فوج إطفاء ديربورن يفاجئ أسرة عربية برفقة «سانتا» محملاً بهدايا الأعياد

‭ ‬ناتاشا‭ ‬دادو‭ – ‬صدى‭ ‬الوطن

«أنا حقاً أشعر بأن لدي عائلة الآن»، أعلنت منى الدرنوح وهي تقوم بتزيين شجرة عيد الميلاد الجديدة التي جلبها رجال الاطفاء فـي ديربورن كمفاجأة لها ولعائلتها نهار الأحد.

أما رجل إطفاء ديربورن جيف باول، الذي قام بتسليم الدرنوح زخرفة عيد الميلاد لوضعها بين أغصان الشجرة فرد قائلاً لها «هذا هو المعنى الحقيقي للعيد. نحن ندعمكم».

باول ورجلا الإطفاء ديف ماكلين ومات فـيريل زاروا فـي نهاية الأسبوع الماضي منزل العائلة برفقة «سانتا» لتقديم الطعام والهدايا والشجرة.

الإطفائيون و«سانتا» أثناء زيارة العائلة

كما أحضر رجال الاطفاء أيضاً علباً من الزخارف للمساعدة فـي تزيين الشجرة. وقد أحيت عائلة الدرنوح عيد الميلاد منذ عاشت فـي لبنان. صاحبة الشجرة هي اغاثا كرابانزانو التي قررت التبرع بها وقامت مع رجال الاطفاء بزيارة العائلة وأطفالها الثلاثة لتقديم المفاجأة لهم.

وهذه هي المرة الثانية التي يقوم فـيها فوج الاطفاء فـي ديربورن بمعايدة العائلة. فـي أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) فاجأ الإطفائيون، الأم وأطفالها الثلاثة بتول الجبوري، ١٢ سنة، ومحمد الجبوري، ٧ سنوات، وسالي الجبوري، ٥ سنوات، وقدموا لهم أسرة وأثاث تبرعت به شركة
«غاردنر وايت» لأن الأسرة كانت تنام فوق فراش علىالأرض من قبل. وخلال الزيارة وزع رجال الاطفاء أيضاً موادَّ أساسية للأسرة. وأضافت منى « لقد جعلوني أبكي لأن لا أحد ساعدني مثلهم. لم أفكر أبداً أن شخصاً ما كان على وشك مساعدتي مثل هذا القبيل. لم تكن لي القدرة على شراء الأرائك والأثاث لأربع سنوات أخرى بسبب صعوبة وضعي المالي. لذا كان علي أنْ أقول لرجال الإطفاء فـي ديربورن شكراً لبقية حياتي، فهذا لن يكون كافـياً».

الطفلة سالي فـي صف الروضة وتتعلم فـي البيت لأنها تخضع للعلاج من مرض نادر له علاقة بفقر الدم. وقد قامت بتول بالتبرع لشقيقتها سالي بالنخاع العظمي عندما خضعت لعملية زرع. وعن ذلك قالت منى «أحمد الله على موقف بتول، إنها أنقذت حياة اختها».

منى مطلقة وهي أم لا تعمل بسبب حالة سالي وهي فـي كثير من الأحيان تقوم باصطحاب سالي لمستشفى «مويت» للأطفال فـي مدينة أناربور حيث تذهب ابنتها لتلقي العلاج.

وقد علم فوج رجال الإطفاء فـي ديربورن بالظروف المعيشية الصعبة للأسرة بعد أن إتصلت بهم فاطمة فرج، مديرة مدرسة «ميبلز» الابتدائية العامة. وبهذا الصدد ذكرت منى «لقد ذهبت إلى المدرسة لأشكر مديرة المدرسة شخصياً وجهاً لوجه. قلت لها شكراً لك. انها حقاً وقفت معي من قبل، ولم تتركني لوحدي. لقد كانت لطيفة جداً».

المديرة فرج كانت قد زارت منزل العائلة بعد ان اتصلت منى الدرنوح بالإدارة وقالت ان ابنها لن يتمكن من الحضور ليوم واحد لأنه ليس على ما يرام. فقامت المديرة بتفقد حال العائلة بعد دوام المدرسة.

 وأوضحت منى «أعتقد عندما لاحظت أنني لم يكن لدي أي أثاث منزلي أو أسرة للنوم قررت مساعدتي. كان هناك الكثير من الضغط على محمد، وكان مكتئباً عاطفـياً، لا أستطيع أن ألومه لأن كل شيء فـي بيتي يجعله حزيناً وغاضباً وعصبياً. انه يريد البقاء معي، إذا قلت لكم لماذا يريد أن يساعدني فـي المنزل لن تصدقوا، انه يريد البقاء فـي المنزل لمساعدتي فـي رعاية شقيقته».  وقد ساعدت دائرة الاطفاء فـي ديربورن الأسرة من
خلال منظمة «بيرن درايف»، وهي مؤسسة غير ربحية تساعد الأطفال والأسر.

 وعن ذلك أردفت منى «انهم يحاولون جعل الأطفال ينعمون بصحة جيدة، وكان أولادي يعانون من قبل لأنهم لم يكن لديهم أسرة للنوم عليها».

 ودعا الإطفائيون أيضا الأسرة للمشاركة فـي الورشة السنوية فـي المدينة مع برنامج «هيرو» (البطل)، حيث يقوم الأطفال من مدارس ديربورن الحكومية بالتسوق مع الشرطة أو رجال الاطفاء فـي متجر «وول مارت» بقيمة ١٠٠ دولار تعطى لهم مجاناً بشكل بطاقة هدية .

 «هذا هو أفضل وقت فـي السنة» قال باول مضيفاً «إنه لأمر جيد أن نرى هذه العائلة فرحة. كل واحد منا ومن المعلمين تأثروا بقصتها».

 وتعتزم واحدة من المعلمين من مدارس ديربورن الحكومية بأخذ منى معها للتسوق، مشيرةً «انها مع عائلتها تستحق الأفضل لانها من الناس الطيبين».

وأفادت منى الدرنوح أنها التمست المساعدة من مسجدين فـي المنطقة، ولكن حظها معهما كان عاثراً.

 واستطردت «لأكن صادقة ذهبت الى المجمع الإسلامي على «شايفر» عدة مرات والى المركز الإسلامي فـي أميركا على شارع «فورد» ولم يساعدني أحد. وعندما اتصلت بالمركز الإسلامي قالوا لي نحن مكسورين مالياً وليس لدينا اي مال».

وفـي حين ان هدايا عيد الميلاد  مفـيدة للأسرة وللأطفال بالتحديد، الا ان العائلة لا تزال بحاجة إلى المساعدة المالية لانها تعاني من صعوبة فـي دفع تكاليف أحد أدوية سالي.

بدورها وجهت الطفلة بتول الشكر على طريقتها قائلةً «شكراً لكم على مساعدتكم وكل شيء قمتم به تجاه عائلتنا، انتم لا تعرفون كم قيمة هذا عندنا».

 للتبرع لفوج الإطفاء فـي ديربورن وبرنامج «بيرن درايف» الرجاء زيارة الموقع التالي على الإنترنيت   dearbornff.org لجعل الأعياد أفضل للأسر المحتاجة الأخرى.

 للاتصال بعائلة الدرنوح يرجى إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني إلى ناتاشا دادو:

Natasha@arabamericannews.com