فلنت - أعلن حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر حالة الطوارىء فـي مقاطعة جينيسي بسبب تلوث مياه الشرب فـي مدينة فلنت بمادة الرصاص، وهو ما كشفته طبيبة عربية أميركية الصيف الماضي، وأدى الأسبوع الماضي الى استقالة وزير البيئة وموظفـين آخرين من مناصبهم، فـيما قدم الحاكم اعتذاره لسكان المدينة.
إمرأة من سكان فلنت تعرض مياه شرب ملوثة فـي لقاء عام لمعالجة الأزمة. |
وبإعلان حالة الطوارى، تصبح جميع موارد الولاية متاحة لمساعدة سكان المنطقة المنكوبة حيث يعاني مئات الأطفال من تلوث الدم بالرصاص، وباشرت الولاية بتوفـير قوارير المياه للسكان إضافة الى مصاف لصنابير المياه.
وزير البيئة المستقيل دان ويانت |
وتقع مقاطعة جينيسي الى الشمال من منطقة ديترويت، ويعيش فـيها حوالي 415 ألف نسمة، أما أكبر مدن المقاطعة فهي مدينة فلنت التي يبلغ عدد سكانها 99 ألف نسمة.
وكانت طبيبة الأطفال العراقية الأميركية منى حنا عتيشا قد فجرت مفاجأة كبيرة حينما كشفت للرأي العام عن وجود ارتفاع خطير فـي منسوب مادة الرصاص فـي مياه الشرب التي يستعملها سكان فلنت والضواحي، مقابل صمت وتغاضي من قبل الجهات الرسمية فـي المدينة والولاية.
وقام المسؤولون فـي مدينة فلنت لاحقاً، نتيجة للتغطية الاعلامية التي حاز عليها هذا الموضوع وكونه يمس الصحة والسلامة العامة وخاصة الأطفال، بالتوقف عن استخدام مياه نهر فلنت والعودة الى شبكة مياه «البحيرات العظمى» التي تجر مياه بحيرة هيورون الى فلنت، مع العلم أن فلنت انتقلت فـي العام 2014 للاعتماد على مياه نهر فلنت بهدف توفـير خمسة ملايين دولار من ميزانية المدينة.
وفـيما يبقى عدد السكان الذين تعرضوا للتسمم فـي العامين 2014 و2015 غير محدد، أعلن الحاكم يوم الإثنين الماضي عن تعيين وزير جديد للبيئة فـي الولاية بعد يوم واحد من قبوله استقالة دان ويانت من منصبه على خلفـية تعاطيه باستخفاف مع قضية مياه فلنت.
وقد اعترف ويانت بمسؤولية دائرته فـي إضافة مواد كيماوية لمكافحة التآكل بشبكة الري المتهالكة ما أدى الى إختلاط مادة الرصاص المسممة بمياه الشربو كما أن الإختبارات التي أجرتها الوزارة بعد الكشف عن التلوث لم تكن جدية، مع الإشارة الى أن مادة الرصاص تسبب أضرارا سلوكية وأخرى لا يمكن إصلاحها فـي الدماغ.
وأمر سنايدر بتعيين وزير الموارد الطبيعية الحالي كيث كري وزيراً مؤقتاً للبيئة، وقال فـي بيان «كيث لديه شغف لا مثيل له للبيئة فـي ميشيغن من خلال علاقته الوثيقة مع دائرة البيئة والعمل مع وزارة التنمية الريفـية على مدى سنوات، وأنا واثق أنه بمعرفته وخبرته الواسعة سنتمكن من إنتقال سلس لحين تعيين وزير أصيل للبيئة». وكان كري عين وزيراً للموارد الطبيعية فـي تموز (يوليو) 2012 وقبل ذلك عمل وزيراً للزراعة والتنمية الريفـية، وهو يحمل درجة البكالوريوس من جامعة ميشيغن للتكنولوجيا.
وجاء قرار سنايدر استناداً الى توصية لجنة قام بتشكيلها لدراسة قضية مياه فلنت، وقد توصل أعضاؤها الى أن وزارة البيئة تتحمل مسؤولية أساسية لكونهم لم تحرص على ضمان وصول مياه شرب صالحة للسكان. كما إنتقد الفريق طريق تعامل الوزارة مع القضية واللهجة التي اعتمدتها فـي التخاطب مع الجمهور، والتي وصفها التقرير بأنها كانت «لهجة إستهزاء وسخرية».
وتعهّد سنايدر، بعد تقديم اعتذاره لأهالي فلنت، بإجراء تغييرات فـي مناصب قيادية. وأكد متحدث باسم الحاكم إستقالة مسؤول العلاقات العامة فـي وزارة البيئة براد وورفـيل. وقال سنايدر «أريد من جميع سكان ميشيغن أن يعلموا أننا سنستفـيد من هذه التجربة لأن فلنت ليست المدينة الوحيدة فـي الولاية التي يوجد فـيها بنية تحتية متهالكة».
Leave a Reply