من داونتاون ديترويت إلى شرق ديربورن .. شارع ميشيغن أفنيو يستعد لتحوّلات جذرية
ديترويت – «صدى الوطن»
قبل بضع سنوات، إذا سلكت ميشيغن أفنيو متوجهاً شرقاً من ديربورن نحو وسط ديترويت، كان مشهد المتسكعين وموزعي المخدرات وبنات الليل ونوادي التعري مشهداً معتاداً حتى ساعات الصباح الأولى.
اليوم تبدو الصورة تدريجياً مختلفة، ولكنها على وشك أن تنقلب رأساً على عقب مع التحولات الإيجابية الكبرى التي تشهدها المنطقة، وآخرها إقدام شركة «فورد» لصناعة السيارات على شراء محطة القطارات المهجورة في حي «كوركتاون» –البوابة الغربية للـ«داونتاون»– بهدف تحويلها إلى مركز ضخم لتطوير تكنولوجيا السيارات.
ماثيو مارون، الذي استحوذت عائلته على المحطة التاريخية بسعر الضرائب المتأخرة عليها عام ١٩٩٥، عقد يوم الاثنين الماضي مؤتمراً صحفياً أمام أطلال المبنى المهجور على شارع ميشيغن أفنيو، قال فيه: «الصفقة تمت.. ومستقبل المحطة تأكد، والمالك الجديد للمبنى هو المالك الأنسب لمستقبله».
وأضاف «سيصبح المكان رمزاً مضيئاً لنهضة ديترويت ونجاحها»، رافضاً الكشف عن قيمة الصفقة مع فورد، التي شملت أيضاً عقاراً مجاوراً تملكه عائلة مارون، كان سابقاً مخزناً للكتب.
وتملك عائلة مارون ذات الأصول اللبنانية، آلاف العقارات في مدينة ديترويت إلى جانب جسر «أمباسادور» الدولي الذي يربط المدينة بالأراضي الكندية عبر نهر ديترويت.
ومن المقرر أن تعلن «فورد» عن تفاصيل خططها للمنطقة في احتفال عام ومؤتمر صحفي يوم الثلاثاء القادم، 19 حزيران (يونيو).
والجدير بالذكر أن المفاوضات الجارية بشأن الصفقة قد تسربت للإعلام لأول مرة في أواسط آذار (مارس) الماضي، غير أن مارون أكد أن عملية التفاوض الطويلة بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧.
ويعتبر مبنى المحطة الشاهقة على الضفة الجنوبية من شارع ميشيغن أفنيو، أحد أبرز معالم مدينة ديترويت التاريخية وأيقونة شاهدة على الأمجاد الغابرة، وسنوات الانحدار أيضاً. وقد افتتح المبنى الضخم المؤلف من ١٨ طابقاً عام ١٩١٣، ليجسد مكانة ديترويت كمركز صناعي رائد مع بدايات القرن الماضي، قبل أن يتحول إلى أطلال مهجورة بحلول العام ١٩٨٨.
والجدير بالذكر أن المحطة التي تعرضت لأعمال تخريب واسعة على مر السنين، شهدت في ٢٠١٧ ورشة تنظيف شاملة، إضافة إلى تركيب ألف نافذة جديدة ومصعد حديث.
ومع قرار «فورد» بالتوسع في ديترويت، وحي كوركتاون تحديداً، تستعد المنطقة إلى تحولات كبرى قادمة، تضاف إلى التحسن الملحوظ الذي شهدته خلال السنوات القليلة الماضية.
وتعتبر منطقة «كوركتاون» –التي تشمل الكتل السكانية والتجارية المحيطة بشارع ميشيغن أفنيو عند المدخل الغربي للـ«داونتاون»– بمثابة الحي التاريخي للأيرلنديين في ديترويت، والذي ولا يزال يشهد سنوياً إقامة مهرجان «القديس باتريك» الذي يحتفل فيه الأيرلنديون حول العالم، مع الإشارة إلى أن الرائد الصناعي هنري فورد كان من أصول أيرلندية.
وكانت «فورد» قد أعلنت الشهر الماضي عن نقل حوالي مئتي موظف إلى مبنى مجدّد على شارع ميشيغن أفنيو قرب ملعب الـ«تايغرز» القديم الذي تم تجديده في حي «كوركتاون»، وذلك إلى حين الانتهاء من مشروع تجديد مقر الشركة الرئيسي في ديربورن خلال السنوات العشر القادمة بكلفة تتجاوز ١.٢ مليار دولار.
غير أن قرار «فورد» بتحويل محطة القطارات المهجورة إلى مركز رئيسي لتطوير تكنولوجيا السيارات، من شأنه أن يغير قواعد اللعبة تماماً في «كوركتاون»، وينعكس بسرعة، ارتفاعاً في أسعار العقارات السكنية والتجارية وكذلك في نوعية الاستثمارات التي سيشهدها شارع ميشيغن أفنيو، من الداونتاون وصولاً إلى شرق ديربورن.
Leave a Reply