ديربورن هايتس – قدّم قائد شرطة ديربورن هايتس جيرود هارت إحاطة شاملة حول الأوضاع التي آلت إليها الدائرة –بعد 13 شهراً من توليه المنصب– تسير في «الاتجاه الصحيح»، وبما ينسجم مع تطلعات الحكومة المحلية وسكان المدينة الذين يناهز عددهم 63 ألف نسمة.
القائد الـ15 في تاريخ الدائرة، أكّد في مقابلة مع صحيفة «برس آند غايد» بأن جهوده تركزت–منذ اليوم الأول على توليه مهام القيادة خلفاً لقائد الدائرة السابق مارك مايرز– على تطوير دائرة الشرطة ودعم عناصرها، إلى جانب بناء الثقة ونشر التغيير الإيجابي في المدينة.
وقال هارت: «باعتباري متخصصاً في إنفاذ القانون، وبخبرة تزيد عن 30 عاماً، فإن تركيزي المباشر ينصبّ على ضمان سلامة الجمهور، وتقييم خدمات العملاء داخل وخارج الدائرة، وبناء الثقة مع الموظفين وأفراد المجتمع».
وكان رئيس بلدية ديربورن، بيل بزي، قد بادر إلى إجراء تغييرات مفصلية في قسم الشرطة، أسفرت عن تعيين مفوض للسلامة العامة في شهر كانون الثاني (يناير) 2022، وأتبعه بعد نحو شهر بإعفاء قائد الشرطة السابق مارك مايرز وتعيين هارت بديلاً عنه، لمساعدة الدائرة على تحسين أدائها وحل مشاكلها التي تثير شكاوى السكان وانتقاداتهم، بالتزامن مع التجاذبات والمناكفات السياسية والقانونية التي لم تغب عن أروقة البلدية طيلة السنوات السابقة.
وتمكن هارت من إنجاز بعض الإصلاحات المرجوة في الدائرة التي تضم أكثر من 100 شرطي وموظف، بدعم من رئيس البلدية الذي وافق على عدم «تسييس» قسم الشرطة تحت إدارة هارت، الذي يتمتع بالعديد من الخبرات الميدانية والإدارية والقيادية.
وتشمل خبرة هارت المهنية 26 عاماً من الخدمة مع دائرة شرطة مدينة نوفاي، حيث خدم في أقسام الدوريات والتحقيقات، وتقلد منصب مساعد قائد الدائرة بين عامي 2012 و2017، قبل أن يتولى مهمة قيادة الدائرة حتى عام 2022.
وأوضح هارت بأن الأشهر القليلة الأولى كانت صعبة للغاية، حيث اعتقد الكثير من الضباط بأنه «أخذ دورهم» كقائد للدائرة التي ترأسها العديد من القادة السابقين، ممن تمت ترقيتهم خلال خدمتهم لدى شرطة ديربورن هايتس، والذين كان مايرز واحداً منهم.
وفي هذا السياق، قال هارت: «لم يكن الأمر يعني بأن ذلك الشخص سوف يبقى في منصبه لو لم أتسلم هذه الوظيفة، كانوا سيبدلونه في جميع الأحوال»، في إشارة إلى مايرز، متابعاً بالقول: «لا أريد أن أرخي بظلالي على الإدارة السابقة، هذه ليست وظيفتي، ولكن كانت هنالك مبادئ إدارية غير كفوءة وغير معاصرة».
وأكد هارت بأنه على «توافق تام» مع رئيس البلدية، وقال: «لا أريد التحدث عن أي شخص بشكل سيء.. أنا أدير دائرة الشرطة، هذا صحيح، ولكن يجب أن أحصل على موافقة رئيس البلدية لإنجاز أمور معينة».
وفي ديربورن هايتس التي تحتفل بالعيد الـ60 على تأسيسها كـ«مدينة»، في 8 نيسان (أبريل) الجاري، ذكر هارت بأنه صبّ جهوده على تحسين وتحديث برامج التوظيف والبروتوكولات والتكنولوجيا، لحل المشاكل المتقادمة في الدائرة، منوهاً بأنه «لم يتم تحديث الكثير من الأوضاع منذ عدة سنوات عديدة»، مشدداً على أنه تمكن من تدوير عجلة الإصلاح بالتعاون مع مفوض السلامة العامة، الراحل جوزيف توماس، الذي توفي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ما اضطره لإكمال المهمة بمفرده.
وأشار هارت إلى أن بزي عزم على تعيين بديل عن توماس، غير أنه تمكن من إقناعه بتجيير الموارد المرصودة لتوظيف مفوض جديد بطريقة «أفضل»، واستثمارها في استحداث وظيفتين جديدتين، وهو ما وافق عليه رئيس البلدية اللبناني الأصل، الذي قام في كانون الثاني (يناير) الماضي بتعيين كل من بول فاندربلو كمدير لـ«خدمات الدعم»، وكيفن سووپ كمدير لـ«عمليات الشرطة» لمساندة هارت في ترقية دائرة شرطة ديربورن هايتس.
وقال هارت إن فاندربلو وسووپ، اللذين تم توظيفهما في 9 يناير المنصرم، ساهما على الفور في تولي المهام الموكلة إليهما، بسبب خبرتهما الطويلة في مجال إنفاذ القانون، مؤكداً بأنهما «جلبا الكثير من الخبرات، وهما من أكثر الأشخاص المؤهلين لتولي مثل هذه الأدوار في دائرتنا»، بحسب تعبيره.
وأفاد هارت بأن بعض المشكلات التشغيلية تتمثل بالعقود المبرمة مع الموظفين ما يسمح للضباط بالتغيب بداعي المرض لمدة 11 يوماً حتى بدون تقديم إحالة من الطبيب، لافتاً إلى أنه صادف في إحدى المرات شرطياً يقضي أوقاتاً ممتعة مع عائلته. وقال هارت: «عندما عدت في اليوم التالي إلى الدائرة، تفحصت سجل ذلك الشرطي فاكتشفت بأنه اعتذر عن الدوام متذرعاً بالمرض»، مضيفاً: «مثل هذه الأمور لا تناسبني، لدينا بالفعل مشكلة توظيف، وكذلك لدينا بعض العناصر الذين يسيئون استخدام النظام ويسببون لنا مشاكل إضافية».
ولفت هارت إلى أنه اضطر في إحدى المناسبات إلى العودة لدائرة الشرطة في الساعة الثانية صباحاً لكي يقوم بنفسه ببعض الدوريات في شوارع المدينة، وذلك بسبب نقص أعداد الضباط المناوبين، موضحاً بأن بعض العناصر يتذرعون –أحياناً– بإصلاح المركبات أو تغيير الزيت أو تبديل العجلات، ويمضون أوقاتهم بالانتظار في ورشات التصليح بدلاً من إتمام الواجبات الملقاة على عواتقهم، وقال: «أعتقد بأن السكان يتوقعون أن يقوم الضباط بواجباتهم».
كذلك، أوضح هارت بأن «التغيير» عملية صعبة وشاقة للغاية، وقال: «لست هنا لإنجاز التغيير من أجل التغيير، وإنما أفعل ذلك عندما يكون الأمر ضرورياً»، منوهاً بأنه سارع إلى إجراء بعض الإصلاحات المستعجلة في مرافق دائرة الشرطة، وكذلك في مبنى محكمة ديربورن هايتس، حيث تم ترميم ثقب أحدثته رصاصة أطلقها أحد العناصر في عام 2015.
وقال هارت: «حدث ذلك الثقب عندما اضطر أحد الضباط لاستخدام مسدسه ليحول دون هروب أحد الموقوفين من قاعة المحكمة، وقد تلقينا الشكر على ذلك، لأنه كان تذكيراً يومياً للموظفين بأن الأحداث السيئة يمكن أن تتكرر»، مضيفاً: «هذه الأمور البسيطة من شأنها أن ترفع الروح المعنوية هنا».
وفي سياق آخر، أثنى هارت على قيام الدائرة بتوظيف العناصر الشابة، قائلاً إن ضباط الشرطة «الأصغر سناً» يأتون بالوسائل والأساليب الجديدة إلى الدائرة. وأكد بأن معنويات فريقه آخذة في الارتفاع، مضيفاً بأن «هؤلاء الضباط هم مستقبل الدائرة، ومن المهم أن يكونوا سعداء ويريدون البقاء في المدينة».
كذلك، أشار هارت إلى أن ديربورن هايتس باشرت في الآونة الأخيرة بتشغيل منصة تنبيهات عامة من شأنها أن تسمح لمختلف أقسام البلدية بإرسال إشعارات الطوارئ والمعلومات المهمة إلى السكان بشكل اختياري ومجاني.
وكان مجلس ديربورن هايتس قد وافق على إبرام عقد لمدة ثلاث سنوات مع شركة «أونسولف» للاتصالات لتزويدها بنظام «كود ريد» CodeRED مقابل حوالي عشرة آلاف دولار سنوياً بمجموع 30 ألف دولار تقريباً.
وأفاد هارت في مقابلة سابقة مع «صدى الوطن» بأن استخدام «كود ريد» لن يقتصر حصراً على قسم الشرطة بل يمكن لجميع أقسام البلدية الاستفادة منه، كما يمكن للمشتركين اختيار نوع الرسائل النصية أو الصوتية التي يودون تلقيها بانتظام، سواء عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني.
ويتيح نظام الإشعار الجديد للسكان خيار الاشتراك في منصة الإخطار من عدمه وكذلك اختيار لغة التواصل المفضلة لديهم بالإضافة إلى خيار تحويل الرسالة النصية إلى صوتية وبالعكس.
Leave a Reply