باب الاستفادة من المساعدات الحكومية مفتوح لغاية 13 سبتمبر!
ديربورن، ديربورن هايتس
بعد حوالي أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن حالة «الكارثة» بمقاطعتي وين وواشنطو، باشرت فرق الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ (فيما) –الأربعاء الماضي– بتحديد
المنازل المؤهلة للتعويضات الحكومية في كلتا المقاطعتين اللتين اجتاحتهما فيضانات الأمطار في أواخر حزيران (يونيو) الماضي.
وبحسب حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، تشير التوقعات الأولية إلى أن عدد المتقدمين للحصول على التعويضات الفدرالية سيصل إلى نحو 68 ألف طلب، سيحصلون على مساعدات بقيمة 180 مليون دولار على شكل إعانات مالية أو مساعدات لإعادة تأهيل المباني المتضررة.
وأخبرت ويتمر وكالة «فيما» بأنه «لا واحدة تقريباً» من الأسر المتضررة لديها تأمين يغطي أضرار الفيضانات المعتادة.
كما تضغط الحاكمة الديمقراطية على المجلس التشريعي في ميشيغن لتأمين عشرة ملايين دولار إضافية لإغاثة المناطق المنكوبة بفيضانات الصيف.
وكانت منطقة مترو ديترويت قد شهدت أعتى عاصفة مطرية منذ 150 عاماً، حيث بلغ هطول الأمطار مستويات قياسية وصلت إلى 7.5 إنش في غضون بضع ساعات من ليل 25–26 يونيو، متسببة بفشل شبكة صرف المياه والصرف الصحي، لاسيما في مدن ديترويت وديربورن وديربورن هايتس.
وبالتزامن مع بدء الإجراءات الحكومية لتعويض المتضررين، تعرضت المنطقة يوم 16 تموز (يوليو) الجاري لفيضانات محدودة من جراء عاصفة مطرية جديدة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان بايدن حالة «الكارثة» بمقاطعتي وين وواشنطو.
وتسببت العاصفة الأخيرة بهطول أمطار غزيرة وصل ارتفاعها إلى ثلاثة إنشات.
ورغم تضرر المئات من المنازل في مدن ديترويت وديربورن وديربورن هايتس إلا أنها لن تكون مشمولة بمساعدات الوكالة الفدرالية (فيما) التي أقرها بايدن للمتضررين من فيضانات يونيو.
انطلاق العمل
ومن المقرر أن تواصل فرق «فيما» عملها –يومياً– من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مساء، على مدى الأسابيع القليلة المقبلة لتحديد المؤهلين للتعويضات في المناطق المنكوبة.
وللحصول على المساعدات الفدرالية، يمكن للسكان المتضررين تقديم طلباتهم مباشرة إلى «فيما»، حتى موعد أقصاه 13 أيلول (سبتمبر) القادم.
أما إذا أرادوا التقدم للمساعدات عبر البلدية، فعليهم أن يفعلوا ذلك قبل التاسع من آب (أغسطس) المقبل.
وقال مسؤول الشؤون الحكومية في وكالة «فيما»، توم هاردي: «نحن هنا لدعم الولاية والمقاطعات والمدن، وللمساعدة في الأعمال التي ليس لديهم القوة البشرية للقيام بها»، مضيفاً أن «فيما» ستواصل العمل على الأرض لمدة شهر على الأقل، وأن معظم فرق الوكالة «سيبقون على الأرض حتى تنتفي الحاجة إليهم».
في الأثناء، أبدى العديد من السكان تخوفهم من عدم الحصول على التعويضات التي يستحقونها وأن تكون المساعدات جزئية كما حصل في فيضانات سابقة تم اعتبارها حالة كارثة فدرالية، مثل فيضانات العام 2014.
وفي السياق، أعرب أحد سكان ديترويت، ويدعى دنيس بيل، عن شكوكه في ألا يفضي التسجيل لدى «فيما» إلى أية مساعدات فدرالية، وقال في أعقاب زيارة موظفي الوكالة الفدرالية لمنزله بشرقي ديترويت: «عندما غمرت العواصف الممطرة قبو منزلي عام 2014، لم أحصل على أي تعويض»، متوقعاً بأنه لن يحصل على «أي شيء هذه المرة أيضاً»، رغم أن فيضانات يونيو كبّدته أضراراً لا تقل قيمتها عن 25 ألف دولار، حسب قوله.
وكان العام 2014 قد شهد هطول أمطار غزيرة بلغت 4.57 إنش في ديترويت، ما دفع الرئيس الأسبق باراك أوباما حينها إلى إعلان حالة «الكارثة» في المدينة.
من جانبه، أكد مارتي مور، قائد أحد الفرق الميدانية في وكالة «فيما»، أن عملية فرز (المنازل المتضررة) ستستمر حتى تذهب فرق الوكالة الفدرالية إلى جميع المناطق التي تعرضت للفيضانات، وقال مور إن موظفي «فيما» يعتمدون على السلطات المحلية لإبلاغهم عما إذا كانت هناك أحياء لم يتم تفحصها بعد.
وتتضمن الإجراءات المعمول بها للاستفادة من المساعدات الفدرالية، قيام أصحاب المنازل المتضررة بالتسجيل لدى البلديات أولاً، حيث يقوم مفتشو البلدية بالتواصل معهم لمعاينة وتدقيق الخسائر التي تكبدوها، ثم تقوم وكالة «فيما» بالتحقق مما إذا كانت المنازل مؤمنة ضد الفيضانات.أما إذا لم تكن مشمولة بتغطية شركات التأمين، فعندئذ يتم إبلاغ المنظمات المحلية لتقديم المساعدات للمتضررين.
وأشارت مسؤولة العلاقات الخارجية في «فيما»، ساندي جاسموند، إلى أن برنامج «قروض الكوارث» التابع لـ«إدارة الأعمال الصغيرة» SBA سيقدم قروضاً للشركات المتضررة، لافتة إلى أنه إذا واجه أصحاب الأعمال تحديات في الحصول على قرض، فيمكن إعادة توجيههم إلى وكالة «فيما» للحصول على منح مالية، لتعويض خسائرهم.
وأكدت جاسموند أن الوكالة الفدرالية تريد التأكد من أن أي شخص يعيش في مقاطعتي وين وواشنطو يمكنه التقدم للحصول على مساعدات «فيما»، إذا كان مؤهلاً لتلك الإعانة الفدرالية.
ونوهت جاسموند إلى أنه بالإضافة إلى الزيارات التي سيقوم بها موظفو «فيما» إلى المنازل المتضررة، فإن الوكالة الفدرالية ستفتتح أيضاً مكاتب محلية مؤقتة خلال الشهرين المقبلين، وقالت: «ستكون هنالك أنواع أخرى من المكاتب، مثل افتتاح مراكز التعافي من الكوارث، وسوف يستمر ذلك لمدة 60 يوماً، وبعد ذلك سوف يتولى الموظفون المحليون الإشراف على عمليات التعافي».
ومن ناحيتها، أشارت المتحدثة باسم «أس بي أي»، جولي غاريت، إلى أن 13 أيلول (سبتمبر) هو الموعد النهائي للتقديم على مساعدات الوكالة التي توفر أيضاً قروضاً منخفضة الفائدة للمنظمات غير الربحية الخاصة، ولأصحاب المنازل والمستأجرين المتضررين من الكوارث.
وتغطي «فيما» جميع أرجاء الولايات المتحدة من خلال عشرة مكاتب مركزية. وتتبع ولاية ميشيغن المنطقة الخامسة التي تشمل ست ولايات حول البحيرات العظمى، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي.
الإبلاغ عن الفيضانات بديربورن
وذكّرت بلدية ديربورن، السكان بالرقم الهاتفي المخصص للإبلاغ عن الفيضانات، لافتة إلى أن الموعد النهائي للإبلاغ عن فيضانات أواخر يونيو هو يوم الإثنين الموافق 9 آب (أغسطس) الجاري.
وكانت عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية ميشيغن النائبة ديبي دينغل قد أوضحت أن 12 ألف منزل على الأقل قد تضررت في مدينة ديربورن وحدها، لافتة إلى أن الرقم قد يرتفع إلى 20 ألفاً.
ويمكن لأصحاب المنازل المتضررة في ديربورن الاتصال على الرقم: 313.586.3181، أو إبراق رسالة تتضمن كلمة Flood على الرقم: 313.635.3900، للبدء بعملية التسجيل لدى البلدية.
كما يمكن للسكان المتضررين الاتصال بـ«مركز الاتصالات» في ديربورن للإبلاغ عن أضرار الفيضانات، والبدء بالإجراءات المطلوبة لتلقي المساعدات الفدرالية، أو للسؤال عن الموارد التي قد تكون متاحة للمساعدة في عمليات التنظيف والتعافي.
وتوجد نسخة مترجمة إلى اللغة العربية من استمارة الإبلاغ عن أضرار الفيضانات، في الموقع الإلكتروني لبلدية ديربورن، على العنوان: www.cityofdearborn.org/flood
وفي ذات السياق، حثت بلدية ديربورن السكان على توثيق خسائرهم عبر الصور ومقاطع الفيديو وإيصالات نفقات التنظيف والإصلاح، لافتة إلى أن البيانات التي سيتم جمعها ستساعد في تمكين المتضررين من الحصول على الإغاثة الفدرالية.
وقالت مديرة المعلومات ببلدية ديربورن، ماري لاندروش، إنه على الرغم من أن «فيما» وعدت بالتصرف بسرعة كبيرة، إلا أن الوكالة الفدرالية لم تحدد إطاراً زمنياً لموعد تقديم الإعانات المباشرة.
وأضافت لاندروش في تصريح لـ«صدى الوطن» أنه «بعد إعلان حالة الكارثة، وعد المسؤولون المحليون بإبلاغ السكان عن الخطوات التالية»، مؤكدة أن البلدية ستواكب العملية خطوة بخطوة لمساعدة السكان على الاستفادة من الإعانات والموارد الحكومية المتاحة لهم.
استمارة الإبلاغ عن الأضرار
على الرغم من استخدام مصطلح «استمارات المطالبة» (كليم فورمز) لوصف بلاغات الأضرار، إلا أن بلدية ديربورن لا تعتبر هذه البلاغات، طلبات تعويض، على حد تعبير لاندروش، التي أضافت بأن النموذج المتوفر على الموقع الإلكتروني ليس استمارة تعويضات وإنما للإبلاغ عن الأضرار فقط.
وأكدت لاندروش أن نموذج الإبلاغ عن الأضرار يحفظ حقوق المتضررين في الحصول على تعويضات من البلدية، فقط إذا ما تبين في المستقبل ما يلي:
– أن تكون البلدية على علم بوجود أعطال في شبكة المياه والصرف الصحي قبل حدوث الفيضان
– أن يكون لدى البلدية الوقت الكافي لإصلاح العطل
– أن تكون البلدية قد تقاعست في إصلاح ذلك العطل.
ووفقاً لقانون ولاية ميشيغن، قد تكون هنالك ظروف أخرى تلزم البلدية بتعويض المتضررين، بحسب لاندروش، ولذلك ستقوم البلدية بحفظ البلاغات لضمان حق المتضررين في الاستفادة من التعويضات في المستقبل، بشرط أن يكونوا قد ملأوا الاستمارة في غضون 45 يوماً من الحدث.
وأوضحت بأن الموعد النهائي، بعد انقضاء الـ45 يوماً، هو 9 آب (أغسطس).
إضافة لذلك، كانت بلدية ديربورن قد دعت السكان لملء النموذج للمساعدة في جمع البيانات التي يتم تقديمها للمقاطعة وللولاية لدعم طلب إعلان «الكارثة» الرئاسي، الذي من شأنه أن يؤمن الموارد الفدرالية لسكان ديربورن.
وكان بعض السكان قد أعربوا –عبر وسائل التواصل الاجتماعي– عن قلقهم من أن استماراتهم قد رفضت على الموقع الإلكتروني لبلدية ديربورن، رغم تقديمهم لجميع الوثائق، التي تضمنت صوراً ومقاطع مصورة وأدلة أخرى.
وأفادت بلدية ديربورن بأن ذلك الخطأ ناجم عن ملء بعض السكان للاستمارة التي كانت موجودة على الموقع الإلكتروني خلال 26 و27 يونيو، مشيرة إلى أنه تم استبدالها في 28 يونيو بنموذج أبسط وأوضح. وقالت لاندروش: «نعتذر عن ملء النموذج الأول، لقد كان وضعاً متغيراً ومتطوراً، وحاولت البلدية حماية حقوق الناس».
أما في مدينة ديربورن هايتس، فقد زاد عدد المنازل المتضررة من فيضانات يونيو عن 1,500 منزل، فيما أبلغ أكثر من 75 شخصاً عن غرق منازلهم جراء الأمطار الغزيرة يوم الجمعة 16 يوليو الجاري.
وأوضح رئيس بلدية ديربورن هايتس، بيل بزي، أنه لا يمكن للمتضررين من العاصفة الأخيرة مطالبة «فيما» بتعويضات عن خسائرهم، مستدركاً بالقول إنه يعمل على البحث عن خيارات لمساعدة هذه الفئة من السكان.
وحثت بلدية ديربورن هايتس السكان الذين يحتاجون إلى المساعدة في تنظيف منازلهم من الحطام والمخلفات على الاتصال على الرقم «211» أو الاتصال بمنظمة «سماريتان» للإغاثة من الكوارث، على الرقم: 313.407.4436
أما إذا كان السكان يواجهون تأخيراً في جمع القمامة أو كان لديهم حطام من الفيضان الأخير، فيمكنهم الاتصال بمكتب رئيس البلدية على الرقم: 313.791.3490
وأشار بزي في منشور على موقع «فيسبوك» إلى أن بلدية ديربورن هايتس تسعى إلى تقييم وصيانة كاملة للبنية التحتية للمدينة، التي تمتد عبر عدة مدن، لافتاً إلى أنه قام بتكليف مهندسي البلدية بفحص نظام الصرف الصحي بديربورن هايتس عبر الكاميرات الداخلية تحسباً لأية أعطال محتملة في الشبكة.
Leave a Reply