ديترويت
أجريت يوم الثلاثاء الماضي التصفيات الحزبية لجميع دوائر ميشيغن الـ13 في مجلس النواب الأميركي، والتي أسفرت عن هزيمة نائبين حاليين، هما: الديمقراطي التقدمي آندي لفين في مقاطعة أوكلاند (الدائرة 11)، والجمهوري التقليدي بيتر ماير في منطقة غراند رابيدز (الدائرة 3)، بينما ارتفعت أسهم مرشحين من خارج الكونغرس للفوز بالجولة النهائية المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
والجدير بالذكر أن عدد مقاعد ميشيغن في مجلس النواب الأميركي قد تم تخفيضه من 14 إلى 13 مقعداً بموجب نتائج الإحصاء السكاني لعام 2020، والذي تمت على أساسه إعادة ترسيم الخرائط الانتخابية في الولاية، نهاية العام الماضي.
وبعد هزيمة كل من لفين وماير، وتقاعد كل من الجمهوري فرد أبتون، والديمقرطية برندا لورنس، سيواصل عشرة نواب حاليون فقط –من أصل 14 يمثلون ميشيغن حالياً– مساعيهم للاحتفاظ بمقاعدهم في الكونغرس في انتخابات نوفمبر المقبل، وذلك بواقع خمسة ديمقراطيين وخمسة جمهوريين.
سباقات الديمقراطيين
باستثناء لفين، تمكّن جميع النواب الديمقراطيين الحاليين الساعين لإعادة انتخابهم، من التأهل إلى جولة نوفمبر، وهم: ديبي دينغل (الدائرة 6) إليسا سلوتكين (7)، دان كيلدي (8)، هايلي ستيفنز (11) ورشيدة طليب (12).
وكانت طليب وستيفنز، المرشحتين الوحيدتين اللتين اضطرتا إلى خوض معركة جدية للفوز بترشيح الحزب الأزرق بينما تأهل بقية النواب الخمسة دون منافسة.
وعلى ما يبدو فإن رجل الأعمال الهندي الأصل، شري ثانيدار، سيكون الوجه الديمقراطي الجديد في مجلس النواب الأميركي، بعد فوزه العريض –يوم الثلاثاء الماضي– في «الدائرة 13» المحسومة سلفاً للديمقراطيين.
ثانيدار الذي أنفق ملايين الدولارات من ماله الخاص على حملته الانتخابية، حصل على 28.3 بالمئة من الأصوات (22.5 ألف صوت)، مقابل 23.5 بالمئة لأقرب منافسيه، السناتور في مجلس ميشيغن التشريعي، آدم هوليير.
وجاءت في المركز الثالث المرشحة التقدمية بورشيا روبرسون بحوالي 17 بالمئة، يليها جون كونيرز الحفيد (8.5 بالمئة) وشيري داي–داغنوغو (8.2 بالمئة) وشارون ماكفايل (6.4 بالمئة).
وسيواجه ثانيدار في نوفمبر المقبل، المرشح الجمهوري مارتل بيفينغ الذي لا يملك أية حظوظ فعلية للفوز في الدائرة التي تضم معظم مدينة ديترويت والضواحي المحيطة في مقاطعة وين.
كذلك يراهن الديمقراطيون على إمكانية انتزاع «الدائرة 10» التي تعتبر الأكثر تأرجحاً في ميشيغن، معولين على المرشح كارل مارلينغا الذي فاز، يوم الثلاثاء الماضي، بسباق خماسي عن الدائرة التي تضم كبرى مدن وبلدات مقاطعة ماكومب بالإضافة إلى مدينتي روتشستر وروتشستر هيلز في مقاطعة أوكلاند المجاورة.
وحصل مارلينغا على حوالي 48 بالمئة من أصوات الناخبين (33 ألف صوت) متفوقاً على روندا باول (16.7 بالمئة) وأنغيلا روغنينسوس (13.9 بالمئة) وهويدا عرّاف (13 بالمئة) وهنري يانيز (8.6 بالمئة).
لكن مهمة مارلينغا لن تكون سهلة على الإطلاق بمواجهة المرشح الجمهوري القوي، جون جيمس، الذي فاز بالسباق التمهيدي للجمهوريين، حاصداً أكثر من 63 ألف صوت مقابل 10 آلاف صوت لمنافسه توني ماركينكويتز.
سباقات الجمهوريين
باستثناء ماير الذي هُزم على يد المرشح جون غيبز –المدعوم من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب– تمكّن جميع النواب الجمهوريين الساعين للاحتفاظ بمقاعدهم عن ميشيغن، من اجتياز الجولة التمهيدية.
وفي السباق المحموم على «الدائرة 3» التي تضم مقاطعات كنت وماسكيغون وأوتاوا وتميل تقليدياً للجمهوريين، حصل غيبز على 54 ألف صوت مقابل 50 ألفاً فقط للنائب ماير، سليل العائلة المالكة لسلسلة متاجر «ماير» الشهيرة.
وسيتواجه غيبز مع الديمقراطية هيلاري شولتون في جولة نوفمبر القادم، حيث تبقى حظوظ الديمقراطيين بانتزاع مقعد «الدائرة 3» قائمة.
وبهزيمة ماير، يكون ترامب قد حقق وعيده بإقصاء النواب الجمهوريين الذين صوتوا لصالح عزله عقب أحداث اقتحام الكابيتول.
وإلى جانب ماير، كان نائب آخر عن ميشيغن، هو فرد أبتون، قد صوت لصالح عزل ترامب في كانون الثاني (يناير) 2021، لكن الأخير قرر التقاعد وعدم الترشح للاحتفاظ بمقعده النيابي عن جنوب غربي الولاية.
أما النواب الجمهوريون الآخرون، الموالون لترامب، فقد تأهلوا بسهولة أو بالتزكية عن دوائرهم، وهم: جاك بيرغمان (الدائرة 1)، جون مولينار (2)، بيل هوزينغا (4)، تيم والبرغ (5) وليزا ماكلاين (9)، ومن المتوقع أن يفوز هؤلاء بسهولة في جولة نوفمبر النهائية نظراً لضعف حظوظ الديمقراطيين في تلك الدوائر.
ولتعزيز حصتهم من مقاعد ميشيغن في مجلس النواب الأميركي، يعول الجمهوريون على المرشح جون جيمس للفوز بمقعد «الدائرة 10»، فضلاً عن إمكانية المنافسة عبر توم باريت في «الدائرة 7» التي تشمل منطقة لانسنغ والمقاطعات المجاورة، وعبر بول جونغ في «الدائرة 8» التي تمتد من فلنت حتى خليج ساغينو شمالاً.
وبحسب المراقبين، تشير نتائج الجولة التمهيدية إلى إن أغلبية مقاعد ميشيغن الـ13 في مجلس النواب الأميركي الجديد أقرب إلى أن تصبح تحت سيطرة الجمهوريين، على الأقل، بواقع سبعة نواب مقابل ستة، بدلاً من سبعة مقابل سبعة كما هو الأمر حالياً.
وفي جميع الأحوال، لن يكون للديمقراطيين أي نائب إفريقي أميركي عن ميشيغن في الكونغرس القادم، وذلك لأول مرة منذ خمسينيات القرن الماضي، بسبب عدم تمكن أي من المرشحين الديمقراطيين السود من التفوق على ثانيدار في «الدائرة 13» التي تضم أعلى كثافة للسود في دوائر الولاية.
وفي مفارقة لافتة، فإن الأفارقة الأميركيين –الذين يصوتون عادةً بنسبة تفوق 90 بالمئة لصالح الديمقراطيين– قد يتم تمثيلهم هذه المرة، بنائبين اثنين من الجمهوريين المدعومين من قبل ترامب، وهما غيبز (الدائرة 3) وجيمس (الدائرة 10).
Leave a Reply