سانت لويس – عادت التظاهرات الاحتجاجية رفضاً لعنصرية الشرطة إلى الشارع الأميركي، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مع اندلاع أعمال عنف ومواجهات في مدينة سانت لويس بولاية ميزوري إثر محاكمة مثيرة للجدل تمت في نهايتها تبرئة شرطي أبيض قتل رجلا أسود بعد مطاردته في عام 2011. واندلعت أعمال عنف يوم السبت بمدينة سانت لويس عندما نزل مئات من عناصر مكافحة الشغب إلى الشارع لمواجهة المتظاهرين الذين رفضوا الانصياع لأوامر التفرق في اليوم التالي من الاحتجاجات.
وتخلل الاحتجاجات التي كانت سلمية الطابع في أغلبها وشارك فيها المئات، بعض أعمال العنف والشغب من جانب المتظاهرين الذين قاموا برشق عناصرها بقناني الماء وسلات الأزبال، كما أقدموا على الاعتداء على سيارات الشرطة وتكسير زجاج بعض المحال التجارية في المدينة. وأعلنت الشرطة اعتقال العشرات وإصابة 11 عنصراً أمنياً بجروح.
وصرّح حاكم ميسوري إريك غرايتنز «قرر مجرمون مساء السبت رمي حجارة وتكسير واجهات. اعتقدوا أنه بالإمكان فعل ذلك والإفلات من العقاب، لكنهم أخطأوا. فقد ألقت الشرطة القبض عليهم وأوقفتهم ووضعتهم في السجن»، وقد شهدت المدينة إلغاء حفلات وتجمعات عامة كما علقت العمل بنظام النقل العام فيها، بانتظار استتباب الأمن.
وقام المتظاهرون بقطع الطرق وتنظيم تجمعات طوال الأسبوع الماضي احتجاجاً على قرار تبرئة الشرطي الذي أطلق خمس رصاصات على ضحيته المتهم بأنه تاجر هيروين.
وكان قاض في محكمة بساينت لويس قد أصدر الجمعة الماضي حكماً ببراءة الشرطي السابق جايسن ستوكلي من تهمة قتل لامار سميث (24 عاماً) بعد ملاحقته إثر الاشتباه بصفقة مخدرات. وقال الضابط السابق إنه أطلق النار على سميث دفاعاً عن النفس، إذ اعتقد أن الأخير كان بصدد التقاط سلاح من سيارته.
وأكد الادعاء أن ستوكلي زرع مسدساً في سيارة الضحية ليثبت حجة الدفاع عن النفس، لكن القاضي الذي أصدر حكم البراءة قال إن الادعاء فشل في إثبات أن ستوكلي لم يطلق النار دفاعاً عن النفس.
وتأتي هذه التطورات في وقت تظل فيه العلاقة بين الشرطة ومجتمع السود معقدة وشائكة، مع استمرار النظر في عدد من قضايا القتل التي نفذها عناصر شرطة بيض بحق السود في أنحاء متفرقة من البلاد.
وكانت التظاهرات ضد «عنف الشرطة» بقيادة حركة «حياة السود مهمة»، قد انكفأت في الأشهر الماضية بعد أن بلغت ذروتها عام ٢٠١٥، قبل أن تنسحب من الشارع الأميركي لصالح حركات احتجاجية أخرى، مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً العام الماضي.
Leave a Reply