صخر نصر
لم تكد دماء الرجل الذي وقع ضحية انهيار الجسر الواقع على (ساوثفـيلد وجوي) قد جفت بعد، حتى بدأت مؤشرات خطورة انهيار جسور أخرى فـي ولاية ميشيغن وبالتحديد ضمن مدينة ديترويت.
قبل أيام كنت على الطريق السريع (94) متجها إلى شرق ديترويت وبالقرب من المخرج 213 بدأ الازدحام المروري شيئا فشيئا وبدأت السيارات بخفض سرعاتها حتى وصلت إلى أقل من عشرين ميلا بالساعة ثم مالبثت حركة السير أن توقفت تماما للحظات وعادت للانطلاق مجددا لكن ببطء شديد, كنت أراقب السيارات المارة بالاتجاه المعاكس والتي لم تكن أمامها اية معوقات فوقع نظري على قاعدة جسر يمر من فوق الطريق السريع وأذهلتني رؤية التشققات الواضحة تماما فـي أعلى العمود الحامل وقلت فـي نفسي لعل هذه التشققات خارجية وهناك من يتابع هذه الجسور ويتفقد جاهزيتها سيما وان الامر يتعلق بالسلامة العامة والمعنيون هنا فـي ميشيغن كما فـي غيرها من الولايات الأميركية متشددون جدا بمسائل السلامة العامة المنزلية فكيف إذا كانت السلامة العامة تتعلق بجسر وعلى طريق رئيس تعبره آلاف السيارات كل يوم.
تحرك السير قليلا لننتقل إلى تحت جسر آخر والغريب فـي الأمر أن الجسر الثاني ليس متشققا فحسب وانما تساقطت منه كتل إسمنتية كل واحدة منها بحجم بطيخة واستقرت قرب قاعدته فـيما بدت التشققات الأخرى واضحة للعيان ولاتحتاج إلى كثير من التدقيق ليلحظها أي انسان يتوقف قربها.
ربما الصدفة وحدها جعلتني ألحظ هذه المسألة عند توقفـي تحت الجسر العملاق والذي تعبره عشرات الآف من السيارات وبعضها من الشاحنات الكبيرة جدا والتي يزيد عدد عجلاتها عن الأربعين وتحمل أكثرمن خمسين طنا والتي تسبب خطورة على الجسر المذكور وعلى من يكون فوقه وعلى الذين تحته على الطريق السريع(94).
لست مهندس جسور ولا مهندس مبانٍ لكنني أدرك تماما خطورة ظهور تشققات فـي جسم هياكل بيوتنا أو أن تتساقط منها قطع وهذا يعني بالدليل القاطع أن الجسر معرض للانهيار أو على الاقل لسقوط جزء منه وهذا ما سيسبب كارثة كبيرة وقد تكون نتيجة انهيار جسر على ساوثفـيلد قبل أشهر قد تسببت فـي مصرع رجل واحد وأعتقد أنه (لاقدر الله) فـي حال انهيار أحد هذه الجسور على الطريق السريع قد تكون كارثية فالطريق السريع مزدحم طيلة الوقت والجسر مزدحم أيضا وبشكل دائم.
يبدو أن مسألة صيانة الجسور فـي ميترو ديترويت مسألة جانبية لاتعني البلديات ولا حاكم ولاية ميشيغن بدليل أن أحدا لم يشهد حتى هذه اللحظة ومنذ سنين طويلة دهان جسر واحد فالجسور المعدنية يعلوها الصدأ ويشوه معالمها ولم يبق من بعضها إلا طبقات من المعدن بعد أن ساهمت العوامل الطبيعية فـي إزالة الدهان وبقي الحديد الصلب يقاوم الرطوبة وقساوة الطقس فـي ميشيغن, وربما تكون تلك الطرق والجسور العملاقة فدرالية ولا علاقة للولاية ولاالبلديات بصيانتها، ولكن هذا لايعني أن يتم اهمالها بهذا الشكل
الفظيع والذي يهدد بكارثة من نوع ما وعندها نتحسر ونقول ياليت.
Leave a Reply