اللاهث
استوقفه منظر الشارع الطويل. الأشجار وأعمدة الإنارة تصغر شيئاً فشيئا حتى تختفي في أعماق الضباب.. هكذا كان يتابعها ببصره.
دفعه الفضول ليرى نهاية الشارع. فمشى نحوها. شعر أن الوقت قصير خلال المشي، فبدأ يهرول. تسمرت عيناه على النهاية: البعد والضباب يحجبها.
إزداد فضوله. لهث.. وجرى، حتى سقط أرضا..
/
استيقظ من نومه لاهثا. بأنفاس متلاحقة. تعوّذ من الشيطان وحمد الله على أنه كان كابوسا. وبقي صامتاً للحظات. هدأت أنفاسه. فكر. تناول الهاتف القريب من سريره وقال لمدير أعماله: ابلغ الجميع بإجتماع طارئ لأعضاء مجلس الإدارة!
لماذا يا ..
تهمس له بتحية دافئه مليئة بالرومانسية الحالمة، فيجيبها بنزقه المعتاد: هلا.
تستقبله بأحضان دافئة، ولكنه لايعيرها أي أهتمام ويسأل كالعادة :أين الأكل؟
وبعد الإنقضاض الشره على الأكل يقول: طبخك اليوم ليس به ملح..
وتجيب أعماقها بدون أن ينطق لسانها: أشياء كثيره لم يعد فيها ملح..
/
تتقدم له بشايه المفضل الذي أعدته بمنتهى الاهتمام والذوق، وهو منهمك في عمله على مكتبه، وبرقة الأنثى تقول: شايك المفضل.. تفننت اليوم في إعداده لك!
وبدون أن يرفع نظره يقول: ضعيه على الطاولة!
وقفت بجانبه صامتة تفكر في حاله وحالها، فقال:
– ماذا تريدين يا إمرأة؟
– يا امرأة!؟
صرخت أعماقها هذه المرة، ونطق بها لسانها، فلم تعد تطيق صبراً:
لماذا هكذا؟ لماذا يا.. يا رجل؟
Leave a Reply