ديربورن
أقام «المجلس الأميركي لحقوق الإنسان» AHRC حفله السنوي لتوزيع جوائز «روح الإنسانية» بحضور شخصيات حقوقية وسياسية وأكاديمية بارزة، وبمشاركة واسعة من أبناء المجتمعات المتنوعة في منطقة ديترويت، حيث تم تخصيص الجوائز هذا العام «للمسؤولين والنشطاء الذين رفضوا التواطؤ والاستسلام للصمت حيال مجازر الإبادة المستمرة في قطاع غزة»، بحسب مؤسس المنظمة غير الربحية ومديرها التنفيذي عماد حمد.
وخلال الحفل الذي استضافته صالة «فيرلين» في ديربورن يوم الجمعة 24 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، أعلن حمد عن منح «جائزة روح الإنسانية لعام 2025»، للمقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الحقوقية الإيطالية فرانشيسكا ألبانيزي، تقديراً لدورها البارز كـ«صانعة سلام عالمية ومدافعة عن العدالة في فلسطين».
وأوضح حمد بأن تكريم ألبانيزي يشكل اعترافاً مستحقاً بإسهاماتها المتواصلة في الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامة الشعوب، ولاسيما الشعب الفلسطيني، وكذلك، بمواقفها الجريئة في مواجهة الانتهاكات الإنسانية والدعوة إلى المساءلة وحماية المدنيين في غزة والضفة الغربية، وقال: «إن دعم حقوق الشعب الفلسطيني يعني دعم العدالة والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها».
وأكد القيادي الفلسطيني الأميركي بأن تكريم ألبانيزي يأتي في إطار التزام «المجلس الأميركي لحقوق الإنسان» الدائم بدعم الأصوات الشجاعة التي تكرّس جهودها لخدمة العدالة والسلام العالمي، داعياً الأوساط المجتمعية والحقوقية إلى مواصلة العمل من أجل حماية الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات، خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد «انتهاكاً غير مسبوق للحقوق الفردية والجماعية في الولايات المتحدة».
بدورها، ألقت ألبانيزي كلمة – عبر الفيديو– أكدت خلالها على التزامها بمواصلة الدفاع عن العدالة في فلسطين، وفي كل مكان حول العالم، رغم الضغوط السياسية المتزايدة، مشيرة إلى أن «الإنسانية لا تعرف الحدود، وأن العدالة ينبغي أن لا تكون انتقائية».
وألبانيزي هي أول امرأة تتولى منصب المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وهي محامية دولية متخصصة في قضايا اللاجئين، شاركت في تأليف كتاب «اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي»، كما عملت في عدة مؤسسات أممية وأكاديمية، وتشغل حالياً منصب مستشارة أولى في «مبادرة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية».
إضافة لذلك، شمل الحفل السنوي للمجلس تكريم عدد من الشخصيات التي كان لها أثر ملموس في الدفاع عن القيم الإنسانية ودعم قضايا العدالة والمساواة في فلسطين، إذ تم منح الدكتور الفلسطيني الأصل، نضال جبور، المؤسس المشارك لمنظمة «أطباء ضد الإبادة»، جائزة «الوفاء بالقسم» تقديراً لجهوده الطبية والإنسانية في مواجهة الانتهاكات ضد الشعوب المتضررة من الحروب والنزاعات، ولدوره الريادي في تسخير الطب كأداة لحماية الكرامة الإنسانية والتصدي للجرائم الجماعية في الأراضي المحتلة خلال العامين المنصرمين.
كما كرّم المجلس، الدكتور أحمد غانم، المؤسس المشارك لـ«شبكة العمل السياسي في منطقة ديترويت» بمنحه جائزة «صوت من أجل التغيير»، تثميناً لمساهمته في تعزيز المشاركة المدنية والسياسية داخل المجتمع العربي الأميركي، ودفاعه المستمر عن قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في منطقة ديترويت
أما جائزة «أجنحة العدالة» فقد ذهبت إلى الناشطة الإنسانية نضال كرمو التي تتحدر من أصول عراقية كلدانية والتي كرّست حياتها للعمل التطوعي والإغاثي من خلال مبادراتها الكثيرة في مساعدة اللاجئين والمرضى والمحتاجين داخل الولايات المتحدة وخارجها، في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
وفي كلمة مؤثرة، أوضحت كرمو بأن الفلسطينيين بحاجة عاجلة إلى المساعدات الطارئة في قطاع غزة، وقالت: «دعونا نعمل معاً من أجل إعانة المنكوبين والجوعى بكل ما نستطيع.. إذ لا حدود لأعمال الخير».
كما خصّ الحفل بالتحية والتكريم عدداً من الناشطين الراحلين الذين «تركوا بصمة لا تُنسى في مسيرة الدفاع عن الحقوق والعدالة في مجتمعنا»، وهم: الناشطة المجتمعية الراحلة فاي عواضة، والإعلامية إليسا غروبس، والنائب الراحل في مجلس نواب ميشيغن آيزاك روبنسون (هامترامك)، والمفكر العربي البارز كلوفيس مقصود، «الذين واصلوا نضالهم من أجل القيم الإنسانية حتى آخر أيامهم، ليظلّ إرثهم مصدر إلهام للأجيال المقبلة في ميدان العمل الحقوقي والإعلامي والسياسي»، بحسب المسؤولين في المجلس الذي تأسس عام 2013.
وتحدث خلال الحفل عدد من الضيوف بينهم رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود وقائد شرطة ديترويت تود بيتيسون والمحامي شريف عقيل وآخرون.
وخلال الحفل، أشاد حمد، بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقف الحرب في قطاع غزة بعد عامين من جرائم الإبادة التي أودت بحياة زهاء 70 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تشريد حوالي مليوني شخص وسط ظروف كارثية، وقال حمد: «لولا الإدارة الأميركية ما كانت الحرب على غزة لتبدأ أو لتقف، ولكنني آمل أن يقوم الرئيس ترامب بما يتوجب القيام به لضمان أن تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار»، مستدركاً بالإشارة إلى أن دولة الاحتلال تواصل انتهاك اتفاقيات إطلاق النار في لبنان وغزة وسوريا.
وفي كلمته أيضاً، تطرق حمد إلى جلسة الاستماع التي عقدها الكونغرس الأميركي لتثبيت تعيين رئيس بلدية هامترامك آمر غالب سفيراً للولايات المتحدة لدى الكويت، معرباً عن أسفه للمواقف العدائية والاستفزازية تجاه رئيس البلدية اليمني الأصل، وقال: «للأسف إننا نقيم حفلنا السنوي لتوزيع الجوائز في مرحلة هي الأصعب في التاريخ الأميركي لناحية الحقوق المدنية والدستورية، بما فيها الحقوق الأساسية وحقوق التعبير».






Leave a Reply