي الأكثر قدسية بالنسبة للبشرية في تحقيق غايات لا علاقة لها بالدين”.
وكان الأسد قد أجرى مقابة مع التلفزيون الرسمي السوري أكد فيها عدم الرضوخ للضغوط الغربية قائلا أن سوريا في عز الهجمة الغربية على المنطقة لم ترضخ وبالتالي لن ترضخ الآن. وشدد الأسد على “ضرورة الانتباه من المؤامرة التي يحاول الخارج تسويقها وزرع الفتنة في البلاد، وخصوصا عبر استهدافهم لدور الجيش الوطني الذي يقوم بحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة”، مجددا التأكيد على أن “مؤسسة الجيش تجسد الوحدة الوطنية”.
واعتبر أن “الضغوط الخارجية لا تأتي من كون الغرب حريصا على الشعب السوري وعلى الإصلاح كما يدعون، بل لأن سوريا عقدة الغرب في المنطقة، وهم يريدون من سوريا أن تقدم التنازلات، وهذا ما لن يحدث لأن الشعب السوري اختار أن تكون له إرادة وسيادة مستقلة”.
اقتصاديا، اعلن حاكم مصرف سوريا المركزي اديب ميالة، لوكالة “فرانس برس”، ان سوريا اوقفت منذ الثلاثاء الماضي اي تعامل بالدولار الاميركي بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، وتحولت تماما باتجاه اليورو. وقال ان احتياطي العملات الاجنبية يبلغ حاليا 17,4 مليار دولار، اي اقل بـ800 مليون دولار مما كان عليه في منتصف اذار الماضي لدى اندلاع حركة الاحتجاجات. واضاف “لقد بقي سعر صرف الليرة السورية مستقرا الى حد ما. وهذا هو هدفنا الاساسي منذ بدء الازمة”.
مصدر دبلوماسي لـ”صدى الوطن”: روسيا والصين
تتغيبان عن مناقشة فرض عقوبات دولية على سوريا
نيويورك – علمت “صدى الوطن” من مصادر موثوقة عن انعقاد مجلس الأمن الخميس الماضي في 25 آب (اغسطس)، حيث جرى بحث مشروع القرار الذي تقدمت به بريطانيا، بدعم من فرنسا وألمانيا وأميركا وكندا، حول فرض عقوبات على سوريا.
وتضمن المشروع التي تغيبت الصين وروسيا عن مناقشته عدة نقاط من بينها فرض عقوبات على ٢٨ شخصية سورية من السياسين ورجال الاعمال ولكن لم تتضمن الرئيس السوري بشار الأسد. ومن بين هؤلاء الأشخاص شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، رستم غزالي، آصف شوكت، وعلي مملوك ورامي مخلوف وفاروق الشرع وآخرين، كما شمل القرار شركات سورية.
وتغيب عن الاجتماع الذي دعت له بريطانيا كل من روسيا والصين المتمسكتان بموقفهما السابق الذي يرفض فرض عقوبات على سوريا ويدعو الى ضرورة الحوار بين السلطة السورية وأطراف المعارضة ورفض التدخل الخارجي.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ان “روسيا رفضت مشروع القرار الذي أعده الاتحاد الأوروبي لأن تبني هذا المشروع لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع المتوتر في سوريا أصلا”. وأكد ان على مجلس الامن، و”بدلا من معاقبة سوريا، التشجيع على الحوار والدبلوماسية من اجل المساعدة على انهاء العنف”. واوضح انه قدم الى المجلس، الأربعاء الماضي، رفض موسكو لاقتراح وضع عقوبات على سوريا. وعما اذا كانت موسكو ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرار، قال تشوركين “اعتقد انه يمكنك التوصل الى استنتاج من كلماتي”.
وقد اجتمع مجلس الامن بأعضاءه الثلاث عشرة مع شغور المقعدي الروسي والصيني الا ان كل من لبنان والهند والبرازيل وجنوب افريقيا كانوا “مشاركين صوريين”، حسب المصدر، حيث لم يتدخلوا في أي من النقاشات في خصوص فرض العقوبات على سوريا مما أشار بوضوح الى رفضهم لها.
والجدير بالذكر أن موقف لبنان الرسمي هو عدم التدخل في الشأن السوري.
كما ينص مشروع القرار على فرض عقوبات ذات طابع عسكري على سوريا تقضي بمنع بيع وتوريد الأسلحة الى دمشق.
على صعيد آخر، يصل الى نيويورك الرئيس اللبناني ميشال سليمان في 19 أيلول (سبتمبر) القادم وذلك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة السنوية، حيث سيترأس جلسة مجلس الأمن في 22 من أيلول
Leave a Reply