ديترويت – «صدى الوطن»
أصدر قاضٍ فدرالي يوم الثلاثاء الماضي قراراً نادراً بوقف ترحيل أب عربي أميركي لأربعة أولاد ويسكن في مدينة آناربر رغم سجله العدلي الجنائي، والذي أصبحتْ قضيته تتويجاً للنقاش المحموم الدائر حول قوانين الهجرة في الولايات المتحدة.
فقد حكم قاضي الهجرة ديفيد باروش لصالح إبقاء البطاقة الخضراء (غرين كارد) مع يوسف عجين، وهو مهاجر أردني مسلم، كويتي المولد، كان قد اعتقل في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، على الرغم من سجله الجنائي غير العنفي وذلك لأن عائلته سوف تعاني من «مشقات كبيرة» لو تم ترحيله إلى الأردن.
واستُقبِل القرار القضائي بعد صدوره بهتافات وزغاريد في غرفة الانتظار خارج مبنى ماكنمارا الفدرالي وسط ديترويت، حيث تجمعت عائلة وأنصار عجين. كما تعالت أهازيج حوالي 100 شخص احتشدوا خارج المبنى وهم يهتفون ويرفعون لافتات مؤيدة للهجرة.
وقالت ممثلة الادعاء الفدرالي إن الحكومة الأميركية لن تقوم باستئناف قرار المحكمة بعد أن أبلغ القاضي عجين بأن «القرار نهائي» و«يمكنك البقاء».
واستدرك القاضي بالقول إن إعفاءات الترحيل نادراً ما تُمنَح للمهاجرين غير الشرعيين من أصحاب السوابق، «لكن خرقك للقانون حصل منذ فترة طويلة وعائلتك ستعاني المشقة».
وأضاف موجهاً كلامه عبر خدمة البث المباشر إلى عجين في سجنه، قائلاً «إذا عدت إلى هنا مرة أخرى، فالأمور سوف تتغير تماماً. عندها سيكون احتمال حصولك على إعفاء من الترحيل ضئيلاً جدَّاً، أنت لا تريد أن تختبر هذا مرة أخرى».
عجين الذي أدلى بشهادته مباشرةً من سجن مقاطعة كالهون في مدينة باتل كريك (جنوب غربي ميشيغن)، قال للقاضي «لن أفعل. أنا لست مجنوناً».
زوجة عجين، سهام عمر، بكت بعد صدور القرار وأعربت عن فرحتها الشديدة.
وكان عجين قد هاجر إلى الولايات المتَّحدة في عام 1999 وتزوج من سهام وأنجب منها ابناً وثلاث بنات، وجميعهم يحملون الجنسية الأميركية باستثنائه.
وتم اعتقال عجين في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، إثر ذهابه إلى دائرة الهجرة في ديترويت بهدف إجراء تسجيل روتيني، حيث تم القبض عليه من قبل العناصر تمهيداً لترحيله.
سوابق
واستغرقت جلسة محاكمة عجين برئاسة القاضي باروش ساعتين استمع خلالها لشهادة من عجين عن ماضيه الجنائي، وتفاصيل عن تاريخ عمله وعن عائلته، بما في ذلك حالة ابنه المعاق البالغ 15 عاماً المصاب بعوارض «كورنيليا دي لانج»، والذي يتطلب عناية طبية صارمة على مدار 24 ساعة. وكان قد أدين عجين مرَّتين بارتكاب جرمين في ميشيغن، في عامي 2001 2003. في الحالة الأولى، اقر بذنب ارتكاب معاملات مالية غير قانونية وسرد في المحكمة انه وجد محفظة خلال دوام عمله في مستشفى وكان في داخلها 10 دولارات وبطاقات ائتمان استخدمها في شراء سجائر وبيرة وزجاجة عطر من متجر «مايرز». وكان قد حُكم عليه بوضعه تحت الرقابة (بروبايشين) وتغريمه حوالي 1500 دولار.
في القضية الثانية، أقر بأنه مذنب بجرم الغش التجاري في متجر «تشيلسي ستور» حيث استخدم صندوق المحاسبة الذاتي لدفع ثمن مشترياته، فدفع ثمن حليب الاطفال، ولكن لم يدفع ثمن أغراض أخرى، وقد حُكم عليه بوضعه تحت المراقبة (بروبايشين) مع غرامة.
وعندما سأله محاميه كريستوفر ڤريلاند، لماذا ارتكب هاتين الجريمتين، أجاب عجين «إنه أمرٌ محرج، وأنا اشعر بالخجل من نفسي. … أنا أعلم أن هذا خطأ».
وسأل القاضي عجين وزوجته حول ما سيحدث اذا تم ترحيل رب الأسرة من سيرعى ابنهما المعاق الذي هو غير قادر على النطق وبحاجة للمساعدة في تناول الطعام والاغتسال؟
وردت سهام عمر بأن زوجها هو المعيل الأوحد للأسرة وأنها حصلت على عمل غير مجنٍ بعد يومين من اعتقال زوجها. وعن صفات زوجها الأبوية خلصت عمر إلى القول إنه «أبٌ حنون وهو إنسان جيد ورجل مرح يحب الجميع».
Leave a Reply