وليم سلايطة – «صدى الوطن»
في 18 آذار (مارس) 2018، أمضى جيمس سكانديريتو ساعات طويلة متنقلاً بسيارته من مكان إلى آخر بحثاً عن مكان لإخفاء جثة والده، القاضي السابق في مقاطعة ماكومب بولاية ميشيغن، بعد أن قطعها ووضعها في ثلاثة أكياس بلاستيكية بدت وكأنها أكياس قمامة ثم دفنها في ملعب غولف مهجور قرب مكان إقامتهما في ولاية فلوريدا.
السلطات تمكنت سريعاً من إلقاء القبض على جيمس الابن ووجهت له تهمة القتل العمد وإخفاء وتقطيع جثة والده، الذي عثر على بقاياه بعد نحو أسبوعين من اختفائه.
وأصدر قاض في محكمة مقاطعة بالم بيتش، الجمعة الماضي، حكماً على جيمس الابن بالسجن 15 سنة بتهمة تقطيع وإخفاء جثة والده، إلا أن هيئة المحلفين برأته من تهمة القتل العمد التي وجهت إليه بعد أن ثبت أن الوالد توفي وفاة طبيعية.
وكان جيمس سكانديريتو (74 عاماً) وابنه (50 عاماً) على علاقة وطيدة رغم أنهما يعيشان في منزلين منفصلين حيث كانا يلتقيان بشكل دائم للتسامر وتعاطي الكحول والماريوانا والكوكايين معاً. إلا أن الابن كان عاطلاً عن العمل ومبذراً، حيث عاش حياة بذخ ورفاهية منفقاً المال على السيارات والرحلات والنساء الكولومبيات والبرازيليات، وفقاً للمحققين. وغالباً ما كان الابن يعتمد على مال والده لتيسير أموره اليومية إلى أن وصل به الأمر خلال السنتين الماضيتين إلى حافة الإفلاس بعدما امتنع والده عن إقراضه المال، بحسب سجلات المحكمة التي أكدت أن الخلاف دبّ بينهما وساءت العلاقة أكثر بسبب تعاطي الكحول والمخدرات.
وقد اتهم الادعاء العام الابن بالقتل من أجل الحصول على الميراث، قبل أن ترفض هيئة المحلفين هذه التهمة، علماً بأن الرجلين كانا من سكان ميشيغن قبل تقاعد الأب وانتقاله للعيش في فلوريدا.
وكان الضحية جيمس سكانديريتو الأب قد شغل عضوية مجلس مفوضي مقاطعة ماكومب وانتخب في العام 1991 قاضياً للمحكمة «41 ب» التي تشمل مدينة ماونت بلزنت وبلدتي كلينتون وهاريسون حيث كان يقيم، وذلك قبل تقاعده مطلع العام 2000 إثر اتهامه بطلب خدمات جنسية من خمس متهمات مقابل تخفيف أحكامهن في قضايا منفصلة.
وفي تفاصيل ليلة وفاة الأب في فلوريدا، دخل جيمس الابن مخموراً منزل والده فوجده جثة هامده نتيجة تناوله جرعة زائدة من الكوكايين، وبدلاً من الاتصال بالإسعاف وحمله إلى مستشفى الطوارئ، توجه إلى كاراج المنزل وتناول منه منشاراً ليبدأ بتقطيع الجثة ووضعها في أكياس بلاستيكية.
وبعد محاولاته لتضليل المحققين منذ اليوم الأول للحادثة، أقر جيمس، خلال المحاكمة، بأنه أصيب بصدمة حين شاهد والده جثة هامدة وشعر بهلع شديد فقرر التخلص من الجثة خوفاً من اتهامه بالقتل.
وشوهد جيمس الابن من خلال كاميرات ملعب غولف وهو يحفر حفرة ليدفن بقايا والده فيها. واكتشف المحققون الذين نبشوا المكان أن رأس الضحية لم يكن بين بقية الأعضاء.
وخلص المدعي العام إلى أن جيمس الابن كان يطمع في الحصول على ميراث والده، وأنه وبالفعل تقدم قبل إصدار الحكم عليه، من خلال محاميه، بطلب إلى المحكمة لمنحه حصته من ميراث والده والتي قدرت بحوالي 800 ألف دولار، وذلك باعتباره الوريث الوحيد، إلا أن المحكمة رفضت النظر في طلبه الذي وصفه قاضي المحكمة بالطلب الخسيس.
في المقابل، أقامت شارون سكوبل شقيقة الضحية، دعوى بموجب قانون فلوريدا لمنع جيمس من المطالبة بإرثه باعتباره قاتلاً.
وقالت سكوبل إنها لا تريد الحصول على نيكل واحد طالما أن جيمس لن يحصل على شيء، مؤكدة أنه «لا بأس في ذلك، حتى لو ذهب كل شي إلى المحامين».
Leave a Reply