لندن – قدراتنا العقلية تبدأ في الاضمحلال عند سن 45، أي قبل أكثر من عقد كامل مما كان متوقعا. هذا ما كشفته دراسة كبيرة أُجريت على الموظفين المدنيين في الحكومة البريطانية.
وكانت دراسة سابقة قد أشارت إلى أن الأداء الإدراكي، الذاكرة والاستدلال ومهارات الفهم، لا تبدأ في التدهور قبل الستين.
لكن إذا ثبتت البداية السابقة فإن هذا يمكن أن يكون إشارة تحذيرية إلى الإصابة بمرض الخرف الذي يُعتقد أنه سيصبح التحدي الصحي الكبير للقرن الـ21.
وقد كشفت الدراسة التي أجريت على الموظفين المدنيين بالحكومة البريطانية قبل عشر سنوات، أن من بين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و49 سنة في بداية الدراسة كان هناك تراجع بنسبة 3,6 بالمئة في الاستدلال العقلي بين كلا الجنسين على مدار السنوات العشر التالية. ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و70 عاما تزايد التراجع إلى 9,6 بالمئة بين الرجال و7,4 بالمئة بين النساء على مدار العقد التالي.
كما تأثر الأداء في الاستدلال والذاكرة والطلاقة الشفهية. لكن مجموع المفردات اللغوية لم يتأثر.
وأظهرت نتائج الدراسة أهمية التحرك المبكر لدرء الارتكاس العقلي السابق لأوانه. وقالت أرشانا سينغ مانوكس، التي قادت الدراسة التي أجراها مركز بحوث الصحة السكانية في فرنسا والكلية الجامعية في لندن، إن النظام الغذائي والتدخين والرياضة البدنية كلها أمور مهمة لأن الدليل الظاهر هو أن “الشيء الجيد لقلوبنا جيد أيضا لعقولنا”. وأنشطة وقت الفراغ مهمة أيضا كلعب الشطرنج وحل الكلمات المتقاطعة وما شاكل ذلك لأنها تشحذ الذاكرة.
وتعقيبا على الدراسة المذكورة قالت خبيرة أميركية في هذا المجال إن الدراسة لها دلالات عميقة لمرض الخرف حيث تشير إلى أن جهود الوقاية من هذا المرض قد تحتاج إلى تبكير البدء فيها بين البالغين الذين لا تتجاوز أعمارهم 45 سنة.
Leave a Reply