بيت لحم – كشف فنان الغرافيتي، البريطاني «بانكسي»، الأسبوع الماضي في بيت لحم عن مشروعه الجديد في الأراضي الفلسطينية، وهو فندق مجاور لجدار الفصل العنصري الإسرائيلي.
ويحمل الفندق الجديد اسم The Walled Off Hotel والذي يعني بالعربية «الفندق المعزول بالجدار»، وهو مبنى سكني قديم في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة أخلي من سكانه، وعمل بانكسي على تزيين قاعاته وغرفه التسع بلوحات غرافيتي خاصة بالصراع الإسرائيلي–الفلسطيني.
والفنان بانكسي، رسّام بريطاني مشهور، ولكن يلف شخصيته الغموض، ويُعتقد أن اسمه روبرت بانكسي، من مواليد سنة 1974، وهو معروف برسومه الجدارية التي تظهر فجأة في أماكن غير متوقعة حول العالم ومنها في الضفة الغربية، وقطاع غزة ، ومخيم كالييه للاجئين في فرنسا.. وصولاً إلى ديترويت.
وبانكسي لا يعلن هويته ولا يكشف وجهه، وهو لم يكن موجوداً أثناء زيارة مراسلي وكالات الأنباء للفندق، بل ترك الآخرين يشرحون تفاصيل المشروع.
وأقيم فندق «وولد أوف هوتيل» بارتفاع ثلاثة طوابق، وزينت جدران غرف النوم والممرات رسوم الغرافيتي الغريبة لبانكسي. وفي إحدى الصور يظهر جندي إسرائيلي وشاب فلسطيني ملثم في معركة وهمية ويقف في مدخل الفندق تمثال خادم في صورة شمبانزي ويحمل حقيبة تسقط منها الملابس.
وعلى هامش الافتتاح، قال مدير الفندق، وسام سلسع، «إن الفندق محاط بالجدار (أقامته إسرائيل لعزل أراضي الضفة الغربية)، وأينما تنظر حولك سترى الجدار الذي بني هنا عام 2002».
وأوضح سلسع، أنه تم بناء الفندق في تلك المنطقة «ليرفع مستوى وعي العالم بحقيقة الجدار، وليعلم تأثيره على الشعب الفلسطيني».
ولفت سلسع إلى أن السرية رافقت مراحل تشييد وتصميم الفندق، مشيراً إلى أن «السرية كانت مطلوبة نظراً لأن الفنان بانكسي، غامض ولا يعرف هويته أحد، ولذلك عملنا بشكل سري لمدة 14 شهراً، وبمعدل 12 – 14 ساعة يومياً».
وأوضح أن الفنان بانكسي، أشرف على كل شيء داخل الفندق، وقال «حتى ترتيب الأواني داخل الفندق كانت تحت إشرافه».
وقال متحدث باسم الفنان البريطاني إن هذا العمل لن يكون مجرد عمل فني، بل أن غرف الفندق ستؤجر فعلاً، ويروج الفندق نفسه بأنه الفندق المطل على «أسوأ منظر في العالم» وهو جدار الاحتلال الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل بدأت ببناء الجدار بين الضفة الغربية وإسرائيل عام 2002، في عهد حكومة أرئيل شارون، بدعوى «منع تنفيذ هجمات فلسطينية ضد إسرائيل»، ويطلق الفلسطينيون عليه «جدار الفصل العنصري». ووفق تقديرات فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار، وحدود 1948 (إسرائيل)، بلغت حوالي 680 كم مربع، عام 2012، أي أنه يلتهم نحو 12 بالمئة من مساحة أراضي الضفة الغربية.
Leave a Reply