الكويت – اختتم أمير الكويت أعمال الدورة الـ25 للقمة العربية، والتي صدر عنها «إعلان الكويت» الذي يرفض رفضاً قاطعاً الاعتراف بيهودية إسرائيل، ويقول إن الإستيطان غير شرعي، ويدعو إلى «حل سياسي» للأزمة السورية، ويتعهد بوضع حد للانقسامات وإنهاء الخلافات بين الدول العربية، على وقع التوتر السعودي-القطري وتطورات الأزمة السورية التي أعادت تشكيل التوازنات في المنطقة وداخل الجامعة، حسب المراقبين.
وشكل عدم اعطاء مقعد سوريا في القمة العربية للإئتلاف الوطني المعارض والخلاف بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين من جهة أخرى، ابرز نقاط الخلاف التي ظهرت خلال القمة.
الزعماء العرب المشاركون في قمة الكويت. (رويترز) |
وأعلن أمير الكويت صباح الأحمد الجابر اختتام أعمال القمة العربية الأولى التي تقام في الكويت، معرباً عن أمله في «أن تسهم قراراتها في معالجة قضايانا العربية». وقد تسلمت مصر ملف استضافة الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية بعد تنازل الإمارات عن حقها في ذلك.
وتلا وكيل وزراة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجار الله «إعلان الكويت»، الذي تطرق إلى القضية الفلسطينية والاستيطان والأزمة السورية والوضع في لبنان والحرب على الإرهاب، إضافة إلى ملفات أخرى.
وأكد «إعلان الكويت» رفضه القاطع بالاعتراف بيهودية إسرائيل، وكذلك «عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي الفلسلطينية المحتلة»، مشدداً «أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية لكافة الشعوب والدول العربية».
واعتبر الاعلان ان «إستمرار إحتلال إسرائيل للجولان السوري يهدد أمن المنطقة»، قبل أن يدعو الفصائل الفلسطينية الى تطبيق اتفاق المصالحة. ولم ينس الاعلان ان يوجه تحية الى المقاومة اللبنانية في صمودها في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وعدوان العام 2006.
ومن جانبه، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية بمحاولة التنصل من اتفاق يقضي بالإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين. وقال «لم توفر الحكومة الإسرائيلية فرصة إلا واستغلتها لإفشال الجهود الأميركية، وهو ما يؤكد ما نقوله عن عدم جدية أو استعداد الحكومة الإسرائيلية للانسحاب وصنع السلام».
ومن فلسطين الى الأزمة السورية، حيث دعا «إعلان الكويت» الدول العربية والعالم الى «وقف حمام الدم في سوريا ووقف تشريد السوريين»، وتأييد الحل السياسي في سوريا على أساس «جنيف 1». وندد الإعلان بـ«مجازر» النظام السوري في حق المدنيين، وأكد دعم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بصفته «ممثلا شرعيا» للشعب السوري من غير ان يذكر عبارة «الوحيد» التي وردت في المقابل في القرار الخاص بسوريا. ولم يتضمن البيان أي إشارة الى تسليح المعارضة السورية، على عكس نصوص سابقة تبنتها اجتماعات عربية.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) في خبر تغطيتها للقمة «مع معرفتهم بأن شيئا لن يغير من قرار الدولة السورية الواضح والصريح بحماية شعبها من الارهاب والتصدي له بكل حزم وقوة، طالب المجتمعون في الكويت الجيش العربي السوري بالوقف الفوري لجميع الاعمال العسكرية». ورأت في الدعوة «صدى صرخات استغاثة مرتزقة أدوات العدوان على سوريا الذين تلقوا العديد من الهزائم خلال الاشهر الماضية»، معتبرة ان المسؤولين العرب يكررون «الأكاذيب وتوجيه الاتهامات الباطلة للحكومة السورية».
ولم يغفل «إعلان الكويت» أحد أبرز الملفات التي تناولتها القمة وهي الارهاب، حيث دان إلارهاب «أياً كان مصدره وأشكاله وندعو الى العمل الحثيث للحد منه».
وحول العلاقات العربية-العربية، تعهد الاعلان بـ«وضع حد للانقسامات وإنهاء الخلافات بين الدول الشقيقة»، مشدداً على ضرورة «العيش المشترك مع دول الجوار العربي»، وإخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل ووقف سباق التسلح.
وفي كلمة السعودية، دعا ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي تساند بلاده المقاتلين في سوريا، إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري، وأبدى اندهاشه لعدم «منح وفد الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية».
وقال الأمير سلمان «إن الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الأرض ومنح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ما يستحقون من دعم ومساندة». وأضاف «إننا نستغرب كيف لا نرى وفد الائتلاف يحتل مكانه الطبيعي في مقعد سوريا.. خاصة وقد منح هذا الحق في قمة الدوحة من قبل القمة العربية». ووصف الأمير سلمان الأزمة في سوريا بأنها وصلت إلى حد «الكارثة».
وعلى صعيد العلاقات المتدهورة بين الدول الاعضاء، اكد «إعلان الكويت» التزام «وضع حد للانقسامات» التي تفجرت بين الرياض والدوحة على خلفية دعم الأخيرة لجماعة «الإخوان المسلمين».
وبذلت الكويت جهوداً واضحة لتأمين حد أدنى من الاجواء الايجابية في القمة، فيما أوضح وكيل وزارة الخارجية الكويتية ان الخلافات الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة اخرى «تحل في البيت الخليجي». وصافح ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى وصولهما الثلاثاء الماضي الى قاعة القمة، فيما توسط امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الاميرين لدى دخولهما القاعة ممسكا بيديهما.
العلم السوري نجم القمة
شهدت قمة الكويت، رفع علم النظام السوري داخل قصر بيان الذي عقدت فيه القمة، وفي الشوارع العامة المحيطة به. ولم يجلس أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض على مقعد بلاده الشاغر منذ أكثر من عامين واقتصرت مشاركته على إلقاء كلمة باسم المعارضة.
وكانت القمة الماضية التي عقدت في الدوحة العام الماضي، شهدت رفع «علم الثورة» داخل القاعة الرسمية، وكذلك في شوارع العاصمة القطرية كما جلس وقتها معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف على مقعد بلاده في القمة وألقى كلمة أمام قادة ورؤساء وفود الدول العربية.
وكان وزراء الخارجية العرب اتخذوا قراراً في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2011 بتجميد عضوية سوريا، ولكن العديد من الدول العربية عادت عن قرارها بعد التحولات التي شهدتها الأزمة السورية، والتي دفعت دولاً مثل مصر والجزائر والعراق ولبنان الى إعادة النظر بمواقفها.
Leave a Reply