ستيفن مارتن – «صدى الوطن»
قام مبشرون مسيحيون، قادمون من كاليفورنيا، بزيارة منتزه «هملوك بارك» في شرق ديربورن وذلك يومي 7 و8 آ ب (اغسطس) الحالي مفتعلين ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب استهدافهم للأطفال العرب الأميركيين واستغلالهم من دون علم ومعرفة آبائهم.
طريقة التبشير خلال ذينك اليومين تمت عبر استحداث أنشطة ترفيهية للأطفال مثل تلوين وجوههم برسومات محببة لهم، وتوزيع هدايا، ثم التبشير بالعقائد المسيحية بطريقة سلسة.
وكان بعض الأهالي في المنتزه قد سمحوا لأطفالهم بالانضمام إلى الفعالية الترفيهية لعدم معرفتهم بالطابع التبشيري للفعالية كونهم لايتحدثون اللغة الإنكليزية.
وقد أفاد قائد شرطة ديربورن رونالد حداد لـ«صدى الوطن» فأن «التبشير في المنتزه قانوني بحسب التعديل الأول في الدستور الأميركي، وفقاً لمحامي البلدية».
وكان شريط فيديو قامت بتصويره كل من هاذر فاي وكريستي لين والذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي قد أثار ضجة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية في أوساط الجالية العربية بديربورن. ويظهر في الشريط المسجل أحد المبشرين وهو يعلم الأطفال المسلمين –بينهم إناث محجبات– بعض العقائد المسيحية.
ووفقاً لجيسيكا شرهالمي، وهي إحدى أعضاء الفريق التبشيري، فإن المبشرين في منتزه «هملوك بارك» كانوا قد جاؤوا من أماكن عديدة، لكن معظمهم جاؤوا من ولاية كاليفورنيا.
وقالت لين لصحيفة «ديترويت فري برس»: «إن من بين الأشياء الأكثر إثارة للقلق هي أن المبشرين كانوا يستهدفون الأطفال ولم يقتربوا من آبائهم».
وبررت شرهالمي المهمة التبشيرية لـ«صدى الوطن»، بالقول: «نحن نحب الناس وهذا هو سبب رغبتنا بزيارة منتزه هملوك»، مضيفة «السبب هو وجود الكثير من المسلمين هناك. إنهم بحاجة لمعرفة الحقيقة، إنهم أناس يحبون الله، ولكنهم لا يعرفون من هو الإله الحقيقي، لم نذهب هناك لنحولهم عن دينهم لأن الله وحده هو الذي سيفتح عيونهم».
وعندما سئلت عما إذا ما كانت تعتقد أنها قد «أنارت» بصيرة أحد سارعت للقول: «لا، لا.. أنا حقاً لا أعرف، ونحن لم نتواجد لتحويل النَّاس ولكن فقط للمشاركة في محبة الله.. إن الأمر بينهم وبين الرب».
وأردفت: «لقد ذهبنا إلى المنتزه، لأن الله أعطانا كلمته وأمرنا بالذهاب إلى أمم أخرى، وهذا بالضبط ما شاركنا فيه.. نحن نحب المحادثة لا تحوير المعتقدات.. الله وحده يفعل ذلك».
وقالت شرهالمي «إن الناس الذين يتحولون عن المسيحية هؤلاء ليسوا مسيحيين حقيقيين منذ البداية وهم لم يعرفون الحقيقة أصلاً».
وأشارت شرهالمي أنها وحوالي ستة آخرين من المبشرين جلسوا مع الناس، وقاموا بتلوين وجوه أطفالهم وتقاسموا الحب معهم، خلال زيارتهم لمدينة ديربورن التي استمرت ليومين.
وعندما سئلت شرهالمي عن الكنيسة التي تنتمي اليها، رفضت عن الإجابة،
لكن بحثاً سريعاً على «فيسبوك» أظهر أنها من سكان مدينة تشينو بولاية كاليفورنيا.
وفي بروفايل لإحدى صديقاتها على الفيسبوك أظهر ملفاً شخصياً بعنوان «شرهالمي ستيفن روزالي» يشير إلى أنها من أتباع وعمأل كنيسة «كالڤاري تشابل تشينو ڤالي».
وعندما اتصلت «صدى الوطن» بالكنيسة المذكورة للتحدث إلى الشخص المسؤول، نقل موظف الاستقبال المكالمة الى البريد الهاتفي لشخص يدعى ستيفن شرهالمي.
وقبل محاولة «صدى الوطن» الثانية للاتصال في 17 آب (أغسطس) مكررة طلب الحديث مع القائمين على الكنيسة لتقصي تفاصيل إرساليتها التبشيرية في ديربورن، اختفت فجاة صفحة «شرهالمي ستيفن روزالي» من الفيسبوك، وتم تغيير الوضع الوظيفي لشرهالمي إلى «ربة منزل».
أما المدعو ستيفن شرهالمي فلم يرد على اتصالات الصحيفة المتكرِّرة للحديث معه.
المواطنة المقيمة في ديربورن لبنى ميسون لم تكن موجودة خلال النشاط التبشيري في 7 أو 8 من هذا الشهر ولكنها شاهدت اختتام أنشطة مماثلة حدثت في منتزه «هملوك»، نهاية شهر تموز (يوليو)،أثناء الاحتفال بالعيد ولم تكن متأكدة مما إذا كان المبشرون هم أنفسهم الذين كانوا متواجدين في ديربورن خلال المناسبتين.
ميسون أكدت أن مؤسسة إسلامية غير ربحية نظمت الاحتفال بالعيد وأن العمَّال المبشرين اختاروا ذلك اليوم بالتحديد ليأتوا إلى ديربورن. وتابعت أيضا أنها شهدت تبادل محادثات ساخنة بين أحد المبشرين وإحدى الأمهات، وقالت «بعض أخواتنا أردن الحد من انتشار المشاكل، نحن لا نريد أية مشاكل مع شركائنا وإخوتنا في المسيحية، ونحن جميعاً نؤمن بإله واحد».
واردفت: «لقد أغروا الأطفال بحفلة الحناء وتوزيع الحلوى وغيرها من الهدايا ثم قاموا بالتبشير عن المسيح المصلوب.. الأطفال لا يمانعون.. إنهم يحبون المسيح، ولكن المبشرين يستغلون عدم معرفة الأهل للغة الإنكليزية خاصة وأن الكثيرين منهم هم من الوافدين الجدد».
الفيديو الذي نشرته «صدى الوطن» على صفحتها على «فيسبوك» أثار جدلاً بين المتصفحين الذين طالب البعض منهم الأهالي بضرورة أخذ الحيطة والحذر من الإرساليات التبشيرية، وكتب ستيفن كوتس الذي يعيش في ديربورن منذ 2001: «إن منتزه هملوك هو مكان عام لذلك يجب على الآباء أن يكونوا متيقظين لمثل تلك اللحظات». وأضاف «لا تقعوا ضحايا، كونوا أذكياء، وراقبوا أطفالكم وما يحدث حولكم».
وكتب المتصفح إياد سكر «تحققوا بأنفسكم واعرفوا ماذا يقول ذلك الشخص، حامل مكبر الصوت، لأطفالكم، اعرفوا ماذا يدور حولكم».
وفي نفس اليوم الذي كانت البعثة التبشرية في ديربورن، ظهر فيديو على صفحة «كالفاري تشابل تشينو فالي» على فيسبوك يظهر فيه ستيفن شرهالمي مع امرأة أخرى، وهما يحثان أولياء الأمور على اصطحاب أطفالهم الصغار –ممن هم في الصف الرابع والخامس والسادس– إلى ندوة تبشيرية.
Leave a Reply