حصد جائزة اللجنة التحكيمية في »مهرجان ديترويت ويندزور الدولي«
ديترويت – خاص »صدى الوطن«
نال الفيلم التسجيلي »فوردسون: إيمان، صوم، كرة قدم«، جائزة اللجنة التحكيمية في »مهرجان ديترويت-ويندزور الدولي« للأفلام في جامعة »وين ستايت« في ديترويت، نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم اختياره كأفضل فيلم وثائقي من بين 16 فيلما مشاركاً.
وعلق مخرج الفيلم الأميركي الهندي الأصل رشيد غازي على نيل الجائزة بالقول: »إن لهذه الجائزة معنى كبيرا خاصة وأن مهرجان آناربر ومهرجان »الجزيرة« للأفلام الوثائقية لم يقبلا مشاركة الفيلم«.
أضاف: »لم يقبل الفيلم في تلك المهرجانات لأنه من الصعب المشاركة فيها، ولكن نيل هذه الجائزة الخاصة هو أمر عظيم«.
ونوه غازي أن هذه الجائزة ليست الأولى، إذ حصد الفيلم جوائز أخرى منها »جائزة اللجنة التحكيمية الخاصة« في مهرجان »صاندانس« في مدينة بارك سيتي في ولاية يوتاه، وجائزة الجمهور في مهرجان »السياسة في السينما«، وجائزة أفلام »بطولة كأس العالم«، وتكريما خاصاً من مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير).
وتدور قصة الفيلم الوثائقي: »فوردسون: إيمان، صوم، كرة قدم« حول استعداد فريق »تراكتورز« التابع لـ»ثانوية فوردسون« لكرة القدم الأميركية، خلال العشر الأيام الأخيرة من شهر رمضان 2009، حيث يتجهز اللاعبون، وهم صائمون، استعداداً لخوض المبارة النهائية مع فريق مدرسة »ديربورن هاي«.
وتبدو »ثانوية فوردسون« في الفيلم، كمعادل رمزي وحقيقي لمدينة ديربورن (ولاية ميشيغن) التي تقطنها جالية عربية كبيرة، تشكل ما نسبته 40 بالمئة من سكان المدينة. فهذه المدرسة التي استكمل بناؤها في العام 1928 تكريماً لرائد صناعة السيارات هنري وابنه إدسل فورد، والتي كانت ذات غالبية بيضاء بالمجمل، تجاوزت نسبة الطلاب العرب والمسلمين 98 بالمئة، بسبب تدفق موجات المهاجرين العرب الذين استقطبتهم مصانع شركة »فورد« لصناعة السيارات.
والفيلم الذي ينسج حبكته من خلال التركيز على بعض لاعبي الفريق الموهوبين (أربعة لاعبين)، يرصد على التوازي ما يواجهه المسلمون في الولايات المتحدة من تبعات الحملات الإعلامية المكثفة التي تعمل بدون كلل على ربط الإسلام بالإرهاب. فالماكينة التي تم تشغيلها بضراوة عقب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، يتم تغذيتها على الدوام، ولا يتوقف هذا الأمر عند الأفراد، بل تعداه.. إلى مدينة ديربورن نفسها، التي بدأت تظهر صورتها في الإعلام وبعض الخطابات السياسية بوصفها مدينة تحكمها الشريعة الإسلامية.
وتأتي أهمية هذا الفيلم بسبب رغبة صانعيه في إظهار الصورة المشرقة عن العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وبث رسائل فنية واجتماعية من خارج التجاذبات السياسية، فالمخرج غازي الذي جاء من مدينة شيكاغو لإنتاج هذا العمل يعمل بذكاء على إظهار مدينة ديربورن، طلاباً ورياضيين وجمهوراً عربياً، متحمسين لنهائي »بطولة المدارس الثانوية« في رياضة كرة القدم الأميركية (فوتبول) في تقليد تتبعه جميع المدارس في أميركا، بما تنطوي عليه هذه الرياضية الشعبية الأولى في الولايات المتحدة من مدلولات وترميزات، وما تشير إليه، بما لا يدع مجالاً للشك، عن مستوى اندماج العرب والمسلمين، في هذه المنطقة، بالثقافة الأميركية ومدى معايشتهم لها وانسجامهم معها، بدون التخلي بالطبع عن جذورهم الثقافية والدينية.
وكان المخرج غازي، قد أنشأ مع زوجته شركة إنتاج سينمائية تحديداً من أجل إنجاز هذا الفيلم، وحول هذا الموضوع يقول: »إن الفكرة من الفيلم ليست في قص حكاية الفريق الرياضي وأعضائه الصائمين فقط، بل إدراك تأثيرات الحادي عشر من أيلول على المجتمع المسلم في الولايات المتحدة«.
ونوّه أنه على الرغم من التمييز الواقع على المسلمين، والذي يصل حتى إلى ساحات الملاعب، فإن هؤلاء الناس فخورون بميراثهم وفخورون بكونهم أميركيين في الوقت نفسه على الرغم من التمييز الواقع عليهم.
ويضيف »ولكن من جهة أخرى فإن حماسة هؤلاء الشباب لمزوالة كرة القدم الأميركية تظهر رغبتهم ووعيهم بالبيئة الأميركية التي ينتمون إليها، فالبعض كان يظن أن طلاب فوردسون سيكونون أكثر ولعاً بكرة القدم (العادية) كونها الأكثر شعبية في البلدان التي جاؤوا منها، ولكن ذلك لم يحصل«.
ولا يغفل الفيلم مشاركات وشهادات شخصيات وفعاليات عديدة في مجتمع الجالية العربية في مدينة ديربورن التي تأثرت صورتها بشكل كبير بسبب أحداث الحادي عشر من أيلول، وفي هذا السياق يعلق ناشر »صدى الوطن« الزميل أسامة السبلاني، خلال الفيلم، على هذه المسألة بالقول »في تلك الهجمات ضربنا مرتين.. مرة حين فجر بن لادن برجي التجارة العالميين والمرة الثانية عندما تم إلحاقنا (العرب الأميركيون) بهؤلاء المهاجمين«.
ومن المتوقع أن يسجل الفيلم استقبالا جماهيريا بعد نزوله إلى الصالات في ٧ أيلول (سبتمبر) القادم، ابتداءً من مدينة ديربورن، ليضيف إلى الاحتفاء النقدي والإعلامي معنى خاصا لفيلم يتصدى لقصة مدرسة وقصة جالية عربية مسلمة يثار حول وجودها ودورها في الولايات المتحدة الكثير من التساؤلات والآراء.
Leave a Reply