دي موين – طالب توم بيريز رئيس الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة، ليل الخميس الماضي، بمراجعة نتائج انتخابات مجلس الناخبين في ولاية آيوا، بعد أن شابت أول مسابقة لاختيار مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة القادمة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، مشاكل فنية كبيرة.
وقال بيريز على موقع «تويتر»: «من أجل ضمان ثقة الجمهور في النتائج، أدعو الحزب الديمقراطي في آيوا إلى البدء فوراً في إعادة الفرز».
وبعد ثلاثة أيام من المؤتمرات الحزبية في ولاية الغرب الأوسط، لم تصدر النتائج النهائية بعد، وقد أثيرت شكوك حول دقة النتائج المعلنة حتى الآن.
وجاء قرار بيريز بعدما ادعى كل من المرشحين الديمقراطيين بيت بوتيدجدج، الرئيس السابق لبلدية ساوث بند بولاية إنديانا، وبيرني ساندرز السناتور اليساري من فيرمونت، فوزهما في انتخابات مجالس الناخبين بآيوا.
وأعلن بوتيدجدج فوزه على أساس عدد المندوبين في ولاية الغرب الأوسط، الذين سيتم إرسالهم إلى المؤتمر الديمقراطي في تموز (يوليو)، بينما استند ساندرز في ادعائه إلى عدد الأصوات.
يشار إلى أن الحزب الديمقراطي في آيوا كان قد أعلن أولا فوز بوتيدجدج بفارق ضئيل على السناتور بيرني ساندرز، وذلك بعد فرز جميع الأصوات في مجالس الناخبين الديمقراطيين بالولاية.
وسط الفوضى التي رافقت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية آيوا، برز اسم بوتيدجدج الذي أثار مفاجأة كبرى بتصدره السباق ولو بفارق ضئيل على ساندرز، وفق ما أظهرت النتائج النهائية غير الرسمية.
ويعتبر بوتيدجدج (38 عاماً) من المرشحين المعتدلين في الحزب الديمقراطي، على الرغم من أنه يجاهر بمثليته الجنسية وهو متزوج من رجل. كما أنه لا يمت بصلة إلى مؤسسات الحكم في واشنطن حيث تقتصر تجربته السياسية على رئاسة بلدية مدينة ساوث بند في ولاية إنديانا.
ويتبنى المرشح الديمقراطي الشاب مواقف أكثر اعتدالاً حول التغطية الصحية والضرائب يمكن أن تقنع ناخبي الوسط، ولاسيما المستقلين والجمهوريين الذين صوتوا لترامب لكنهم يبحثون الآن عن خيار آخر.
وحصل بوتيدجدج الذي تمكن من جمع تبرعات ضخمة لحملته، على 26.2 بالمئة من أصوات المقترعين في تجمعات الحزب الديمقراطي بآيوا، مقارنة بـ 26.1 بالمئة لساندرز، بحسب النتائج شبه النهائية التي سيتم تدقيقها قبل اعتمادها رسمياً.
وقد تأخر صدور النتائج لعدة أيام نتيجة خلل معلوماتي أدى إلى فوضى عارمة حولت أول استحقاق في السباق لنيل الترشيح الديمقراطي إلى إخفاق كبير.
وجاء فوز بوتيدجدج عملياً على حساب المرشح المعتدل الآخر، نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي تصدر لفترة طويلة استطلاعات الرأي على المستوى الوطني، إلا أنه حل رابعاً، في نكسة سياسية قد تهدد فرصه بالاستمرار في السباق.
ولا تزال أمام بوتيدجدج مهمة شاقة لتحويل فوزه في أيوا إلى نجاح انتخابي أكبر. وستشكل انتخابات نيوهامبشير المقررة في 11 شباط (فبراير) الجاري، مؤشراً أوضح على فرصه في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة الرئيس ترامب في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ورغم فوزه بآيوا فإن استطلاعات الرأي الوطنية لا تضع بوتيدجدج سوى في المرتبة الخامسة بين المرشحين الديمقراطيين، وذلك بسبب افتقاره إلى الشهرة نسبة إلى المرشحين السياسيين المخضرمين.
أما مثلية بوتيدجدج الذي خاض حملته إلى جانب زوجه تشاستن، فيبدو أنها قلما تؤثر على خيار الناخبين الديمقراطيين التقليديين، ولكنها قد تنعكس سلباً في قدرته على جذب شرائح أخرى من الناخبين بمن فيهم الأفارقة الأميركيون.
وفضل خريج «جامعة هارفرد» الذي يتكلم سبع لغات في الآونة الأخيرة التشديد على إيمانه المسيحي أكثر منه على مثليته.
وبناء على النتائج غير الرسمية لانتخابات آيوا التي تغيب عنها المرشح الدمقراطي البارز مايك بلومبرغ، حلت السناتور اليسارية عن ماساتشوستس، إليزابيث وورن، في المركز الثالث بنسبة قاربت 18 بالمئة من الأصوات، فيما حل جو بايدن رابعاً بـ ١٥.٨ بالمئة.
أما صاحبة المركز الخامس فكانت السناتور أيمي كلوبوشار بحوالي 12 بالمئة.
وقدّم توني برايس، رئيس الحزب الديمقراطي في أيوا، اعتذاره بسبب التأخّر «غير المقبول» في نشر النتائج، والذي قال إنّ سببه يعود إلى مشكلة تقنيّة في التطبيق الإلكتروني المستخدم.
ورفض برايس تحديد مهلة زمنية لنشر بقيّة النتائج، لكنّه أكّد أنّ الأرقام التي أُعطِيت حتّى الآن موثوقة وتمّ التحقّق منها ورقياً، قبل أن يعلن رئيس الحزب أنها ستخضع للتدقيق.
Leave a Reply