سارع قادة عسكريون إسرائيليون الى تأكيد التحدي الذي يشكله تسليم منظومة «اس 300» الى إيران أمام سلاح الجو الإسرائيلي، مع إشارات أن بالوسع التغلب عليها.
صواريخ «اس ٣٠٠» |
ولاحظ معلقون أن روسيا مستعدة لدفع ثمن باهظ مقابل استمرار نفوذها فـي الشرق الأوسط، وأن من العجائب استسهال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين فـي حين يتعذر عليه فعل ذلك مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ومن المعروف أن منظومة «اس 300» أنتجت ابتداء من مطلع السبعينيات فـي مصانع شركة «الماز» الروسية، وجرى تطويرها، وهي مخصصة للدفاع الجوي ضد الطائرات والصواريخ لمدى بعيد يتراوح بين 150 إلى 300 كيلومتر.
ونشرت صحف إسرائيلية أن روسيا أوقفت خط إنتاج منظومات «اس 300» وبدأت بإنتاج منظومة أكثر تطورا وحداثة منها، وهي «اس 400». لكن غالبية المنظومات التي باعتها روسيا للخارج هي من النوع الذي يصل إلى حدود 150 كيلومتراً. ولكن هذا المدى يعتبر فتاكاً بالنسبة إلى إسرائيل، لأنه يغطي من سوريا مثلا غالبية أراضي فلسطينيي 48، كما أن راداراته تجعل كل حركة للطيران الإسرائيلي مرصودة حال الإقلاع من أبعد المطارات. وبديهي أن مثل هذه المنظومة تستطيع من سوريا أو لبنان، مثلا إسقاط طائرات إسرائيلية بدقة عالية، وهي فـي الأجواء الإسرائيلية.
وحتى الآن كان سلاح الجو الإسرائيلي يتعامل مع منظومات دفاع جوي روسية الصنع موجودة فـي الدول العربية، وخصوصا سوريا ومصر، لا يزيد مداها عن 20 كيلومتراً.
وطور الجيش الإسرائيلي لنفسه تقنيات واساليب للتغلب على عائق المنظومات القائمة حالياً، ما منحه حرية عمل شبه تامة.
لكن هذه الحرية تتقلص مع انتشار منظومات «اس 300»، حتى بالنماذج الأقل خطورة فـيها.
وأبلغ قائد قاعدة «نبطيم» الجوية الإسرائيلية العميد ليهو هكوهين، الصحافـيين فـي احتفال أمس لمناسبة افتتاح مركز تدريب على طائرات «اف 35» التي ستتسلمها إسرائيل بعد سنوات من أميركا، أن «منظومة صواريخ اس 300 تشكل تحديا لسلاح الجو الإسرائيلي». وأضاف أن سلاح الجو الإسرائيلي «يتدرب ويستعد لمواجهة عدد كبير من السيناريوهات، بينها أيضا مواجهة هذه المنظومة. وإذا تطلب الأمر، فإن سلاح الجو سيعرف كيف يقدم الرد أيضاً على هذا التحدي».
وتحادث رئيس الحكومة الإسرائيلية هاتفـياً مع الرئيس الروسي إثر قرار موسكو بيع منظومات صواريخ «اس 300» المضادة للطائرات لإيران. وفـي المحادثة، أوضح نتنياهو لبوتين أن هذه الخطوة «ستزيد من عدوانية إيران وستزعزع أمن الشرق الأوسط باسره». وشدد على أن «صفقة بيع السلاح المتطور لإيران هي محصلة للاتفاق الخطير الذي يتبلور بين طهران والقوى العظمى». وتساءل نتنياهو: «هل أيضاً بعد صفقة السلاح هذه سيخرج من سيزعم بجدية أن الاتفاق مع إيران سيعزز الأمن فـي الشرق الأوسط؟».
لكن بوتين رد على نتنياهو، موضحاً أن «اس 300» منظومة دفاعية، وهي لا تشكل أي خطر على إسرائيل. وكانت موسكو قد رددت، خلال اليومين الماضيين، إعلانها بأن منظومة الدفاع الجوي التي ستبيعها إلى إيران لا تشكل أي خطر على إسرائيل، لأنها فـي الاساس منظومة دفاعية. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر رسمي فـي وزارة الدفاع الروسية تأكيده أن تسليم منظومات اس 300» لإيران سيتم بسرعة. وهذا يتنافى مع تقديرات فـي إسرائيل بأن إعلان النية شيء، وتنفـيذ الخطوة من جانب روسيا شيء آخر. وأعلن مسؤول إيراني أن طهران تتوقع تسلم منظومة الصواريخ الروسية قبل نهاية العام الحالي.
Leave a Reply