بيغ: قلقون من تأثيرها على العلاقات بين الديانتين.. ولا نسكت إذا تم التعرض للسيد المسيح
الأب شلهوب: غضب بطرس ناتج عن مرارة الاضطهاد في مصر
ديترويت – خاص «صدى الوطن»
يعتقد قادة دينيون انهم نجحو،ا في اقناع محطة راديو محلية بالضغط على احد مقدمي البرامج للتخفيف من حدة تعليقاته التي تصل غالباً الى حدود الغرابة في تقريعها وانتقاداتها للدين الاسلامي.
فقد دأب احد البرامج الكلدانية المسيحية الذي يستخدم موجة «690 آي. إم» على محطة «دبليو. ان. زي. كاي» على اذاعة تعليقات منتظمة للقس القبطي المصري زكريا بطرس المعروف حول العالم بتسفيهه للمعتقدات الاسلامية، مما ادى ويؤدي الى اغضاب المسلمين. خصوصاً تناوله لشخصية النبي محمد بألفاظ ونعوت بذيئة من بينها وصفه بـ«الشاذ جنسياً».
وتخشى قيادات مسلمة من ان تؤدي البرامج الاسبوعية التي تهاجم الدين الاسلامي ونبيه الى خلق توتر بين الجاليات المسلمة والمسيحية، لذلك سعت هذه القيادات الى جانب ممثلين لأديان الاخرى للحديث مع صاحب المحطة الاذاعية من اجل الضغط على مضيف ذلك البرنامج ومخرجيه لابقاء التعليقات المتطرفة بعيدة عن اسماع المستمعين، مثلما صرح رئيس «مجلس المنظمات الاسلامية في ميشيغن» غالب بيغ. وقال بيغ: «يبدو ان خطاب الكراهية قد توقف بعد جهودنا الاولى».
وكانت مجموعة من رجال الدين السنة والشيعة قد تداعت الى اجتماع طارئ في مدينة ديربورن في 28 تموز الماضي، بعد سماعهم شكاوى غاضبة من البرنامج المسيء للاسلام ونبيه على مدى اسابيع. وجرى خلال الاجتماع بحث هذه القضية، وتقرر من نهايته العمل من اجل الوصول الى حل من خلال ممثلين لمختلف الاديان في منطقة ديترويت.
وقال بيغ ان المجموعة تواصل النظر في خلق نتائج ايجابية من اي موقف سلبي وانها تخطط لعقد اجتماع مع المسؤولين عن المحطة في 02 آب (اغسطس) الجاري من اجل التوصل الى اتفاق على شراء حصة من وقت البث لتقديم برامج تركز على تفاهم الديانات. واوضح بيغ «ان هدفنا الآن هو عمل شيء ايجابي».
من جهته اكد صاحب المحطة الاذاعية سيما بيراش لـ«صدى الوطن» انه «يعمل على هذه القضية» غير انه لم يدل بأية تعليقات اضافية.
ولم يرد اثنان من القساوسة الاقباط في منطقة ديترويت على رسائل الكترونية وجهتها اليهما «صدى الوطن».
شلهوب
من جهته قال راعي كنيسة سانت ماري للروم الارثوذكس في مدينة ليفونيا الاب جورج شلهوب ان «غضب» (القس القبطي زكريا) بطرس ربما يكون ناجماً عن المرارة التي يشعر بها الكثير من المسيحيين المصريين الذين، وفق الاب شلهوب، كافحوا من اجل ممارستهم وشعائرهم الدينية في ذلك البلد (مصر) لسنوات طويلة.
وشرح شلهوب الذي تتألف رعية كنيسته من مسيحيين عرب من فلسطين وسوريا ولبنان والاردن، «ان المسيحيين في مصر تعرضوا للاضطهاد تاريخياً». واضاف ان الحياة الدينية للاقباط في مصر هي اقسى من مثيلاتها في بلدان عربية اخرى يتواجد فيها مسيحيون، حيث يوجد احترام متبادل وتسامح بينهم وبين مسلمي تلك البلدان.
وتابع شلهوب «ان الاب زكريا مشحون باليأس غير انه لا يجب ادانة اي شخص من قبل اتباع ديانة اخرى..».
اضاف شلهوب: دعوه وشأنه وسوف يبتعد لوحده».
وأكد شلهوب ان هنالك متعصبون في صفوف المسيحيين كما ان هنالك متعصبون في صفوف المسلمين واليهود. واذا اصغينا لهؤلاء فسنصبح مثلهم..»
ولم ينس الاب شلهوب التذكير «بأن لدينا حرية تعبير هنا، ولا احد يمكنه اسكات الآخرين بالقوة..».
ورأى شلهوب ان الخطاب الديني المتطرف يتغذى من الغضب الذي يتسبب به وبأن المشاكل تنشأ بين المسيحيين والمسلمين محلياً فقط عندما يحاول افراد من الديانتين اثبات خطأ الديانة الاخرى.
وخلص شلهوب الى القول: «لدينا علاقات رائعة مع اخواننا المسلمين هنا وهم ليسوا بحاجة الينا لاضفاء شرعية على ديانتهم، مثلما اننا لسنا بحاجة اليهم لاضفاء شرعية على ديانتنا.. انهم يعرفون من نحن. فإذا كان احدهم على الاذاعة يطلق اساءات فلنغير الموجة او نطفئ الجهاز».
ويقول غالب بيغ بأن اهمال (القس) بطرس كان احد الخيارات التي فكرنا باعتمادها خلال اجتماعنا الاول في تموز (يوليو) الماضي.
اضاف: انهم يعلمون انها ليست المرة الاولى التي يتم فيها توجيه الاساءات للاسلام. والمسألة ليست مجرد شخص يحدث ضجة، بل تتعدى الى القلق من التأثير على اتباع الديانتين في كل الاماكن، وهذا ليس بالجيد لعلاقاتنا..
نحن بحاجة الى وضع حد لهذا النوع من الانقسامات التي يجري خلقها بين الناس، فهذا ليس بالامر الصحي لمجتمع جالياتنا.
اضاف بيغ ان القيادات الدينية بذلت جهوداً كبيرة من اجل تحسين علاقات التفاعل بين الديانات، وما يفعله هذا الشخص (بطرس) هو العكس تماماً.
واوضح بيغ ان الخيار الثاني الذي كان مطروحاً امام اجتماع الائمة المسلمين كان بالتوجه الكثيف نحو المعلنين الذين يدعمون البرنامج للضغط عليهم وعلى المنتجين من خلال التهديد بعواقب مالية. لكن في النهاية قررت المجموعة ان تشكل لجنة من ممثلي الاديان للتعبير عن قلقهم للمحطة الاذاعية بطريقة تؤدي الى خلق علاقات بدلاً من حرق جسور التواصل.
واوضح بيغ ان مجموعة متنوعة ضمت مشاركين كلدان ساهمت في ايصال السخط على التعليقات الاكثر اثارة للانقسام التي يبثها بطرس والتي تضمنت في بعض الاوقات نظريات غريبة عجيبة حول الحياة الجنسية للنبي محمد.
وقال الشيخ باقر بري وهو احد رجال الدين الذي اشرف على تنسيق النقاشات بين القيادات الدينية والمحطة الاذاعية «انه بسبب الخوف الحقيقي من التوتر بين الجاليات في اوقات الخوف المتصاعد والحقد تجاه الاسلام في الولايات المتحدة، لا يمكننا تجاهل ما يقوم به بطرس ورأى بري «ان هذه مسألة خطيرة فعلاً. عندما ينبري (بطرس) الى اهانة وتشويه معتقد كل الناس في هذه الجالية، فآنهم يريدون رفع الصوت. لا يمكننااغماض اعيننا عن هذه الممارسات».
وعبر بري عن اعجابه بالتعاطي المسؤول والمحترم الذي ابداه صاحب المحطة ازاء هذه القضية. فقد وعد بجعلهم يتوقفون عن الاساءة الى النبي.
وقال بري وبيغ ان البرامج المسيحية على المحطة، رغم استمرارها في بث نقاشات دينية قد تتضمن انتقادات للاسلام الا انها على ما يبدو قلصت كثيراً من حجم التهجم والكلام المثير للغضب. معتمده لهجة اكثر احتراماً.
وقال ائمة المجموعة انخم سوف يواصلون مراقبة البرامج التي يبث احدها كل يوم اربعاء بين 3 – 5 عصراً.
وختم بيغ، «نحن (المسلمين) كنا سنلجأ الى الاحتجاج ذاته فيما لو خرج شخص ما للحط من قدر السيد المسيح او آخر ينفي حصول المحرقة (النازية).
Leave a Reply