ديترويت – في إطار الجهود الفدرالية والمحلية المتواصلة لمكافحة عنف عصابات الشوارع التي بسطت نفوذها على أحياء المدينة لعقود مضت، أصدر قاض فدرالي، الأسبوع الماضي، حكماً بالسجن لمدة 30 سنة على أحد أعضاء عصابة لاتينية تنشط في جنوب غربي ديترويت، على خلفية مشاركته في هجوم مسلح أسفر عن قتل شخص وإصابة اثنين آخرين قبل نحو سنتين.
وجاء الحكم على ألبرتو جاكسون (20 عاماً)، بعد أربعة أشهر من إقراره بتهمة التآمر للقتل بدعوى الابتزاز، على خلفية مشاركته مع سبعة من أعضاء عصابته، في محاولة اغتيال فاشلة لعضو ينتمي إلى عصابة محلية أخرى.
جاكسون الذي ينتمي لعصابة اتوليدو مافياب التابعة لشبكة الاتين كاونتسب الإجرامية، كان قد استقلّ مع أعضاء آخرين في عصابته، عدة سيارات مساء السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2017، وتوجهوا بها إلى شارع ليدزديل (الكتلة 2400)، حيث أمطروا منزل الشخص المستهدف بالنيران من الخارج، مما أدى إلى إصابة شخصين كانا يجلسان بالصدفة داخل سيارة متوقفة على جانب الطريق، في حين لقي أحد المهاجمين مصرعه برصاصة غادرة تلقاها من أحد زملائه في العصابة بعدما ترجل من سيارته لإطلاق النار على المنزل عن قرب، وفقاً لتقرير الطب الجنائي.
وترك أعضاء العصابة زميلهم جثة هامدة وسط الشارع وغادروا المكان قبل وصول الشرطة. أما الشخص المستهدف فقد نجا من الهجوم دون أن يصيبه أي أذى، علماً بأنه ينتمي إلى عصابة أخرى تابعة للشبكة الإجرامية نفسها (لاتين كاونتس) بحسب الادعاء العام الفدرالي.
وقد تمكن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بالتعاون مع إدارة الكحول والأسلحة والتبغ (أي تي أف)، ووحدة مكافحة عصابات الشوارع في شرطة ديترويت، من القبض على سبعة من أعضاء العصابة المتورطين في الهجوم، وبينهم مطلق النار الذي تسبب بمصرع زميله، واسمه راين تايلور.
وقد أقر جميع المتهمين السبعة بالتهم الموجهة إليهم، بمن فيهم تايلور الذي سيصدر الحكم ضده في جلسة تعقد يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
ويعتبر أعضاء عصابة اتوليدو مافياب التي تأسست على شارع توليدو في جنوب غربي ديترويت، من بين حوالي مئة شخص ينتمون إلى عصابات ديترويت تمت إدانتهم أمام القضاء الفدرالي خلال السنوات الخمس الماضية. وذلك في إطار الجهود الأمنية والقضائية المبذولة ضمن مبادرة اديترويت وانب للحد من عنف عصابات الشوارع التي تنازعت لعقود طويلة، النفوذ على أحياء ديترويت للسيطرة على تجارة المخدرات والأسلحة فيها.
وكما العديد من عصابات ديترويت الإجرامية لم يتوان أعضاء اتوليدو مافياب عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتباهي بأعمال العنف وغيرها من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك، القتل والاعتداءات وتجارة المخدرات، وفقاً للادعاء العام الفدرالي.
ويصف المحققون الفدراليون الاتين كاونتسب بأنها شبكة إجرامية تنشط بشكل أساسي في جنوب غربي ديترويت ومدينتي لينكولن بارك وإيكورس المجاورتين، ويرتكب أعضاؤها جرائم القتل والسطو وتوزيع المخدرات، وعادة ما يلجأون إلى العنف للانتقام من المنافسين وترهيب المجتمع المحلي والترقّي في سلم العصابة.
والجدير بالذكر أن أحياء جنوب غربي ديترويت تضم أكبر كثافة للجاليات اللاتينية في ولاية ميشيغن.
وقال ممثل الادعاء لويس كريسوستومو اإن طبيعة وظروف السلوك الإجرامي المروع لجاكسون يظهر ازدراءً كاملاً للحياة الإنسانيةب، وأضاف بأن االسلوك الإجرامي لجاكسون وزملائه في العصابة، يعدّ مثالاً صارخاً على مدى خطورة شبكة الاتين كاونتسب على السلامة العامةب.
وقبل إصدار القاضي روبرت كليلاند لحكمه، طلب محامي الدفاع، روني كرومر، ألا تتجاوز عقوبة موكله السجن لأكثر من 20 سنة، لأن اجاكسون أبدى ندماً شديداً للغاية على أفعالهب، كما أنه اأُجبرب على الانضمام إلى العصابة مثل بقية الشبان في الحيّ الذي كان يقطن فيه افكل الشبان هناك إما انضموا إلى العصابة أو كانوا يتعرضون للضرب والاعتداءات طوال الوقتب.
Leave a Reply