واشنطن – دعا قادة أجهزة الاستخبارات الاميركية الاربعاء الماضي المستشار السابق في وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن الى إعادة الوثائق التي سرقها من هذه الوكالة ونشر بعضاً منها، مؤكدين أن ذلك يشكل «تهديداً خطيراً» للأمن القومي، في الوقت الذي يواصل «الجاسوس الروسي»، بحسب توصيف بعض المسؤولين تمسكه بالعفو الرئاسي قبل عودته الى الولايات المتحدة، وهذا ما ترفضه إدارة الرئيس أوباما.
![]() |
مؤيدون مناصرون للحقوق الدستورية يرفعون صورة سنودن في تظاهرة بالعاصمة واشنطن. |
أمنياً اعلن المدير الوطني للاستخبارات، جيمس كلابر، أثناء جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ «سنودن يؤكد أنه كسب وأن مهمته أُنجزت. إذا كان ذلك صحيحاً، اطلب منه ومن شركائه إعادة الوثائق المسروقة التي لم تنشر بعد لكي نحُول دون وقوع أي ضرر إضافي على أمن أميركا».
من جهته، أعلن مدير الاستخبارات العسكري، الجنرال مايكل فلين، أمام اللجنة نفسها أيضاً أن تصرفات ادوارد سنودن اللاجىء في روسيا، تطرح «تهديداً خطيراً على أمننا القومي».
من جانبه، قال سنودن لمحطة تلفزيون ألمانية إن هناك تقارير تفيد بأن مسؤولين أميركيين يريدون اغتياله بتهمة الخيانة العظمى. وأضاف سنودن لشبكة «أي أر دي» أنه يشعر بأن هناك «تهديدات خطيرة» لحياته لكنه قال إنه مع ذلك ينام جيدا لأنه يعتقد أنه فعل الشيء الصحيح بكشف أنشطة وكالة الأمن القومي.
وفي بداية المقابلة التلفزيونية التي أجريت في جناح فندق بموسكو واستمرت لست ساعات قال سنودن «ما زلت على قيد الحياة ولم أفقد القدرة على النوم لما فعلته لأنه كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله».
وأضاف «هناك تهديدات خطيرة لكنى أنام جيداً جداً». وأشار إلى تقرير على موقع إلكتروني أميركي قال انه نقل عن مسؤولين أميركيين ان حياته في خطر.
ونقل سنودن تهديدات ضده أطلقها مسؤولون أميركيون، «مثل أنهم يودون لو يطلقون رصاصة على رأسي أو تسميمي عند خروجي من المتجر ورؤيتي وأنا أموت اثناء الاستحمام».
وإدوارد سنودن عميل تقني لدى وكالة المخابرات المركزية، عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس «بريزم» إلى الصحافة بعد خدمته لمدة ستة أشهر في قاعدة للوكالة بولاية هاواي تمكن خلالها من تسريب عدد غير معروف من الوثائق السرية التي لا يزال يحتفظ بالكثير منها.
لا عودة إلى أميركا من دون عفو
وقالت محامية سنودن إن موكلها على استعداد لأن يبحث مع وزير العدل إريك هولدر مسألة عودته الى الولايات المتحدة، لكن بشرط وجود ضمانات للعفو عنه، وهذا ما يرفضه هولدر «طالما أنه لم يفعل شيئاً تسبب بضرر». وقالت المحامية جيسلين راداك إنها سعيدة بالتصريحات التي أشار فيها هولدر الأسبوع الماضي إلى عزمه التحدث مع محامي سنودن للتفاوض بخصوص عودته من موسكو، لكنها أوضحت أن موكلها سيحتاج إلى حماية أفضل.
وقالت راداك في تصريحات أدلت بها الأحد لمحطة «أن بي سي» عبر الاقمار الصناعية من موسكو «يبدو أن هولدر استبعد الرأفة والعفو من على طاولة التفاوض، وهذا أمر لا يشجع كثيراً».
وتابعت المحامية، «ولكن لم يتم الاتصال بأي منا بعد، بشأن بدء المفاوضات». وكان هولدر قال في مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيونية إن أي عفو عن سنودن غير وارد. وقالت راداك إن سنودن يعاني بالفعل بسبب إلغاء جواز سفره الأميركي، وأضافت «لقد عوقب بالفعل ونحن إن كنا سعداء بالحوار والتفاوض فإنه لن يعود ويواجه الملاحقة القضائية بتهمة التجسس».
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما)، ألكسي بوشكوف، إن روسيا سوف تمدد فترة اللجوء المؤقت الممنوحة لسنودن، ولن تحاول إعادته إلى الولايات المتحدة.
Leave a Reply