تاوس – في قرار أثار صدمة في الولايات المتحدة، رفضت قاضية في ولاية نيو مكسيكو باحتجاز خمسة متهمين باستغلال الأطفال، بعد العثور على ١١ طفلاً في حالة صحية سيئة داخل معسكر غامض في منطقة نائية في شمال الولاية..
وأمرت القاضية سارة باكوس بالإفراج عن المتهمين بكفالة تواقيعهم، لاعتبارها إن الإدعاء فشل في إثبات أن المتهمين يشكلون خطراً محدداً على المجتمع، لذلك اكتفت بوضعهم رهن الإقامة الجبرية، وإلزام كل منهم بارتداء سوار فيه جهاز تتبع، وهو ما أثار موجة سخط وتهديدات للقاضية بسبب تسامحها مع المتهمين رغم خلفيتهم الإسلامية المتشددة والطقوس الغريبة التي يمارسونها، إلى جانب زعم الادعاء بأنهم يدربون الأطفال لتنفيذ هجمات على المدارس ومؤسسات عامة أخرى.
والمتهمون هم سراج وهاج نجل إمام بارز في نيويورك وشقيقته وزوجته وصهره، وقد احتجزوا أطفالهم داخل المجمع في ظروف صحية سيئة.
واتهم الادعاء العام وهاج بتدريب طفل –على الأقل– من بين المجموعة على كيفية استخدام الأسلحة النارية بهدف القيام بعملية قتل جماعي في مدرسة. وقد عثرت الشرطة على العديد من الأسلحة وعلى منطقة تدريب على إطلاق النار في المعسكر، ولكن القاضية أكدت أن مزاعم الادعاء غير موثقة بأدلة كافية.
ورغم الإفراج عنه في هذه القضية، ظل سراج وهاج قيد الاحتجاز لاتهامه في قضية خطف ابنه عبد الغني الذي كان يبلغ من العمر أربعة أعوام. وعثرت السلطات على رفات الطفل داخل المجمع، وقد تبين أنه توفي خلال طقوس دينية كانت تهدف إلى طرد الجن من جسده، بحسب الادعاء العام.
وقال المدعي جون لوفليس إن جسد عبد الغني وهاج غسل عدة مرات ولف بأغطية قبل دفنه في مجمع خارج مدينة تاوس.
وعثر على وهاج وأختيه حجرة وسبحانة، إلى جانب زوجته جيني ليفيل والمتهم لوكاس مورتن مع الأطفال في المجمع. ويواجه كل منهم 11 تهمة إساءة لطفل، وقد دفعوا جميعاً ببراءتهم.
وقال العميل في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) ترافيس تيلور إن الأطفال أبلغوا السلطات بأن الزوجة ليفيل كانت تجري طقوساً غريبة وإنها وراء قرار نقل الأسرة من ولاية جورجيا إلى نيو مكسيكو حيث عبر سكان في المنطقة التي انتقلوا إليها عن قلقهم للسلطات من وجود المجمع.
وأضاف تيلور أنه «عند طرد الجن من جسد عبد الغني، كان المتهمون يتوقعون أن سيصبح المسيح وسيحدد لهم المؤسسات التي ينبغي استهدافها مثل المدارس وقوات إنفاذ القانون والمؤسسات المالية».
وأوضح أن عبد الغني خضع لتلك الطقوس على مدى أيام لوقت غير معروف، مشيراً –نقلاً عن إفادات الأطفال التي لم تأخذها القاضية على محمل الجد– إلى أن الطفل كان يفقد الوعي خلالها وتوقف قلبه عن الخفقان ثم نقل بعد تدهور صحته إلى نفق تحت المجمع حيث عمل اثنان من البالغين على غسل جسده مرتين في اليوم.
وكان البحث عن الطفل المفقود قد أوصل السلطات إلى المجمع، إذ كان الأب مطلوباً في ولاية جورجيا لشكوك بخصوص خطف ابنه.
وقالت والدة عبد الغني إنها رأته آخر مرة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في غانزبورو بولاية جورجيا، عندما قال سراج وهاج إنه سيتوجه مع ابنهما إلى منتزه، ولم يعودا قط.
والجدير بالذكر أن والد سراج وهاج يحمل الاسم نفسه وهو إمام مسجد معروف في بروكلين. وكان «متآمراً غير متهم»، في التخطيط لتفجير برج التجارة العالمي عام ١٩٩٣.
Leave a Reply