علي حرب – «صدى الوطن»
أحد سكان ديربورن بدأ عملاً تجارياً من شاحنته، لكنه لن يبيع منها «التاكو» أو «الهوت دوغ» ولا حتى «الآيس كريم». سامي سلامة يتطلع لبيع أدوات ولوازم الرسم من الألوان والورق والفراشي ما يجعل من تجارته هذه، مبادرة غير مألوفة كأول متجر من نوعه فـي مترو ديترويت.
«أنا أضع المفهوم الكامل لمتاجر بيع الأدوات الفنية فـي سيارة فان» قال سامي سلامة لـ«صدى الوطن». وأضاف «ان الشاحنة تعلن عن موقعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الزبائن فـي مختلف المناطق. وعادة أتواجد فـي الأماكن المكتظة بطلاب الفن والعاملين به مثل المعاهد والمعارض الفنية والمدارس».
سلامة، وهو نفسه فنان، يسمي شركته «جايف هاوس» تيمناً بما يُسمَّى «حديث الجايف» وهي لهجة مميزة مرتبطة بموسيقى الجاز التي أصبحت شعبية بين الفنانين فـي الأربعينات من القرن الماضي.
وقال سلامة، البالغ من العمر ٣١ عاماً، انه عندما كان طفلاً كأي عربي أميركي آخر، أراد له والده العمل بـ«مهنة محترمة» وأن يكون من ذوي الياقات البيض. لكن كانت لسلامة أفكار وطموحات أخرى، فقد حضر كلية لعلم النفس. ولكن لا شيء أعطاه اكتفاءاً ورضا ذاتيين باستثناء الرسم والتصوير.
«جايف هاوس» هي طريقة سلامه لأن يكون جزءاً من المشهد الفني الذي يعشقه.
«عملت بوظيفة مع شركات بدوام العمل الرسمي من ٩ صباحاً الى ٥ مساءً وكنت أجني مرتباً جيداً»، أكد سلامة، «وفـي يوم خطرت لي هذه الفكرة فأردت أن أنخرط فـي عالم الفن، فقررت المغمرة. ووجدت الفرصة. فـي ديترويت حيث كانت تنفجر بالمواهب… الفنانون كانوا يأتون من كل مكان وهم يريدون أن يرسموا فـي ديترويت التي لم يكن فـيها سوى معرض واحد للأدوات الفنية».
شاحنة «جايف هاوس» لا تقوم فقط ببيع معدات فنية فالشاحنة نفسها ستكون بمثابة عمل فني متحرك عبر المدينة. اذ يخطط سلامة لعرض لوحات تغطي شاحنته، وتضم أعمالاً لفنانين مختلفـين بشكل دوري. واوضح سلامة انه لا يزال فـي صدد إعداد الشاحنة والمواد اللازمة لعمله. لكنه متفائل جداً بشأن احتمالات النجاح والرسالة التي سيحملها فـي شوارع مترو ديترويت.
يقول سلامة، وهو من أصل لبناني، «إن سوق الأدوات الفنية هي صناعة بمليارات الدولارات فـي أميركا وحدها، وهناك عدد قليل فقط من الشركات الكبيرة التي تسيطر على السوق، كما أن هناك الكثير من المجال لشخص مثلي لكي يستفـيد من الأسواق المتخصصة».
يقارن سلامة نفسه بكبار التجار فـي هذا المجال، وقد قام فعلاً بتزويد رسامين بارزين باحتياجاتهم، وأعمال هؤلاء تعرض فـي أماكن بارزة فـي ديترويت، بما فـي ذلك «هوب كات» وهو بار كبير فـي وسط المدينة.
ويتوقع الفنان ان تكون شاحنته قائمة وجاهزة تماماً بحلول شهر تشرين الأول (أكتوبر).
وحضر سلامة صفاً لمدة ثمانية أسابيع حول «رجل الأعمال الإبداعي» فـي مركز التنمية الفنية فـي مركز «أكسس» حيث درس ادارة الشبكات والتقنيات وكيفـية بدء وتنمية تجارته.
وأشار سلامة الى أن مشروعه يدعم الفنانين، «أنا لا أريد أن أبيع فقط لوازم الفن.. أنا أوفر اللوازم للفنانين لمساعدتهم على النجاح وكسب العيش الكريم من فنهم». وأوضح أنه «اذا كان بامكانهم توفـير المال فـي شراء التجهيزات الفنية، فإن ذلك سيتيح لهم كسب المزيد من المال من فنهم».
واستطرد سلامة الذي يعشق الرسم «ان الفن يمكن أن يحمل رسالة أعمق من التعبير عن الشخصية. الفن هو أداة للتغيير الاجتماعي وهو ليس مجرد شيء تفعله لتشعر بالصح وهو ليس فقط رسم صورة جيدة. إنه شيء تصب فـيه قلبك وروحك ويخلق لَك فكرة بصرية يمكن أن تكون مؤثرة جداً».
ومضى الى القول «إن الفن يمكن أن يكون فعالاً فـي تغيير المفاهيم حول مكان أو مجتمع معين، وهذا الوقت المهم الذي يكون فـيه المرء عربياً أو ديترويتياً».
سلامة متزوج ولديه كلبان. كان يعمل فـي صيدلية ويقوم برسم الجداريات فـي ديترويت كهواية.
للتبرع لمشروع «جايف هاوس» يمكن زيارة الموقع الالكتروني على الانترنت: https://goo.gl/wTdwIl
Leave a Reply