ديتروت – بعد الإعلان عن اندماج مؤكد بين شركة ”كرايسلر” التي أشهرت إفلاسها وشركة ”فيات” أكدت الشركة الإيطالية للسيارات الأحد الماضي سعيها إلى الاستحواذ على الوحدة الأوروبية لـ”جنرال موتورز” الأميركية وعلى رأسها ”أوبل” الألمانية، في خطوة قد تمهد لتأسيس شركة عملاقة.
وجاء تأكيد عملاق السيارات الإيطالي سعيه إلى شراء الذراع الأوروبية لـ”جنرال موتورز” المتعثرة عشية محادثات ببرلين بين رئيسها التنفيذي سيرجيو ماركيوني ووزيري الاقتصاد والخارجية الألمانيين كارل تسو غوتنبرغ وفرانك شتاينماير بشأن مصير شركة أوبل الألمانية التي أضعفتها أزمة مالكتها ”جنرال موتورز”.
وجاء في بيان أصدرته إدارة ”فيات” أنها بصدد تقييم تداعيات قرار بتأسيس شركة تضمها و”كرايسلر” والذراع الأوروبية لـ”جنرال موتورز”. وفي حال تأسيسها ستحقق الشركة التي تخطط لها فيات عائدات سنوية تصل إلى ٨٠ مليار يورو (١٠٥ مليارات دولار).
وفي مقابلة صحفية نشرت الجمعة قبل الماضي، كان المدير التنفيذي لفيات سيرجيو ماركيوني قد وصف ”أوبل” الألمانية بأنها الشريك الأفضل لشركته التي تضم شركتين أخريين لصناعة السيارات هما ”فيراري” و”ألفا روميو”.
وجاء تعليق ماركيوني بشأن الشراكة المتوقعة مع ”أوبل” غداة توقيع اتفاق شراكة بين ”فيات” و”كرايسلر”. وبمقتضى الاتفاق الذي شجعت عليه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، يتوقع أن تزيد الأولى حصتها في الثانية إلى أن تصبح لها فيها حصة الأغلبية وتستحوذ عليها.
وقد اضطرت ”كرايسلر”، وهي ثالث أكبر شركة أميركية للسيارات ومقرها ميشيغن، إلى رفع دعوى إفلاس لمدة شهرين، بموجب الفصل الحادي عشر من قانون إشهار الإفلاس الخاص بالشركات، لحماية نفسها من الدائنين واستكمال خطوات الاندماج مع ”فيات”.
وفي ما يتعلق بـ”جنرال موتورز” التي تعاني بدورها وضعا ماليا صعبا يدفعها إلى التخلص من ”أوبل” وفروع أوروبية أخرى، أكد رئيس عملياتها بالشرق الأوسط الأحد أن مبيعات الشركة في المنطقة تراجعت ١٩ بالمئة في الربع الأول من العام الحالي. وعزا مايك ديفرو هذا التراجع إلى عوامل من أهمها تشديد شروط الإقراض لدى البنوك.
وقالت ”جنرال موتورز” نقلا عن بيانات جمعتها مجموعة من مصنعي السيارات الرئيسيين الذين يعملون في المنطقة إن مجمل مبيعات السيارات في المنطقة تراجع ٢١ بالمئة في الأشهر الثلاثة الاولى من العام قياسا الى الفترة نفسها من ٢٠٠٨.
”كرايسلر”: إغلاق ٤ مصانع وآلاف العمال فـي خطر
ومن جهتها، أعلنت ”كرايسلر” عن نيتها إغلاق أربعة من مصانعها وذلك بعد إشهار إفلاسها، ويعني إغلاق المصانع الأربعة أن هناك نحو خمسة آلاف عامل مهددون بفقد وظائفهم لينضموا إلى ملايين العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة. ولا يعني تقديم طلب لإعلان الإفلاس، أن يتم تعليق عمليات أو تسييل أصول الشركة التي تبلغ من العمر ٨٥ عاما، بل إن الإدارة تتوقع أن تستفيد من الإعلان في الاندماج مع ”فيات”.
لكن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قال إن ”كرايسلر” و”فيات” شكلتا شراكة فيما بينهما، وأن دافعي الضرائب في أميركا، سيستعيدون كل فلس دفعوه قبل أن تستحوذ ”فيات” على حصة الأغلبية في الشركة الأميركية.
والمصانع التي سيتم إغلاقها هي المصنع الموجود في ميشيغن والذي يتم فيه تصنيع سيارات ”كرايسلر سيبرينغ” و”دودج أفينجر”، كما سيتم إغلاق مصنع لويس نورث والذي ينتج ”دودج رام”، والثالث هو توينسبيرغ في أوهايو وأخيراً مصنعاً للمحركات في كينوشا.
ومن المقرر أن يغلق مصنع لويس نورث في أيلول (سبتمبر) من هذا العام، فيما سيغلق مصنع توينسبيرغ في آذار (مارس) من العام المقبل، ومصنع كينوشا في تشرين أول (أكتوبر) من العام المقبل، ثم مصنع ميشيغن في كانون أول (ديسمبر) من نفس العام.
وأعلن إد غارستين المتحدث باسم الشركة، أن الشركة لن تتخلى عن عمال المصانع الأربعة بل سيتم تحويلهم لأماكن جديدة حال بدء إنتاج سيارات ”فيات” لسوق أميركا الشمالية. كما أعلن أن مصنع ديترويت والذي يعمل به نحو ١٦٥٠ شخص سيتم إغلاقه، لكن غارستين قال إن أغلب هؤلاء سيتم نقلهم لمصنع أكبر هو تحت الإنشاء الآن.
Leave a Reply