ديربورن – سامر حجازي
سجلت شرطة ديربورن خلال العام الماضي تراجعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة داخل المدينة التي انخفضت بحوالي ١٠ بالمئة مقارنة بالعام ٢٠١٢، غير أن هناك أنواع معينة من الجرائم شهدت ارتفاعاً مقلقاً في ديربورن، بحسب قائد شرطة المدينة العربي الأميركي رونالد حداد، وفي مقدمتها جرائم السرقة التي تطال المتاجر وينفذها عادة مراهقون أو شبان يافعون دون سن الـ٢١.
وفي هذا الصدد أصدر حداد مؤخراً رسالة موجهة للأهالي وأولياء الأمور، للفت إنتباههم إلى العواقب الخطيرة التي قد تواجه الأبناء في حال ارتكابهم لجرائم اللصوصية مثل سرقة بضائع المتاجر خلسة من على رفوف المحلات، إذ أن تهمة من هذا النوع عادة ما يكون عقابها الإعتقال ودفع غرامة وأيضاً إحتمال السجن إلا أن الشاب الصغير الذي يرتكب هذه الجنحة قد يدفع الثمن أكثر على المدى البعيد، فإذا تقدم مثلاً للحصول على وظيفة أو أراد الإنخراط في الجيش أو ملء طلب التسجيل في الكلية أو أراد الإنضمام إلى منظمة مدنية فإن الجريمة قد تلتصق بسجله العدلي إلى الأبد وتدفع الفرد إلى تقديم إيضاحات بشكل مستمر مما قد ينعكس سلباً على فرصه في الحصول على موقع أو عمل.
وأشار حداد إلى أن المدانين بهذا النوع من الجرائم عليهم تقديم «الإيضاحات» لسنوات طويلة قادمة… كما لفت الى أنهم قد يخسرون الكثير من الفرص لأن «الإنطباع الأولي مهم جداً ولحظة طيش واحدة وقرار سيء قد يدفعك الى الشعور بالندم العمر كله».
وبحسب بيانات شرطة ديربورن للعام ٢٠١٣، وقعت معظم جرائم سرقة المتاجر في ثلاث مناطق رئيسية في ديربورن هي: المجمع الواقع الى الشمال من شارع فورد قرب تقاطع ساوثفيلد والذي يحتوي على كبريات المتاجر العامة مثل «وولمارت» و«هوم ديبو»، ومجمع «فيرلاين مول»، إضافة الى سوق «مارلين ميدوز» الواقعة الى الجنوب من شارع فورد عند تقاطع ميركوري وتضم متاجر «بيست باي» و«تارغيت».
كحول ومخدرات.. ومقود سيارة!
ولكن السرقة ليست وحدها التي تهدد مستقبل المراهقين، إذ تقوم شرطة ديربورن يومياً بإعتقال سائقي سيارات من الشباب الصغار الذين يرتكبون جنحاً ومخالفات أثناء القيادة غالباً، وهم تحت تأثير الكحول أو بحوزتهم حشيشة الماريوانا أو أصناف أخرى من المخدرات أو العقاقير الطبية التي تحتاج الى وصفة طبيب، مما يحمل الشرطة في هذه الحالات الى اعتقال السائق وإحالته الى المحكمة.
وفي الحالات المذكورة، يعتقل «المخالف الراشد» ويتم إحضاره إلى دائرة الشرطة في ديربورن حيث يتم تصويره وأخذ بصماته وتوجيه التهم اليه، أما المخالفون تحت سن الـ١٦ فيعاملون معاملة الأحداث، إذ يسجن القاصر في زنزانة خاصة حتى حضور أهله لأخذه، وبعض الأحيان -إذا كانت المخالفة كبيرة- قد يتم نقل القاصر إلى سجن الأحداث.
المخالفون من الفئة العمرية ١٦ سنة ومافوق، يُطلب منهم دفع كفالة مالية نقدية من قبل طرف ثان قبل إطلاق سراحهم، والذين لا يقدرون على دفع الكفالة عليهم الإنتظار في زنزانة الدائرة حتى صباح اليوم التالي للمثول أمام محكمة المدينة، وفي بعض الأحيان ينتظر المخالفون أكثر من ذلك بسبب أيام العطلة ونهاية الأسبوع.
وتهم من هذا النوع قد تقلب الحياة اليومية للأشخاص المُدانين رأساً على عقب، حيث قد يتم وضعهم في إصلاحية أو يحكم عليهم بساعات طويلة من الخدمة الإجتماعية، كما في الغالب تفرض عليهم الرقابة (بروبايشن) بحيث يتوجب عليهم الخضوع لفحوص دورية لإثبات عدم تعاطيهم الكحول أو المخدرات مجدداً.
واتهام القاصرين لا يعفي الأهل من المسؤولية رغم عدم شيوع هذا الأمر، فالأهل أو الأوصياء القانونيون قد يتهموا حسب القانون بمخالفة «مسؤولياتهم الأبوية».
وتجدر الإشارة الى أن الشرطة على المستوى المحلي والمقاطعات والولاية تقوم بتكثيف الدوريات لملاحقة السائقين المخمورين ضمن حملة مموّلة فدرالياً تستمر لغاية 7 نيسان (أبريل) المقبل بمناسبة حلول الربيع.
وقالت شرطة ميشيغن في بيان لها إن ضباطاً من 144 دائرة شرطة في 26 مقاطعة (بينها وين وأوكلاند وماكومب) يشاركون في الحملة.
وفي رسالته، طلب حداد من الأهالي أن يشجعوا أولادهم على إتخاذ قرارات إيجابية في حياتهم، في مسعى لتقليص عدد المراهقين والشبان الصغار الذين يرتكبون جرائم، وقال في ختام رسالته «أنا أطلب مساعدتكم، في مهمة تثقيف الشباب ليصبحوا مواطنين جيدين ويتخذوا قرارات حياتية صائبة، وعلينا جميعاً أن نكون بقدر التحدي عبر تطوير ميزات إيجابية لليافعين بوسائل النصح والإرشاد وبرامج ما بعد دوام المدرسة» .
وختم حداد رسالته للأهالي بالقول «أود أن أشكركم على دعمكم المتواصل واستثماركم بجعل حياة شبابكم أفضل ما يمكن». وبالرغم من ارتفاع جرائم السرقة في ديربورن، إلا أن «الجرائم الرئيسية» التي تشمل القتل والسطو واقتحام المنازل وسرقة السيارات والحرائق المفتعلة، هبطت خلال العام الماضي بنسبة ٩,٥ بالمئة مقارنة بالعام ٢٠١٢.
Leave a Reply