هامترامك
بعد تعرضها لحملة انتقادات واسعة ودعوات إلى الاستقالة، تقدمت قاضية محكمة مدينة هامترامك، ألكسيس كروت، باعتذار علني عن معاملتها القاسية لمهاجر بنغالي مسنّ لم تتردد في توبيخه وتهديده بالسجن بسبب عدم الاعتناء بواجهة منزله، رغم علمها بإصابته بمرض السرطان.
ورغم اعتذارها، أصر مجلس بلدية هامترامك على إصدار قرار بتوبيخ القاضية كروت، بسبب «تشويهها لصورة المدينة».
وكانت كروت قد أبدت ندمها الشديد، بالقول: «ارتكبت خطأً وتصرفت بشكل مفرط، وأنا أشعر بالحرج الشديد لأنني فعلت ذلك»، مؤكدة أنها قدمت شكوى ضد نفسها أمام لجنة تأديب القضاة في ميشيغن، رغم أنها ليست ملزمة قانونياً بفعل ذلك.
وأضافت: «أعتذر للشخص الذي مثل أمامي ولمجتمعنا بأكمله لفشلي في تلبية المعايير العالية التي نتوقعها من المسؤولين القضائيين، والتي أتوقعها من نفسي».
وتابعت: «لم يكن لدي أي واجب قانوني لإبلاغ اللجنة عن سلوكي. لكنني فعلت ذلك لأنه، مثل الاعتذار للمجتمع، كان الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله».
وكانت كروت قد وبخت المدعو برهان تشودري (72 عاماً) أثناء مثوله أمام «المحكمة 31» عبر الفيديو، بسبب عدم قص الأعشاب النامية في فناء منزله خلال الصيف الماضي، وفرضت عليه غرامة بقيمة مئة دولار.
وقالت القاضية لتشودري أثناء الجلسة التي عقدت في 10 كانون الثاني (يناير) الجاري: «إذا كان بإمكاني إرسالك إلى السجن، لفعلت»، مضيفة: «هذا معيب، عليك أن تخجل من نفسك». ورغم اطلاعها على حالته الصحية الحرجة، واصلت القاضية تأنيب تشاودري قائلة بازدراء: «إن سكان الجوار ليسوا مضطرين لمشاهدة هذا المنظر».
وقبل يوم واحد من صدور اعتذار كروت، كان نحو 230 ألف شخص قد وقعوا عريضة إلكترونية عبر موقع change.org تطالب بتنحية القاضية التي عُيّنت في منصبها عام 2016 وتم انتخابها شعبياً عام 2018، حين خاضت السباق من دون منافسة.
غير أن اعتذار كروت لم يساهم في تهدئة عاصفة الانتقادات ضد كروت، حيث وقع أكثر من 20 ألف شخص على العريضة الإلكترونية في غضون اليوم التالي من بيانها. كما طالب ممثل هامترامك في مجلس نواب الولاية، أبراهام عياش، عن تقديم شكوى إلى لجنة نزاهة القضاء، ضد كروت التي وصف سلوكها بـ«الفظيع».
وقال عياش: «الناس السود والسمر وأولئك الذين يتحدثون الإنكليزية كلغة ثانية غالباً ما يتحملون وطأة هذا النوع من المعاملة في النظام القضائي». وأضاف «هناك قلق بشأن هذا النمط من السلوك الذي يحتاج إلى معالجة».
وحضر عياش، يوم الثلاثاء الماضي، الاجتماع الدوري لمجلس بلدية هامترامك، حيث أعاد طرح المسألة مطالباً بمحاسبة القاضية كروت.
وفي السياق، أصدر أعضاء المجلس بنتيجة 5–0 قراراً بتوبيخ كروت لتشويهها صورة هامترامك، وتحذيرها من الإدلاء بمثل هذه «التصريحات المتحيزة وغير الحساسة في المستقبل».
وجاء في قرار التوبيخ أن اعتذار القاضية «لن يمحو الأذى الذي تسببت به لمجتمع المدينة أو الحاجة إلى محاسبتها».
بدوره، قال رئيس البلدية، عامر غالب، إنه تلقى سيلاً من رسائل البريد الإلكتروني من هامترامك وخارجها، تطالب باتخاذ إجراء تأديبي ضد قاضية المدينة، لافتاً إلى أن قرار التوبيخ «هو أقصى ما يمكننا القيام به في مجلس المدينة والبلدية».
Leave a Reply