العرب يرفضون تقسيم العراق والأسد يصف أجواء القمة بالايجابية والبناءة
دمشق – دعا إعلان دمشق الذي تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الأحد الماضي في ختام أعمال القمة العربية العشرين في العاصمة السورية في فندق آيبلا الى ضرورة تجاوز الخلافات العربية-العربية، والى إعادة النظر في عملية السلام مع إسرائيل، وجدد التمسك بالمبادرة العربية كإطار لحل الأزمة اللبنانية.وقال موسى خلال تلاوته لإعلان قمة دمشق التي غاب عنها 9 زعماء عرب وقاطعها لبنان، أن بنود الإعلان ركزت على أهمية التضامن العربي، إضافة إلى ضرورة الانطلاق في عملية السلام بناء على تقييم ما تم تسجيله إلى الآن. وأضاف إن الرؤساء والزعماء والملوك العرب اتفقوا على ضرورة الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن العربي لكل دولة ويحترم سيادتها واستقلالها، إضافة إلى عدم التدخل في شؤون أي دولة، مشددا على ضرورة تنفيذ مقررات القمة العربية والجامعة العربية. وقال موسى، في ختام القمة التي استمرت يومين، ان المجتمعين شددوا على العمل لتجاوز الخلافات العربية العربية من خلال الحوار الجاد وتلافي أوجه القصور في هذه العلاقات، وتغليب المصلحة العربية العليا، لافتين إلى التصدي لأي تدخلات خارجية من شأنها تعزيز الخلافات، وذلك في إطار ميثاق الجامعة العربية. وأشار المشاركون في القمة إلى أهمية مواصلة تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني، داعين إلى اعتماد المبادرة اليمنية كإطار للحوار والمصالحة، ومطالبين إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وإعطاء الشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره، وحق العودة، والإفراج عن المعتقلين. وحذر المجتمعون إسرائيل من التمادي في سياستها إزاء الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة، مطالبين بإنهاء فوري للحصار وفتح المعابر ووقف الاستيطان في القدس، داعين مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته في هذا الموضوع. كما أشار المشاركون إلى أهمية إجراء تقييم لما تم تسجيله في إطار محادثات السلام وصولا الى المبادرة العربية للسلام ورفض إسرائيل لها، واتخاذ قرار حول مصيرها (المبادرة) انطلاقا من هذا التقييم.
قمة دمشق تدعو لتجاوز الخلافات العربية وإعادة النظر في مبادرة السلام
كما شدد العرب على وقوفهم إلى جانب سوريا في الضغوط التي تتعرض لها، لا سيما من خلال قانون محاسبة سوريا، وأكدوا على التمسك بالمبادرة العربية كإطار لحل الأزمة اللبنانية. ودعا الإعلان العراقيين إلى وقف فوري لإراقة الدماء واللجوء إلى الحوار، وصولا إلى تحقيق وحدتهم وزوال الاحتلال، واكد في الوقت نفسه على وحدة كل من السودان والصومال وجزر القمر. وشجّع المجتمعون دولة الإمارات العربية المتحدة وايران على مواصلة الحوار بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها. ودعا القادة العرب إلى توثيق التعاون بين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات ذات الصلة لتضييق الفجوة بين الحضارات، والتي تجلّت في الحملة الأخيرة ضد الإسلام، والتي برزت في دول لطالما تميّزت بالتنوع. كما دعوا الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر خاص لتعريف الإرهاب مشددين على عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام أو بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال. وإذ طالب الإعلان بإبقاء منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، دعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذا الموضوع، معتبرا أن من حق أي دولة الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. يشار الى انه عقد السبت (في اليوم الأول من القمة) جلسةً مغلقة برئاسةِ الرئيس بشار الأسد رئيسِ الدورة العشرين للقمة العربية ناقشوا فيها أبرز القضايا العربية المدرجة على جدول الأعمال ولاسيما ما يتعلق بمسألة حوار العمل العربي المشترك. وقال الرئيس السوري بشار الأسد بأن المحادثات المغلقة خلال القمة العربية التي استمر انعقادها ليومين شهدت مشاحنات حول عدد كبير من الخلافات بين الدول العربية والتي على رأسها لبنان والعراق وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.غير أن الرئيس السوري أصر على أن القمة كانت شاهد نجاح. وقال إن «اجتماع الليلة الماضية كان الحدث الأكثر أهمية في هذه القمة، كونه كان خاليا من المداهنة، وتحدث كل واحد بصراحة… في حضور رؤساء الوفود».
وقال الأسد أن سوريا ستبقى في «قلب العالم العربي»، واصفا الجو الذي ساد جلسات القمة العربية التي اختتمت في دمشق بـالإيجابي والبناء. وقال الأسد في كلمة أمام الجلسة الختامية للقمة العربية العشرين، أن «سوريا ستبقى ركيزة أساسية في الحفاظ على ثوابت الأمة العربية»، معربا عن سعادته الكبيرة لـ«الجو الايجابي والبناء الذي ساد القمة». وأضاف «أريد أن أختم هذه القمة بالقول إن أهم ايجابية هي الجلسة المغلقة ليلة والتي كانت من أهم أحداث القمة حيث ابتعدت عن المجاملات وسادها الجو الصريح من قبل الجميع دون استثناء، والأهم أنه كان هناك تقبل لهذه الصراحة بالرغم من تعارض الأفكار في كثير من الأحيان». وقال إن الجلسة المغلقة ناقشت الموضوع العراقي، مشيرا إلى أنه ينتظر المزيد من الأفكار من العراقيين خلال رئاسته للقمة في المرحلة المقبلة «لكي نقوم بالتعاون كدول عربية مجتمعة مع الحكومة العراقية بهدف الوصول إلى استقرار العراق والسيادة الكاملة». وأشار الأسد إلى الموضوع الفلسطيني، معتبرا أن المبادرة اليمنية لحل الخلافات بين حركتي فتح وحماس هي «مبادرة هامة»، لكنه أوضح بأن «هناك بعض التفاصيل المطلوبة لإكمال هذه المبادرة وجعلها قابلة للتنفيذ». وقال إنه سيتم التعاون مع المسؤولين اليمنيين لإنجاح هذا الجهد. وعن التضامن العربي، أشار الأسد إلى أن له علاقة «بدور الدول التي تستطيع لعب دور بين الدول المختلفة». ولم يشر الأسد في كلمته الختامية إلى الموضوع اللبناني.القذافـي ومن جهته، اعلن الزعيم الليبي معمر القذافي ان القمة العربية لم تؤد الى نتائج «شأنها شأن القمم العربية السابقة» وان حاولت رأب الصدع العربي. وقال القذافي «لا توجد مستجدات تذكر في هذه القمة شأنها شأن القمم العربية السابقة. لقد حاول الرئيس بشار الاسد ان يذلل هذه الخلافات والتناقضات السائدة لتبدو للعالم كأنها خلافات عادية وطبيعية». واضاف الزعيم الليبي الذي وجه خطابا صريحا خلال افتتاح القمة انتقد فيه نظراءه العرب «اهم ما في هذه القمة ان هناك اعترافا بوجود خلافات ومشاكل وكراهية وتخاذل بين الدول العربية، الامر الذي تطلب خلق آلية لتنقية هذه الاجواء ولملمة الصف العربي ونبذ الخلافات». وقال مصدر ليبي ان رؤساء بعض الدول العربية سيطلقون مبادرات بعد القمة في محاولة لـ«تنقية الاجواء» بين سوريا من جهة ومصر والسعودية من جهة اخرى. واعتبر القذافي ان «نتائج هذه القمة هي محاولة لرأب الصدع العربي ولملمة الصف». وردا على سؤال حول الدول العربية التي لم يحضر قادتها القمة، قال «يجب ان نسأل هذه الدول التي لم تحضر ممن تلقيتم الاوامر لكي لا تحضرون؟ نحن سئلنا لماذا حضرنا فقلنا اننا حضرنا لانه لم يصلنا اي بلاغ». واستقبل القذافي الرئيس السوري بشار الاسد في الخيمة التي نصبها امام مقر اقامته قرب دمشق.إشاداتومن جهتها، أشادت الدوحة بنتائج القمة، التي رأى رئيس الوزراء الاماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم انها استطاعت تضييق الخلافات العربية، تمسكت القاهرة بـ«مبررها اللبناني» لتخفيض تمثيلها، نافية ان تكون تأثرت بأي قرار اميركي، رغم انها اقرت بأن «دولة عربية» طلبت نقل القمة من دمشق. وقال الأسد خلال ترؤسه اجتماعاً للقيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، ان «ما حققته سوريا من نجاح في تنظيم مؤتمر القمة العربية وفي توفير الظروف المناسبة لتحقيق التضامن والتوافق بين الأقطار العربية هو نجاح للعرب جميعاً». وأشار الى «الظروف التي سبقت انعقاد القمة والمحاولات التي بذلتها بعض الأطراف الدولية لإعاقة انعقادها في دمشق.. والحؤول دون اتخاذ قرارات ترسخ التضامن العربي والعمل العربي المشترك». ونوّه الأسد «بمواقف مختلف الأطراف العربية ودورها في أعمال القمة وجهودها البناءة في تحقيق أفضل النتائج وسعيها لضمان التوافق حيال مختلف القضايا التي تمت معالجتها». في القاهرة، أكد وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، الذي مثل بلاده في القمة العربية في دمشق، ان مصر «ستظل دائما طليعة العمل العربي المشترك»، منددا «بأي معوقات من شأنها إعاقة الوفاق العربي». ونفى ان تكون مصر سعت لإفشال القمة، مشيرا إلى ان القاهرة «كانت تريد بعدم مشاركتها على المستوى الرئاسي توجيه رسالة إلى القمة بأن عدم حل الأزمة اللبنانية وانتخاب رئيس جديد كان السبب».
Leave a Reply