تايلور – خاص “صدى الوطن”
.. وفي ليلة الختام غلب الفرح على ما عداه. كان كل شيء يوحي بأن يوم السبت الثاني من نيسان (أبريل) 2011 سيكون حفلة تتويج لجهود المنظمين للدورة الشتوية اليمنية التي امتدت لمدة ستة اشهر وباتت أشبه بآخر ليلة من سلسلة ألف ليلة وليلة، وحفلة تتويج لجهود فريقين مجتهدين أدّيا قسطيهما للعلى حتى وصلا الى الخطوة الاخيرة ليعبر أحدهما باب تاريخ الدورة الشتوية اليمنية.
فكانت ليلة الختام قمة بين فريقي “الشباب” (ديربورن) و”فيوتشر ستارز” (هامترامك)، في مباراة انتظرها جميع من تابع فعاليات دورة العرب الاميركيين في ولاية ميشيغن، والتي تعتبر الانجح على مستوى الجاليات العربية المتواجدة.
ووسط حضور جماهيري ملأ مدرجات ملاعب تايلور حتى باتت خلية نحل لا مكان لموطئ قدم فيها، أضفى جواً حماسياً أشعل حمى المنافسة بين الجمهورين المتحمسين للمباراة المرتقبة قبل ان تبدأ، ما أوحى بأن النهائي سيكون قمة تتوج جهود المنظمين طيلة ستة أشهر.
ومع انطلاق النهائي ساد الترقب والحذر على طرفي المباراة، كل منهما يريد ان يشد البساط من تحت منافسه ويفوز لأول مرة بالكأس.
بدأت المباراة بتركيز كبير من قبل فريق “الشباب” الذي حاصر “فيوتشر ستارز” في منطقته ومنعه من تشكيل اية هجمة منسقة، فبدا الارتباك واضحاً على لاعبي “فيوتشر” الذين حاولوا الخروج من منطقتهم، ولكنهم اصطدموا بتكتيك عال قاده اللاعب العراقي المحنك جعفر فخرالدين الذي قاد هجوم “الشبابيين”، وخلفه حسين ووليد صلاحي اللذان قادا منطقة الوسط والخلف.
وعزف “الشبابيون” في الشوط الأول على أوتار الخبرة التي تفوقت على لاعبي “فيوتشر” ودشن الاهداف جعفر فخر الدين بالهدف الاول ليتبعه المهاجم الآخر بهدف ثان لتصبح النتيجة “شبابية” 2-0، ولو وفق الشبابيون لكانت النتيجة ارتفعت أضعاف ما آلت اليه في شوطها الاول.
وفيما كان الشوط الأول يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان لا شيء يوحي بأن “فيوتشر” سيعود الى أجواء المباراة حيث لا هجمات ولا تنسيق بين اللاعبين الذين اعتمدوا على الارتجال في فك طلاسم “الشبابيين” دون تقديم شيء يذكر، ولكن مدرب “فيوتشر” ناصر الجهيم لجأ الى مقعد الاحتياط لخلط الأوراق وإعطاء جرعة معنوية فأنزل بليغ الجهمي، الذي قلب الطاولة على ”الشبابيين”. ومن أول تمريرة يتلقاها سجل بليغ الهدف الاول قبل انتهاء الشوط الاول بـ43 ثانية حيث كان هذا الهدف الذي قلب المباراة رأسا على عقب واعطى الدفعة المعنوية المطلوبة لـ”فيوتشر” قبل استراحة الشوطين.
وإذا كان فريق “الشباب” قد تفوق في الشوط الاول بخبرته فان هذه الخبرة قد خانته في الشوط الثاني بضربة اللياقة البدنية القاضية، حيث بدا واضحاً ان دفة التفوق قد تحولت لصالح فريق “فيوتشر ستارز” الذي تسلح هذه المرة بهمة وحيوية شبابه الذين يبلغ اكبرهم 18 سنة فقط وبادارة مدرب محنك عرف كيف يجير هذا الشوط الحاسم لمصلحته فأكل “فيوتشر ستارز” الجو، وحول تأخره بهدف الى تقدم بثلاثة اهداف لهدفين بفضل هداف النهائي بليغ الجهمي الذي ضرب بقوة في الشوط الثاني وسجل الهدف الثاني واتبعه بالثالث بطريقة ولا اروع جعلت كل متواجد في الملعب يقف مصفقا له من مشجعين ومنافسين.
ولم يكتف بليغ الجهمي بالهاتريك، بل مرر كرة الهدف الرابع الى عواد الميسري لتنتهي المباراة 4-2 على افراح قل نظيرها لفريق شاب عرف كيف يقف أمام إعصار الفرق الكبيرة في الدورة وتوج جهوده بأفضل ما يكون حيث كتب اللاعبون اسم فريقهم الفتي، بالحبر الذهبي في سجل الابطال ورفع كأسه عالياً.
بعد المباراة بدأت المراسم الختامية وسط حضور القنصل اليمني فايز الجهمي والدكتور محمد صهوبة رئيس مجموعة “فارمرز” واحمد صهوبة مدير “روزا باركس” وحشد كبير من ابناء وفعاليات الجالية العربية.
وبدأ الحفل الختامي بكلمة رئيس المؤسسة اليمنية الرياضية محمد ناصر التريادي (أبو طارق) الذي شكر “كل الذين ساهموا في ايصال الدورة الى هذه الخاتمة الرائعة” وشاكراً كل الفرق والحضور الذين كانت لهم اليد الطولى في ما وصلت اليه الدورة عبر سنواتها السبع وشكر جريدة “صدى الوطن” على متابعتها الميدانية لنشاطات الدورة بشخص محررها الرياضي.
وقال إن “ما رافق الدورة هو نتيجة العمل المضني الذي قام بجهود القيمين عليها لمدة ستة أشهر كاملة”، وتوجه بالتهنئة لفريقي “فيوتشر ستارز” بفوزه بالكأس والشباب لوصوله للنهائي والاخلاق الرياضية العالية التي رافقت اداء الفريقين، في الملعب ووجه شكره لرؤساء الفرق كافة لمشاركتها الفعالة في إنجاح الدورة وتعاونهم في سبيل هذا الجمع الرياضي داعياً الجميع “الى العمل الصادق والجاد لما يخدم المصلحة العليا للجالية العربية”.
الجوائز
بعدها تم تسليم الجوائز والكؤوس للفائزين بالألقاب التي جاءت على الشكل التالي:
– بطل الدوري: فريق “شباب اليمن”
– بطل الكأس: فريق “فيوتشر ستارز”
– وصيف الكأس: فريق “الشباب اليمني”
– الفريق المثالي: فريق “السلام اليمني”
– الهداف: يونس الحيدري (شباب اليمن) عن المجموعة الاولى ومصطفى الزينو (آي سي دي) عن الثانية.
– اللاعب المثالي: عبد الباقي عبدالله (هامترامك أف سي)
– أفضل لاعب: في الدورة علي رضا (سبورتنغ ميشيغن)
– أفضل حارس: علي الشبلاوي (شباب اليمن)
– أفضل لاعب صاعد: علي جواد وعواد الميسري وعبد الوهاب الجبري.
– أفضل لاعب ناشئ: علي ذو الفقار ناصر
دروع وشهادات تكريمية
كذلك تم تكريم مجموعة من الداعمين المميزين للدورة عبر دروع تكريمية تسلمها كل من: القنصل اليمني الفخري في ولاية ميشيغن السيد فايز الجهمي، أحمد ومحمد صهوبة، الدكتور حسن مكي، الدكتور علي صبح.
كما حاز اللاعب خضر حمد (٦٥ عاماً) على درع تكريمية لأكبر لاعب في الدورة. وحصل الحكم شفيق طه على درع الحكام، فيما حصلت “صدى الوطن” على درع التميز والمواكبة الاعلامية. كما تم توزيع شهادات تكريم لرؤساء ومندوبي الاندية المشاركة.
هوامش
– الجمهور كان كبيراً جداً وغصّت به المدرجات.
– لوحظ غياب بعض الفائزين بالألقاب لأسباب حيث استلم عنهم جوائزهم رؤساء الفرق التي يلعبون لها.
– خلال المباراة النهائية ظهر بوضوح امعان اللاعبين عواد الميسري واديب الساروي في اللعب الفردي متجاهلين تعليمات مدربهم حيث كانا يحتفظان بالكرة كثيرا مفوتين الفرصة على فريقهم للتسجيل لاكثر من مرة.
– ثلاثة لاعبين من “فيوتشر ستارز” برزوا بشكل لافت وكان تواجدهم في الملعب نقطة تحول كبيرة هم حبيب غالب وعلي عيسى وبليغ الجهمي حيث سجل هذا الاخير 3 اهداف لفريقه وتوج نجما للمباراة النهائية.
– كاد اللاعب عواد الميسري ان يطيح بالمباراة النهائية بسبب توتر غير مبرر ما جعل المدرب ناصر الجهيم ينزل ارض الملعب ويرجعه الى الخلف بطريقة تنم عن اخلاق رياضية عالية.
– عند اعلان اسم افضل لاعب في الدورة كان هناك اعتراض وهمس بين بعض الجماهير باحقية آخرين بها اكثر من اللاعب علي رضا.
– أظهر لاعبو فريق “الشباب”، أنهم أبطال غير متوجين، بعد تهنئتهم منافسيهم بروح رياضية عالية.
Leave a Reply