إمرأة في صورة
أتحاشى النظر لتلك الصورة. لا أدري لماذا أشعر بأنها تصيبني في سويداء قلبي. أشعر بقربها لدرجة أني لا أكاد أحتمل ذلك القرب العجيب.
أحاول دائما أن أصرف بصري عنها إلى البعيد دائما. ألتقط ما حولها وأهرب بسرعة، خوفا من وقوع النظر عليها.
حين أنظر إليها أشعر بأنها تعريني من الداخل. تميط اللثام عن قلبي. وما أنا.. أمامها إلا مادة مكشوفة للجميع.
لا أدري ما الذي يحدث لي عند النظر لتلك الصورة، ولكن كل ما أنا متأكد منه أن لها حضورا خاصا يشل المناعة التي أمتلكها.
/
هذا ما كان لي مع الصورة، فما بالك بـ.. صاحبة الصورة!
جمال وجلال
أمعنت النظر بهنّ، كأني أرى شيئاً لم أره من قبل في حياتي. اختلط عليَ الجمال والجلال.. لا أعرف بأيهما أشعر الآن.
بعثرتهن في الفضاء. عالمهن المتكامل. كثرتهن التي تملأ السماء. أعدادهن التي لا تعد. سموهنّ في روح الناظر إليهن.. أشياء حيّرتني.
لم أحس بروعتهن قبل هذه الليلة. جلست أتمتع بتأملهن. أتجول بينهن.. وما لبثت طويلاً حتى بزغ القمر واختفى معظمهن ولم يبقَ إلا القليل.
ـــ لماذا تخفي عني ذلك الجمال والجلال أيها القمر؟ أنا لا أنكر صفاتك الحسنة، لكنها لا توازي صفاتهن التي اكتشفتها الليلة فقط.. لا أدري لماذا بالغ العاشقون في ذكرك وأبدع الوصافون في تشبيهك؟ هن أكثر أصالة منك. أعلى وأبعد منك. لا يتغيرن.. أما أنت فتتغير في الشهر الواحد مرات ومرات. صدقني ما هي إلا ساعات وتغيب وتبقى النجوم بجمالها وجلالها الأبدي.
/
وجلست أنتظر غياب القمر، ولكن النوم غيبني قبل أن.. يغيب!
Leave a Reply