اجتمع رئيس شرطة ديترويت، جيمس كريغ، مساء الإثنين الماضي 30 أيلول (سبتمبر)، مع العشرات من رجال الاعمال العرب الأميركيين الذين يملكون مصالح تجارية في ديترويت، حيث تمت مناقشة مسألتي الأمان والسلامة العامة، والشراكة بين الشرطة والمؤسسات التجارية في المدينة، ولاسيما أصحاب محطات الوقود.
كريغ (وسط) في قاعة «بيبلوس» |
وفي كلمته التي ركز فيها على أهمية «الشراكة»، فاجأ كريغ الحضور في قاعة «بيبلوس»، بمدينة ديربورن، بتحميل أصحاب محطات الوقود في المدينة مسؤولية الحالة الأمنية المتردية التي يعانون منها، حيث حض كريغ رجال الأعمال على ابقاء متاجرهم ومحطاتهم نظيفة لأن «بيئة العمل القذرة هي دعوة للجريمة، فالنظافة داخل وحول محطات الوقود أو المحلات التجارية لها تأثير عظيم على سلامة المكان».
وأشار كريغ، الذي تولى منصبه في أيار (مايو) الماضي، الى ان شرطة المدينة تسعى للعمل عن كثب مع اصحاب المتاجر من أجل إيجاد «مصالح تجارية مثالية يحتذى بها». وقال: «أنا أؤمن بالعمل من خلال الشراكة. نحن هنا في هذا المعترك معا ونحن معا نريد ديترويت آمنة».
و«الشراكة» التي اقترحها كريغ سوف تترجم بجولات تفتيشية تجريها شرطة المدينة للمحلات التجارية ومحطات الوقود، يقوم خلالها الضباط بتقديم اقتراحات لاصحابها من أجل تطوير المكان، واذا لم يلتزم المالك للمصلحة بالإقتراحات فإنه قد تُحرّر مخالفة بحقّه». وذكر كريغ «ان بيئة عمل نظيفة هي بيئة آمنة، لقد رأيت بعيني بعض محطات البنزين في ديترويت، حيث لا أجرؤ على زيارتها لوحدي وأنا دائما مسلح». وأشار كريغ إلى أمثلة العمل غير النظيف مثل بيع سجائر «فلت» (لوسي) أو السماح للغير بالتسكع على باب المحطة.
معظم الحاضرين من أصحاب المصالح التجارية في المدينة لم يستحسنوا ملاحظات قائد الشرطة وشعروا انه يضع ثقل مسؤولية السلامة العامة والأمان على عاتقهم. وقد انبرى احدهم الى مخاطبة كريغ قائلا: «نحن لا نجني مالا من بيع «سجائر الفلت» بـ25 سنتا لكن اذا كان الزبون لا يملك ثمن علبة سجائر كاملة وامتنعت عن بيعه سجائر معدودة فإنه سوف يقوم بتدمير محطتي ولن تأتي الشرطة في الوقت المناسب لايقافه».
رجل أعمال عربي ثان زاد على ذلك قائلا انه وموظفيه يخافون من مغادرة غرفة صندوق المال المحجوبة بالزجاج المصفح ضد الرصاص «مما يجعلنا في سجن دائم الى درجة أننا لا نقوم بتنظيف أرض المحل».
واعترف كريغ بمعاناة اصحاب المصالح التجارية خصوصا في «الأحياء القاسية» لكنه قال: «اننا أمام أزمة، وعلينا العمل معا من أجل اقتراح الحلول واذا غيرنا المواقف في محطات الوقود فسنفوز.
ان النظام منهار ونحن في صدد تصحيحه وضباطنا البالغ عددهم 2300 شرطيا لا يمكنهم ان يتواجدوا في كل الاماكن، إلا ان بعض السلوكيات المعينة تجذب النشاط الاجرامي». وشدد على أهمية وجود محطات وقود ودكاكين في ديترويت لانها مصدر الطعام والسلع الاساسية للكثير من الناس.
واشتكى أحد أصحاب المحطات الى قائد الشرطة انه اتصل برقم الطوارئ «911» من أجل الابلاغ عن نشاطات جنائية تحدث خارج محطته لكن عندما وصلت دورية الشرطة لم توقف الشاب المخالف الذي كان يبيع حشيشة الماريجوانا خارج المحطة، وقد اصيب قائد شرطة ديترويت بالذهول لدى سماعه هذه المداخلة لأن ضباطا في الشرطة كانوا يراقبون نشاطا اجراميا يمارس امامهم وقال: «اذا حدث أمر كهذا أريد أن أعلم به والرجاء الإتصال بضابط الارتباط مع الجالية ونحن سنلاحق ونتابع المسألة». يذكر أن رقم الارتباط هو 5522-546-313 وعنوان البريد الالكتروني لكريغ: cheifofpolice@dpdhq.ci.detroit.mi.us
شخص آخر من الحضور علا صوته قائلا: «اذا كان لديك لكنة أجنبية فإن الشرطة لن تأتي». أيضاً، أبدى كريغ دهشته من هذا الادعاء ووجده «محبِطاً» لكنه قال انه بصدد القيام بـ«نفضة» في عملية الاتصالات داخل قيادة الشرطة من أجل علاقة افضل مع المحيط التجاري.
وأضاف كريغ الذي ما زال يقوم بعمليات تغيير داخل الشرطة حاضّا الحضور على الاتصال به في حال الاشتباه بأي تمييز عنصري من البوليس. وطلب كريغ من الحضور الاتصال بهاتف احداثيات الجرائم على الرقم 4600-267-313 بدلا من رقم الطوارئ «9١1» في حالة عدم وجود طاريء، وذلك من اجل الحصول على مساعدة كافية وتخفيف الضغط عن سنترال الطوارىء.
وتقسم ديترويت الى 13 دائرة يقود كل منها ضابط برتبة كابتن (نقيب)، وأبدى كريغ استعداده من اجل ايفاد كل ضابط دائرة للتواصل مع أصحاب المصالح التجارية في منطقته لتعزيز الشراكة بين الطرفين.
ولكن تحقيق هذه الأمر، بحسب الناشط غسان حوراني، أحد المشرفين على تنظيم اللقاء، يحتاج أولاً الى تعزيز التعاون بين أصحاب المصالح التجارية الواقعة في كل دائرة، عبر تشكيل آلية إتصال مناسبة.
كريغ أيضاً اعترف بوجود عيوب داخل شرطة ديترويت لكنه وعد بإجراء تحسينات واردف ان لديه سياسة «القبضة الحديدية» ضد أي شكوى من تجاهل الشرطة لواجباتها واعطى مثلا عن موظفين من الشرطة يواجهان تهما جنائية لعدم اعتنائهما بمكالمات الطوارئ بشكل ملائم.
لكن قائد الشرطة امتدح طاقم العمل الذي يعتريه النقص في «الموارد البشرية» وقال «انهم من افضل الرجال والنساء الذين عملت معهم في حياتي».
وكان كريغ قد بدأ عمله كضابط شرطة في ديترويت عام 1977 وأمضى 28 عاماً في شرطة لوس انجلوس يعمل في أسوأ احياء المدينة التي كثرت فيها الجرائم العنفية، كما عمل قائدا لشرطة بورتلاند في ولاية ماين وفي سنسيناتي، أوهايو، قبل أن يأتي الى ديترويت في ايار الماضي (مايو) لاستلام قيادة شرطتها.
ويؤكد كريغ أن الجرائم العنفية في ديترويت قد بدأت تقل في النصف الثاني من هذا العام ومنذ تسلمه مسؤولياته لكن هذا الانخفاض ليس كبيرا جدا لأن السكان ما زالوا مذعورين.
بالنسبة الى شكاوى بحق المتشردين الذين يتسكعون في محطات الوقود قال كريغ ان مأساة المتشردين ليست مقتصرة على ديترويت وحلها لا يحصل الا بالتعاون مع الجالية.
وقد نظم النقاش بين قائد شرطة ديترويت واصحاب الاعمال التجارية لجنة تراي كاونتي التجارية وبرعاية شركة «كاش اند كاري» وشركة «غاردن فودز» وقاعة «بيبلوس». وكان ناصر بيضون، الرئيس التنفيذي لشركة «إي زي» عريف الحفل فرحب بكريغ وطلب منه ان يطبق سياسات متجانسة ومتقاربة من اجل ضمان امان وسلامة الزبائن والموظفين وارباب العمل. كذلك شدد رئيس لجنة «تراي كاونتي التجارية» شاكر عون على مفهوم الثبات في السياسة لانه فيما يتعلق بالامان في ديترويت كانت المسألة تتأرجح بين الصعود والنزول». وختم قائلا: «نريد من الشرطة في ديترويت ان تجعل من المدينة مكانا ملائما لسوق العمل من خلال الاستجابة والتواجد حول المحلات التجارية ومحطات الوقود».
Leave a Reply