ديربورن – خاص “صدى الوطن”
عرض المتحف العربي الأميركي في ديربورن، مساء السبت من الأسبوع قبل الماضي، فيلم “أمريكا” وسط حضور حاشد ولافت. وتلا عرض الفيلم حوار مع مخرجته شيرين دعيبس، تركز حول الفيلم والظروف التي أحاطت به.
وتدور قصة الفيلم الذي أُصدر في شهر أيلول 2009، والذي سيطلق في صالات العرض الجماهيري الأسبوع المقبل، حول قدوم امرأة فلسطينية مع ابنها اليافع إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
منى فرح (أداء الممثلة نسرين فاعور) القادمة من مدينة رام الله مع ابنها فادي، تصطدم بثقافة وواقع المجتمع الجديد، وينتج عن ذلك جملة مفارقات.. يمكن وصفها بالكوميدية السوداء، ذلك أنها مضحكة في ظاهرها، مؤلمة في حقيقتها. تقيم منى عند عائلة أختها التي سبقتها في المجيء إلى الولايات المتحدة بستة عشر عاما، ولكن الأسرة التي تعيش أوضاعا سيئة، وظرفا ماليا محرجا، يزيد من مشكلة الأم التي تصمم على مواجهة الواقع بكل قسوته وفظاظته، زد على ذلك.. الأعباء الأخرى التي يسببها الابن فادي، الذي يعاني من مشكلة اندماج حقيقية في أوساط الطلبة في المدرسة.
لا يبدو أن الواقع الجديد قادراً على منح الطمأنينة للعائلة القادمة من الضفة الغربية، العائلة التي اعتادت أن تواجه مصاعب جمة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية، مضافا إليها المشاكل الحياتية الأخرى.. التي دفعت العائلة الصغيرة إلى القدوم إلى أميركا. والواقع نفسه.. لم تمنح أسرة الأخت رغدا (أداء مميز للممثلة هيام عباس) أي قدر من الطمأنينة، فالوضع الأسري مفخخ، وقابل للانفجار في كل لحظة، وهنا تسلل مقولة الفيلم الخفية، الحارقة واللاسعة: إذن.. أين يمكن أن يكون ذلك الذي يدعونه.. الوطن؟!
كان لافتا، بعد انهاء العرض، أن المشاهدين قد أحبوا الفيلم إلى درجة كبيرة، وأكثر من واحد علّق بالقول: “هذه قصتي، لقد مررت بالكثير من هذه المواقف، أو ما يشبهها”. وفي الواقع لم يكن ذلك غريباً، فالمخرجة شيرين عباس كانت تروي قصة إحدى قريباتها التي أقامت في بيت عائلتها عند وصولها من فلسطين، ومنذ ذلك الوقت رصدت وخزنت في ذاكرتها مشاعر تلك الشخصية وأزماتها وداخلياتها والأفعال التي صدرت عنها.
وفي الحوار مع المخرجة وكاتبة القصة والسيناريو شيرين دعيبس، قالت “لقد بدأت فكرة الفيلم في العام 2003، وأخذ الموضوع كل تلك الفترة حتى تم تبني الفيلم ودعمه من قبل المنتجين كريستينا بايوفيزان وبول باركن”. وعن ظروف التصوير في الأراضي المحتلة، قالت “إن ذلك لم يكن سهلا، ولكننا تدبرنا الأمر بفضل مساعدة بعض الأصدقاء، كما أنني استفدت من تجربة سابقة، حيث قمت بالتصوير خلال إعداد أحد أعمالي الأولى”. وأضافت دعيبس: “لقد تطلب إنجاز هذا الفيلم الكثير من الجهد، من جميع العاملين فيه، وكان علي أن أبذل أقصى جهودي خاصة وأن معظم شخصيات الفيلم نسائية، فهذه المسألة حساسة جداً، وأظن أن جميع الممثلات قمن بعمل رائع”.
جدير بالذكر أن فيلم “أمريكا” (مدته: 97 دقيقة) كان قد عرض في مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وحصل على جائزة النقاد. وسوف يعرض في صالتي مابل آرت وبلومفيلد هيلز في الثامن عشر من هذا الشهر.
Leave a Reply