فـي حفل أقامه “اتحاد الطلبة العرب” فـي نادي بنت جبيل
فنكلستاين: ما جرى في غزة لم يكن حرباً بل مجزرة هدفها ترويع الفلسطينيين
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
ألقى البروفسور والباحث في العلوم السياسية نورمان فنكلستاين في حفل عشاء سنوي أقامه اتحاد الطلبة العرب بجامعة ميشيغن – ديربورن في ٢٠ من الشهر الجاري، كلمة هاجم فيها بشدة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش واصفاً إياه بالمعتوه، والرئيس المصري حسني مبارك بـ”البقرة الضاحكة” وقال إنه فخور بالتحدث في مركز نادي بنت جبيل الثقافي الذي يعتبره البعض على أنه “قاعة لحزب الله”.
وتعرض فنكلستاين في كلمته للعدوان الإسرائيلي على غزة، وقال بصوت منخفض وبلكنة نيويوركية “لم يكن هناك حرب” و”لم تكن حتى حرب إلغاء.. فالذي حصل في غزة ببساطة وبدون جدال هو مجزرة”.
وأضاف أن المذابح التي استمرت ٢٢ يوماً وكان فيها معدل قتل الفلسطينيين يوازي مئة مرة ما تكبده الإسرائيليون، فـ ١٠ من ١٣ قتيلاً إسرائيلياً قضوا بنيران صديقة علماً بأن ٨٠ من الضحايا الفلسطينيين كانوا مدنيين، فهذا لا يعني أن ما جرى كانت حرباً ولكنها مذبحة هدفها ترويع العرب وبث الفزع في قلوبهم. وأضاف “ما جرى في غزة كان نتاجاً مباشراً لما جرى في لبنان عام ٢٠٠٦ حين لحقت بإسرائيل هزيمة منكرة على يد مقاتلي المقاومة”. أضاف فنكلستاين “كانت تلك محاولة إسرائيلية لاستعادة قوة الردع لدى جيشها، فيما يعرف بالسلاح الرئيسي، وهو إبقاء الفلسطينيين في حالة ذعر من إمكانية تحميلهم وزر أي عمليات فدائية”.
وقال “كان عليهم -الإسرائيليون- أن يجدوا هدفاً رخواً لمهاجمته، وكانت غزة دائماً هدفهم المنشود” وبحسب فنكلستاين، كانت بغية الإسرائيليين إما تدمير “حماس” أو دفعها للتطرف، بعدما تقدم الفلسطينيون خاصة “حماس” نحو الاعتدال والعقلانية والعملانية، بذلك خشيت إسرائيل من جرها إلى مفاوضات للتسوية، لم تكن القيادة الإسرائيلية راغبة بتحقيقها.
فنكلستاين اعتبر أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ربما يكون الأقل تعقيداً في عالم اليوم، وأن صواريخ القسام التي يطلقها المقاومون من غزة باتجاه جنوب إسرائيل، والتي هي أشبه بالمفرقعات النارية، تستخدمها إسرائيل لتعطيل التسوية .
منذ العام ٢٠٠١ قتل من الإسرائيليين ٢٣ بفعل هذه الصواريخ بحسب مصادر سرائيلية. وقال “المجمتع الدولي برمته أقر بنوداً لإنهاء الصراع، والأمم المتحدة سنوياً تصوت لصالح إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية، كان آخر تصويت في نوفمبر ٢٠٠٨ باغلبية ١٦٤ صوتاً مقابل ٧، شبيه بتصويت يجري كل عام، والداعي لإقامة دولتين، إسرائيل ودولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وحل عادل لمشكلة اللاجئين. وقد صوت ضد هذا القرار كل من الولايات المتحدة، إسرائيل، أستراليا، وأربع جزر في المحيط الهادي. فإسرائيل لا ترغب بالانسحاب من الضفة الغربية وتحاول بذلك إيجاد ذريعة”، بحسب فنكلستاين.
وكان فنكلستاين واجه اعتراضاً لتعيينه في منصب بجامعة “دي بول” في حزيران ٢٠٠٧ ومنح إجازة إدارية بسبب تصريحاته المنتقدة لأسرائيل، وقام بتقديم استقالته في أيلول ٢٠٠٧ بعد أن رفع قضية على الجامعة وتوصل إلى تسوية، بموجبها أصدرت الجامعة بياناً وصف فنكلستاين بأنه “باحث كثير الإنتاج وأستاذ متميز”.
حضر الحفل حوالي ٧٥٠ شخصاً بحسب رئيس اتحاد الطلبة العرب راشد بيضون، الذي قال إن الاتحاد يضم حالياً أعضاء نشطين أكثر من أي وقت مضى، ما أسفر عنه توسيع نشاطاته السياسية.
Leave a Reply