ديترويت – فرّ ثلاثة من كبار تجّار المخدرات في ديترويت من وجه العدالة قبيل إصدار هيئة المحلفين لقرارها بإدانتهم يوم الإثنين الماضي، حسب ما ذكرت صحيفة «ديترويت نيوز».
ويرجع الفضل في الإيقاع بهذه العصابة والتي تضم تسعة آخرين للكاميرات الصغيرة المخفية التي ركبها سراً عملاء وكالة مكافحة المخدرات الفدرالية، فوق أعمدة الإنارة المنتشرة في محيط أوكار قادة الشبكة مثل المنازل والمخازن، التي كانوا يترددون عليها.
وقد سجلت الكاميرات لقطات بالفيديو لشحنات مخدرات بملايين الدولارات. والجدير بالذكر أن تركيب هذا النوع من كاميرات المراقبة لا يحتاج من العملاء اخذ اذن بذلك من اجهزة القضاء، ما دامت موضوعة في أماكن، لا يتوقع الناس فيها الحفاظ على الخصوصية، مثل الشارع العام.
مع الإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية الفدرالية تستخدم أسلوب كاميرات المراقبة السرية منذ ثلاثة عقود.
وكانت هذه اللقطات لعبت دوراً حاسماً في توجيه الإتهامات التي طالت زعيم «عصابة أصحاب الطرابيش» كارلوس باول و12 آخرين أوائل العام 2012. ويشكل هروب كارلوس باول وشقيقه أريك باول وصديقهما إرنست بروغ لطمة للجهود التي بذلها العملاء الفدراليون لمراقبة هؤلاء والقبض عليهم.
وكان محامي الدفاع عن أحد المتهمين الرئيسيين في هذه القضية مايكل رتاج قد طالب المحكمة بعدم الأخذ بلقطات الفيديو، قائلاً بأنها مجرد صور لا تثبت تورط المتهمين بتسليم شحنات المخدرات وإستلام ثمنها.
لكن العملاء الفدراليين إستندوا أيضاً إلى وسائل أخرى مثل المراقبة الشخصية والتفتيش ومراقبة اجهزة الإتصال ومراقبة التحركات بالمركبات.
وعادت لقطات كاميرات المراقبة لتشكل اللاعب الرئيسي في محاكمة باول هذا الشهر، حيث عرض الإدعاء للمحلفين لقطات لكارلوس باول وهو خلف منزله في شرق ديترويت في حزيران (يونيو) 2010، في الأثناء شوهد الرجل الثاني وهو يتوقف بسيارته من طراز «نيسان مورانو» ويدخل المنزل الكائن على شارع كونلي، وبعد لحظات وصل باول بشاحنته ودخل المنزل وهو يحمل حقيبة كبيرة، بعدها شوهد الرجل الثاني وهو خارج من المنزل وبيده أشياء قام بوضعها في الصندوق الخلفي لسيارته الرياضية قبل انطلاقه بها.
ثم ما لبث العملاء الفدراليون أن تبعوا سيارة «المورانو» على طول الطريق السريع «69» إلى تشارلوت وهناك قامت شرطة الولاية بتوقيفه.
وأثناء المحاكمة، سأل ممثل الإدعاء العميل الفدرالي إدوارد دونوفان: هل وجدت شيئاً غير عادي في السيارة؟
– رد دونوفان: نعم.. حجرة سرية، بل إن عملاءنا عجزوا عن فتحها لكننا عدنا وفتحناها بمنشار كهربائي.
– ممثل الإدعاء: وماذا وجدتم فيها؟
– رزم من المال بحوالي 259 ألف دولار.
ويعتبر كارلوس باول واحدا من أخطر تجار المخدرات في تاريخ ديترويت حيث أمكن للأجهزة الفدرالية على مدى سنوات من مطاردته مصادرة 66 باوند من الهيروين و12 كيلوغراماً من الكوكايين وألف باوند من الماريوانا و21 مليون دولار نقداً. وكان محامو الدفاع عن كارلوس باول زعموا في المحاكمة التي بدأت في العام 2012 بأن هذه الكاميرات كان فيها إنتهاك لخصوصية موكلهم.
Leave a Reply