عندما تقدم الإخوة بقال بمقترح إنشاء فندق جديد على شارع ميشيغن أفنيو في وسط غرب ديربورن التجاري، ساورت رئيس البلدية جون أورايلي الشكوك حول إمكانية نجاح المشروع، غير أن إعلان شركة فورد للسيارات العام الماضي، عن خطط لاستثمار مئات ملايين الدولارات في المنطقة، جعل أورايلي يدرك صوابية إصرار الإخوة العراقيين على التواجد في الداونتاون الغربي.
ويوم الأربعاء 29 آذار (مارس) الماضي أقيم حفل كبير حضره مستثمرون ورجال أعمال ومسؤولون بلديون، افتتح خلاله الأخوة بقال، أصحاب «شركة غريت ليكس للضيافة» فندقاً جديداً من مجموعة فنادق «هامبتون إن» التابعة لسلسة فنادق «هيلتون» العالمية.
وفندق «هامبتون إن» الجديد، المطل على تقاطع ميشيغن أفنيو وميليتري في داونتاون غرب ديربورن، هو واحد من عشرات الفنادق التي يملكها الأخوة، باسل وأدي وجايكوب ومايك بقّال، وقد حازت فنادقهم على جوائز عالمية مرموقة في مجال الفندقة والضيافة.
وقد تم تصنيف مجموعة فنادق الإخوة بقّال ضمن أفضل فنادق «هامبتون إن» حول العالم، إذ احتلت فنادق مجموعة «غريت ليكس» المراكز، الأول والثالث والخامس على مستوى ولاية ميشيغن.
في قلب النهضة
ويتميز الفندق الجديد بمواصفات الدرجة الأولى في عالم الفندقة، وهي معايير تفتقدها ديربورن منذ سنوات، بهدف استقطاب واستيعاب الضيوف من رجال الأعمال والنزلاء الباحثين عن الراحة والاستجمام في المدينة، وذلك عبر توفير وسائل الراحة والخدمات الممتازة، مثل تقديم وجبات الفطور المعاصرة، وتوفير حمام سباحة كبير، وخدمة «واي فاي»، إضافة إلى غيرها من الخدمات التي تتضمن توفير النقل مجاناً من وإلى الشركات والمناطق التجارية المحيطة.
الفندق الجديد من تصميم المهندس المعماري بيل جارات، ويتألف من 96 غرفة نوم بقياسات أسرّة مختلفة. أما الديكورات العصرية واللوحات والأعمال الفنية التي تزين جدران القاعات والممرات، فقد جاءت منسجمة مع روح مدينة ديربورن وسمعتها كمدينة رائدة في عالم صناعة السيارات.
وعبّر باسل بقّال عن تفاؤله بأن يكون الفندق الجديد جزءاً من نهضة المنطقة، في ظل التحسن الاقتصادي والاستثمارات الكبيرة التي أعلنت عنها «شركة فورد» سواء في مقرها الرئيسي، أو في الداونتاون حيث يتم العمل حالياً على إنشاء مبان جديدة لموظفي الشركة على بعد مئات الياردات من موقع الفندق الجديد على شارع ميشيغن أفنيو.
وقال بقّال في حديث لـ«صدى الوطن» على هامش الافتتاح: إن مجموعة فنادق «هامبتون إن» (المملوكة للأخوة العراقيين) تتطلع «إلى استثمار هذه الفرصة في قلب الولادة الجديدة لمدينة ديربورن».
ولفت رجل الأعمال العراقي الأميركي إلى أن عدداً كبيراً من النزلاء الأوائل هم من العرب، كما أن نصف عمال الفندق ينحدرون من منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسهم مدير عام الفندق سام صبرا، وأضاف في إشارة إلى موظفيه: «إن التزامهم بأخلاقيات العمل الجاد والمتواصل هي التي توصلهم دوماً إلى القمة».
وأكد بقال على فلسفة شراكة الأخوة ونجاحهم في تشغيل الفنادق –الفائزة بجوائز عالمية– بكفاءة عالية، وذلك من خلال توظيف موظفين استثنائيين، واعتماد أعلى معايير الإدارة في قطاع الضيافة من أجل تقديم خدمة استثنائية.
وتجدر الإشارة إلى أن اثنين من فنادق الأخوة بقّال قد حازا على تصنيف ضمن أعلى فنادق «هامبتون إن» جودة حول العالم (من بين الـ٦ بالمئة الأوائل).
وكان رئيس بلدية ديربورن قد أبدى بعض شكوكه في جدوى تحويل المبنى –القائم على العنوان 22324 ميشيغن أفنيو– إلى فندق، عندما تحدث مع أحد المالكين حول المشروع في بدايته، بحسب ما قال لـ«صدى الوطن»، مشيراً إلى أن الأخوة بقّال كانوا مصرين على التواجد في الداونتاون، ومع إعلان شركة «فورد» عن خططها الاستثمارية «بدأت الأمور تتضح»، بأن المنطقة متجهة إلى ازدهار واستقرار سيستمران لفترة طويلة، بحسب رئيس البلدية.
وأكد أورايلي لـ«صدى الوطن» أن البلدية لن تكتفي بتطوير المنطقة التجارية في غرب المدينة، مشيراً إلى وجود مشاريع لتطوير «الكوريدورين التجاريين» على طول شارعي وورن وديكس في شرق المدينة.
وأشار إلى أن التعاون مع «هيئة تطوير الداونتاون» سيتيح توفير التمويل وجذب الاستثمارات اللازمة لتطوير الشارعين.
وحول رؤية أورايلي لمستقبل مدينة ديربورن بعد عشر سنوات من الآن، قال إنه يأمل أن يتوقف المسافرون من وإلى ديترويت في مدينة ديربورن، من أجل التسوق وتناول الطعام هنا.
وأكد على أنه «لكي تتمكن من استقطاب الزبائن والناس، عليك أن تجعلهم أمامك».
Leave a Reply