منذ ان اجريت اول عملية زراعة لقلب اصطناعي في العام سبعة وستين من القرن الماضي على يدي جراح القلب المشهور كرستيان بارنارد في مستشفى الكيب تاون في جنوب افريقيا، نجح الاطباء حول العالم في زراعة الآلآف الاعضاء البشرية لمرضى كانت حياتهم مهددة بالموت اصبح معظمهم يعيشون حياة طبيعية. أكثر من الفي عملية لزراعة القلب اجريت في الولايات المتحدة هذا العام وصلت معدلات نجاحها الى نحو سبعة وثمانين في المئة للمرضى الذكور واربعة وثمانين في المئة من الاناث ، وقد سجلت المستشفيات الاميركية نجاح عمليات زراعة لثمانية وعشرين الفا وتسعمائة وواحد وثلاثين جراحة، منها سبعة عشر الفا وخمسين للكلى وستُ الالاف وستمائة وخمسين للكبد وواحد وثلاثون زراعة للبنكرياس والفا واربعمائة وخمسة للرئة ومئة وخمسة وسبعون للأمعاء والفان ومئة واثنتان وتسعون زراعة قلب، في الوقت الذي ينتطر ما يزيد على خمسة وتسعين الف مريض للحصول على هدية الحياة يضاف الى قائمة الانتظار هذه نحو اربعة الالاف مريض كل شهر.
وبالرغم من النجاحات الباهرة والتطور الهائل الذي يصاحب عمليات زراعة الاعضاء الا ان النقص الحاد الذي يشهده المجتمع الاميركي في توفير الاعضاء المختلفة تسبب في العام الماضي بوفاة ما يزيد على ستة الاف مريض وهم على اسرة الشفاء كانوا يأملون في الحصول على زراعة قلب ، كلية، كبد، او اي عضو رئيسي اخر لأنقاذ حياتهم . وتزداد الحاجة لزراعة الاعضاء بين الاقليات العرقية الاميركية خاصة الاميركين السود والعرب الاميركين الذين تراودهم المخاوف المتعددة ويفتقر معظمهم الى ثقافة التبرع فيما يعتبر بعضهم الاخر التبرع بالاعضاء البشرية مخالفة للتعاليم الدينية. وتشير احصائيات ودراسات معهد الصحة الاميركي الى ان نسبة عشرة في المئة من المنتظرين لاجراء مثل هذه العمليات الدقيقة هم من اللذين لا تتعدى اعمارهم الثامنة عشرة بينهم اثنان في المئة ينتمون الى اقليات وجاليات عرقية . ومن بين الالاف القصص والنجاحات التي عاشها ويعيشها شبيبة في مقتبل العمر اجريت لهم عمليات زراعة مماثلة تبرز قصة فتاة اميركية من اصل اردني في الشهر الماضي هي سان المومني ابنة السادسة عشرة سنة التي اجريت لها في مستشفى جامعة مشيجن في الشهر الماضي وللمرة الثانية زراعة قلب ناجحة، والشاب الاردني بشار علامات الذي تلقى هدية الحياة التي تمثلت بزراعة الكبد اجراها له قبل سنوات الدكتور الجراح مروان ابو الجود رئيس دائرة زراعة الاعضاء في مستشفى هنري فورد في ديترويت. نموذجان حيان لمئات من العرب الاميركين والمرضى الزائرين من جميع الدول العربية الذين حصلوا على اعضاء بشرية ساهمت في انقاذ حياتهم. الاديان السماوية الرئيسية الثلاثة الاسلام، المسيحية واليهودية لا تمانع عمليات زراعة الاعضاء وتشجع ثقافة التبرع وقد عقدت عشرات من ندوات التوعية والتثقيف في مساجد وكنائس ومعابد ديترويت والضواحي اجمع رجال الدين خلالها على اهمية حث وتشجيع المغتربين الاميركين مسلمين ومسيحين ويهود على اهمية المشاركة في التبرع والعطاء مؤكدين على ان ثقافة التبرع بالاعضاء تمثل قمة العطاء.
Leave a Reply