اسطنبول – فيما تواصلت خلال الأسبوع الماضي انتفاضة الغضب الفلسطينية في الأراضي المحتلة والتظاهرات المؤيدة لها في أنحاء العالم، انتهت «القمة الإسلامية» الطارئة التي انعقدت في اسطنبول من دون رفع سقف مواجهة القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي بيانه الختامي، أصدر مؤتمر التضامن مع القدس الذي غاب عنه التمثيل العالي للسعودية والإمارات ومصر، تسع توصيات خلت من أية خطوة عملية، حيث اكتفى زعماء الدول الإسلامية بالتنديد بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودعوا العالم إلى الرد بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وقد سجّل المؤتمر حضوراً بارزاً لقادة إيران ولبنان والأردن، في حين جاءت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطولة، بسقف منخفض مع عدم اتخاذ السلطة أي قرار فعلي للمواجهة، مكتفياً بنعي الوساطة الأميركية للسلام.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي استضاف قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول يوم الأربعاء الماضي بمشاركة أكثر من 50 دولة (أقل من ٢٠ زعيماً) إنه لم يعد من الممكن أن تكون الولايات المتحدة وسيطاً في جهود إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وذكر البيان الختامي الذي نشره موقع وزارة الخارجية التركية على الإنترنت أن الأمراء والرؤساء والوزراء الذين شاركوا في اجتماع اسطنبول يعتبرون قرار ترامب إعلاناً لانسحاب الإدارة الأميركية من دورها كراعية للسلام.
ووصف القرار الأميركي بأنه «تقويض متعمد لجميع جهود السلام ويصب في مصلحة التطرف والإرهاب ويهدد السلم والأمن الدوليين».
وقال الإعلان «ندعو إدارة ترامب إلى إعادة النظر في هذا القرار غير القانوني الذي ربما يفجر… فوضى بالمنطقة وإلغاء هذه الخطوة الخاطئة».
وقال عباس «القدس كانت ولا زالت وستظل إلى الأبد عاصمة لدولة فلسطين».
وتقول إدارة ترامب إنها لا تزال ملتزمة بالتوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وإن قرارها لا يؤثر على حدود القدس المستقبلية أو وضعها.
وقال الملك عبدالله عاهل الأردن في قمة اسطنبول إنه يرفض أية محاولة لتغيير الوضع الراهن للقدس ومقدساتها الدينية.
وحذرت تركيا من أن قرار ترامب سيزج بالعالم «في أتون حريق لا نهاية له».
ووصف أردوغان قرار ترامب الأسبوع الماضي بأنه مكافأة لإسرائيل على أفعالها بما فيها الاحتلال والبناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي و«العنف والقتل غير المتكافئ».
وقال «إسرائيل دولة احتلال.. إسرائيل دولة إرهاب».
وقال أردوغان «أدعو جميع الدول الداعمة للقانون الدولي إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين المحتلة. لا يمكن أن نتأخر أكثر من ذلك».
في تعليق متأخّر على أحداث «القمة الإسلامية»، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنّه «ليس منبهراً» ببيان القادة المسلمين وتصريحاتهم حول القدس.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الفلسطينيين إلى الاعتراف بالأمر الواقع وإحراز السلام بدلاً من التحريض على تصعيد الأوضاع، مشيراً إلى أن الكثير من الدول ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وستنقل إليها سفاراتها.
وتتواصل في غزة والضفة الغربية المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وبلغت المواجهات القدس، حيث قام عشرات المستوطنين وطلاب المعاهد الدينية اليهودية باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس الماضي، فيما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مشارف «جامعة القدس» في منطقة أبو ديس التي تمت محاصرتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. كما قام جنود الاحتلال بإغلاق باب العامود في القدس واعتقال عدد من المعتصمين والاعتداء على طواقم الصحافيين.
وقد حض رئيس المجلس السياسي في حركة «حماس» الشعب الفلسطيني على الانتفاضة، داعياً المسلمين والمسيحيين إلى التظاهر والصلاة كل يوم جمعة لنصرة الأقصى وكنيسة القيامة.
Leave a Reply