يواجه الرئيس باراك أوباما انتقادات دولية ومحلية حول مسألة الخيارات العسكرية المتاحة أمامه لإعطاء الضوء الأخضر للجيش الاميركي للقيام بضربة عسكرية ضد سوريا في غضون الايام القليلة المقبلة.
إلا ان أخبار التدخل العسكري الوشيك، أثارت موجة من القلق في طول البلاد الاميركية وعرضها، سيما في أوساط الجالية السورية.
يقول الدكتور عبادة الزحيلي، وهو طبيب أميركي سوري مقيم في ديربورن، ان لديه مشاعر مختلطة حيال التدخل العسكري في سوريا فهو من جهة يعتقد ان عملا ما يجب ان يتم لوقف حمام الدم هناك، لكنه يشعر بالقلق من إمكانية توجيه أوباما ضربة عسكرية لان «لدينا اصدقاء وعائلات وأقارب وهناك مدنيون ابرياء سيتعرضون للموت من دون طائل وبنية تحتية قد تدمّر بالكامل».
ويعيش والدا الدكتور الزحيلي واشقاؤه في سوريا وسط جو من الرعب حيث تقع الإشتباكات والتفجيرات قريبة من بيوتهم إذ خسر الزحيلي على حد قوله 16 فردا من اقاربه حتى الآن في هذه الحرب و«هناك ضغط كبير يوميا على اعصابنا.. ولا نستطيع القيام بأي شيء سوى التسمّر امام الشاشات طيلة النهار بانتظار الأخبار الواردة من هناك.
جانب من الإعتصام أمام مبنى بلدية ديربورن احتجاجاً على العدوان الأميركي المحتمل ضد سوريا. (عدسة عماد محمد) |
ويحمل الدكتور الزحيلي المعارضة والنظام معا مسؤولية المجازر التي ارتكبت خلال عمر الازمة الدموية فالطرفان تسببا بالعديد من المشاكل.
ولم يحز الرئيس اوباما على تصريح باستعمال القوة من الكونغرس كما لم يخاطب الشعب الاميركي حول مسألة الضربة العسكرية رغم ان البيت الابيض تواصل مع بعض أعضاء الكونغرس الذي يعتقد معظمهم ان الدلائل غير كافية لاعطاء الضوء الاخضر للرئيس. ويريد مشرعون معارضون للضربة استشارة الكونغرس قبل قرار استعمال القوة العسكرية.
المحامي السوري الاميركي زياد أبو فاضل، رئيس «المنتدى السوري الاميركي»، يحذر من أن أي هجوم على سوريا قد يشعل حربا في المنطقة ستكون تداعياتها اسوأ من الحرب في افغانستان والعراق، ويضيف: «الوضع في سوريا مختلف تماما لسبب وحيد هو أن سوريا مسلحة جيدا وهي تحظى بدعم غير محدود من روسيا وايران وهذا اكثر سوءا للولايات المتحدة، فالعراق لم تكن لديه هذه المعطيات وهناك احتمال ان يؤدي التدخل الغربي في سوريا الى هجمات على الولايات المتحدة».
وقد صرحت سوريا بانها سوف تستخدم كل الوسائل للدفاع عن نفسها.
وكان «البنتاغون» قد حدد «بنك اهداف» في حال القيام بضربة من الجو كما أعلنت بريطانيا وفرنسا وقوفهما مع قرار أوباما.
وأعرب أبو فاضل عن قلقه من وقوع ضحايا من المدنيين في حال قصف سوريا، وهو شعور يبادله به، فايز عبود البالغ من العمر 23 عاماً وهو سوري أميركي، إذ يخشى عبود من أن تؤدي العملية العسكرية الى تعريض حياة الأبرياء للخطر لذلك فانه يعارض التدخل العسكري بشدة.
وأشار عبود الى وجود اقارب له في سوريا وأن «الاغلبية العظمى من السوريين تدعم الرئيس بشار الاسد بينما لا يتجاوز مؤيدو المعارضة العشرة بالمئة».
وقد أشار استطلاع للرأي نشرته «وورلد تريبيون» في حزيران (يونيو) الماضي الى أن نسبة 70 بالمئة من الشعب السوري تدعم الرئيس الأسد و20 بالمئة محايدون و10 بالمئة يدعمون المعارضة.
وأكد أبو فاضل ان الأكثرية من الشعب السوري يؤيدون الحكومة السورية الحالية ضد المعارضة وأردف عبود: «عندما يقوم متمرد بشق صدر وسحب قلب وأكله، فهذا ليس عملا بشريا! مشيرا الى فيديو نشر على «يوتيوب» يظهر هذا العمل المتوحش.
وختم أبو فاضل منتقدا الولايات المتحدة لاهتمامها وتورطها الشديد بالازمة السورية بينما تتجاهل تماما جرائم حرب أخرى في بلدان مختلفة. وقال «هذه حرب مزيفة».
Leave a Reply