واشنطن – أظهرت ملفات رسمية جديدة انه تم السماح لمعدي فيلم عن العملية التي قتل فيها زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن بالحصول على معلومات حول العملية السرية، مما أثار جدلاً واسعاً حول ما إذا كانت إدارة الرئيس باراك أوباما قد منحت المخرجين أكثر مما ينبغي، وأنها بذلك قد تعرض الأمن القومي للخطر.
وكانت مجموعة قانونية محافظة نشرت، الاسبوع الماضي، وثائق أظهرت كيف ان الادارة الأميركية رتبت لاتصال المخرجة كاثرين بيغلو والمؤلف مارك بول بمسؤولين كبار. وبيغلو هي مخرجة فيلم The Hurt Locker الذي انتج في 2008 ويدور حول حرب العراق والفائز بجائزة اوسكار لأفضل فيلم. وقالت المجموعة وتسمى “جوديشال واتش” إن الوثائق اوضحت ان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اعطت لبيغلو وبول حرية الوصول الى مخطط وحدة الكوماندوز SEAL Team Six، التي نفذت عملية قتل بن لادن في العام الماضي.
وقال مايكل فيكرز، وكيل وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، في الملفات “سنوفر شخصا كان مرتبطا في العملية منذ بدايتها كمخطط وقائد في فرقة القوات الخاصة”.
وأبدى بيتر كينغ، رئيس لجنة الأمن الداخلي في الكونغرس، تخوفه من هذه الخطوة التي وصفها بـ”تعاون خطير جداً”، وانه “يطرح أسئلة جادة” حول ما إذا كانت الحكومة تحمي أسرار المهمات بشكل كاف.
ووصفت فران تاونسيند، المستشارة السابقة لشؤون الأمن الداخلي، الكشف عن العملية بأنه “إشكالي”، وقالت إن الكشف عن كيفية تخطيط وتنفيذ عملية قتل بن لادن قد تساعد إرهابيين آخرين في النجاح بالهرب.
ووفقاً للملفات فإن تم السماح لمخرجي الفيلم بالدخول للغرفة التي خططت فيها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لعملية بن لادن. ولكن مسؤولين في البيت الأبيض أفادوا بأن المخرجين حصلوا على نفس القدر من المعلومات التي توفرت للصحفيين حول العملية.
ويذكر أن الفيلم الذي يحمل اسم Zero Dark Thirty كان من المتوقع عرضه في تشرين الأول (أكتوبر)، لكنه قد تأجل إلى كانون الأول (ديسمبر) المقبل، خوفاً من اتهام أوباما باستخدامه للدعاية الانتخابية قبيل ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) لاسيما مع إعطائه لمخرجي الفيلم صلاحيات واسعة “قد تشكل خطراً على الأمن القومي”.
Leave a Reply