ماكومب تاونشيب – خاص “صدى الوطن”
فيما يظهر بعض الصبية حبهم للتعلم منذ اليوم الأول لدخولهم المدرسة، فإن آخرين يكتشفون هذا الحب في اوقات متأخرة نوعاً ما، هذا ما حصل للطالب اللبناني الاميركي شارلي قدادو (13 عاما) من مدينة ماكومب تاونشيب، فهو ما ان وضع قدمه على الطريق لم يعد بالامكان تصور الحدود التي سيصل اليها.
هذا الطالب في مدرسة “سنيكا” المتوسطة تحول من طالب غير مجتهد الى صحافي مشهور وخطيب مفوه على مستوى الولايات المتحدة.
قدادو يعمل الآن مراسلا لمجلة “سكولاستيك نيوز” وهي مجلة عالمية موجهة للطلاب وينشرها الطلاب أنفسهم، وكان قدادو غطى لهذه المجلة احداثا كبرى، من بينها الخطاب الذي القاه الرئيس باراك اوباما في حفل تخريج الطلبة في “جامعة ميشيغن”، وجهود الإغاثة المحلية لسكان هايتي حين ضربها الزلزال، اضافة الى معرض السيارات الدولي في ديترويت.
وقد حصل قدادو كذلك على ارفع الجوائز لموهبته في الخطابة والقاء الكلمات امام حشود من الناس، وذلك في مسابقة اجريت على مستوى الولاية.
الآن قدادو منشغل في توجيه زملائه من الطلبة وفي تحصيله العلمي اضافة الى مشاركته في برنامج “أطلب، أعمل، أربح” وتتخلص اهداف هذا البرنامج في التوعية والارشاد، لناحية توظيف الفشل لتحقيق النجاح,مع التركيز على النواحي الاكاديمية.
وقال قدادو ان هذا البرنامج بمثابة حملة لتشجيع الطلبة على التفوق وافادة انفسهم ومجتمعهم.
وجاءت هذه الفكرة لـ قدادو بعد فشله في تحقيق ما كان يصبو اليه في منافسة للخطابة اقيمت الشهر الماضي في مدينة ماسكيغون (شمال ميشيغن) حيث احتل المرتبة الثالثة بعد ان كان فاز بالاولى في مسابقتين ماضيتين، قال “لم أكن أدرك معنى النجاح الى ان ذقت طعم الخسارة المؤلم”، فبدلا من الإنغماس في الفشل، آثر قدادو ان يتحمس للنجاح.
وقال “انا لا زلت افخر بنفسي وبامكاني تكرار المحاولة السنة القادمة”.
وقد اتاحت دورات الخطابة لقدادو ان يواصل خبرته في التحدث امام الناس، والذي يأمل من خلالها ان تؤهله ليكون محامياً أو سياسياً.
واتاحت له الصحيفة فرصة لا تتوفر لكثير من الصحافيين المحترفين، فكان اول شخص يجري مقابلة صحفية مع الرئيس اوباما في جامعة ميشيغن، متقدماً في ذلك على مراسلي محطات “أي بي سي” و”أن بي سي”، الاخباريتين، وذلك كون الصحيفة التي يمثلها “سكولاستيك ماغزين”، هي مجلة طلابية عالمية.
وكان قدادو عمل مراسلا لهذه الصحيفة في تشرين (أكتوبر) 2009 من خلال موقعها الالكتروني، مستفيدا في ذلك من موهبته في كتابة الشعر منذ العام 2006.
لكن قصته مع الصحافة لم تكن لتبدأ لولا ان معلمته لاحظت تقصيره في الصفوف 3-5 في مدرسة “هاي ميدو” في مدينة فارمنغتون هيلز، والتي كانت دائمة التأنيب له وانتقاده بشدة، ما دفعه الى التغير، وقال قدادو “أعرف ان علي ان أتغير من اجل مستقبلي ومستقبل بلادي، فهي بحاجة الى قادة للمستقبل”.
جاء التغير سريعا عند قدادو، المنغمس في الشعر والصحافة والخطابة والسياسة، وهي مبادئ يعتقد انها ستتيح له تطوير مهارات سوف يستعملها فيما بعد.
الآن يصف قدادو نفسه بـ”الشاب اليافع” بغض النظر عن كونه طالباً في المرحلة المتوسطة وعنده نوازع للتقدم والنجاح.
ويقول “افخر بما انجزته”.. حين بدأت المدرسة لأول مرة، لم اكن متشجعا جسمياً ولا عاطفياً ولا عملياً، حتى جاءت اللحظة التي قررت فيها ان اتغير لاعمل فرقا في حياتي..”.
Leave a Reply